رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفن وسنينه

امنعوا عرض هذه الأفلام لعادل إمام ؟! (1)

رغم أن الأساس في الفن هو الترفيه والتسلية إلا أن أحد أهم وظائفه الرئيسية هي تقديم رسالة هادفة ونبيلة تكشف من خلالها العيوب وتضع يديها على مواطن القصور والفشل، وتوجه المعنيين بذلك إلى الصواب، وقد تقدم حلولًا أو لا فهذه ليست من وظائفها، وقد نجحت السينما المصرية الفن السابع عبر تاريخها الممتد لأكثر من ١٢٥ عاما في الاضطلاع بهذا الدور إلى حدا ما بفضل توافر الوعي التام والإدراك الكبير لهذا الدور الرسالة لدى أغلب عناصر صناعها خاصةً خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات وجزءً من السبعينيات.. 

 

ومن ثم وجدنا أفلامًا تغير قوانين مثل جعلوني مجرمًا وكلمة شرف لفريد شوقي وأريد حلًا لفاتن حمامة وغيرها، ولكن مع بداية عصر الانفتاح وطغيان أفلام المقاولات والجنس اختفى أو كاد هذا الدور اللهم إلا من بعض الأفلام القليلة جدًا مثل على من نطلق الرصاص والكرنك ل سعاد حسني واللعب مع الكبار والغول وطيور الظلام لعادل إمام ومافيا لأحمد السقا وولاد العم لكريم عبد العزيز وعسل أسود لأحمد حلمي ومن الأعمال الأخيرة الممر لأحمد عز وكيرة والجن لعز وكريم عبد العزيز.
 

الفنان قدوة
 

ولاشك أن الفنان النجم لاعب أساسي في رسالة الفن ودوره خاصةً عندما يكون متمتعًا بالنجومية والشعبية الطاغية مثل الفنان الكبير عادل إمام الذي يمثل قدوة بالنسبة لقطاعات كبيرة من الجماهير ولذا يتوجب عليه توخي الحذر في كل ما يقدمه أو يقوله في أعماله وأن يكون مدركًا تمامًا لدور الفن ورسالته في المجتمع وهذا الإدراك أراه قد غاب عن عادل إمام في معظم أفلامه التي سيطرت عليها الناحية الاستهلاكية الترفيهية فقط وهي التي صنعت للأسف شهرته ونجوميته الكبيرة مثل رجب فوق صفيح ساخن وشعبان تحت الصفر ورمضان فوق البركان وغيرها..

 

 ولم يكن للأعمال الجادة الهادفة إلا نصيب ضئيل جدًا ولكن الأخطر من هذه الأعمال الساذجة هي تلك الأعمال التي تروج للقيم والمبادئ والعادات الفاسدة والتي تحض على العنف وإعمال قانون الغابة والحلول الفردية الدموية وتغيب القانون وتكافئ المجرم الجاني وتحميه من العقاب والجزاء القانونى! وهذه الأعمال نطالب بوقف عرضها على المحطات التي تمتلكها الدولة على الأقل حفاطًا على الأجيال الجديدة وحمايةً لهم من شرورها وسمومها وسنعرض لأشهرها في السطور التالية..

غياب القانون 


لا أنكر إعجابي وتقديري لمشوار الفنان الكبير الاستثنائي عادل إمام الصديق الذي تعود صداقتنا الى ٢٥ عامًا ولرحلته الفنية الممتدة لأكثر من ٥٠ سنةً والتي أثمرت نحو ١٢٦ فيلما والعديد من المسلسلات والمسرحيات  والذى حظي بنجومية وشهرة لم يسبقه إليها أحدً! ولكن ألوم عليه بشدة وأحمله مسؤولية تقديم عددٍ من الأفلام التي رغم نجاح معظمها جماهيريًا إلا انها تقدم نماذج مشوهة وسلبية وتطرح حلولًا فرديةً دمويةً بعيدًا عن القانون الوضعي والإلهي والجزاء والعقاب..

وهو ما يتنافى تمامًا مع رسالة الفن ودوره في المجتمع ومن ثم يجب وقف عرض هذه الأفلام التي تطل علينا كل وقت وحين في بيوتنا ونتعامل معها بحب وسذاجة ونضحك عليها وهي التي تضحك علينا! وتقدم لأولادنا السم في العسل وذلك رغم انني ضد مبدأ المنع من الأساس لتعارضه مع حرية الرأي والإبداع ولكن الضرورات تبيح المحظورات!

ومن أمثلة هذه الأفلام.. عصابة حمادة وتوتو، وهو  مقتبس عن الفيلم الكوميدي  الأمريكي fun with Dick and Jane سيناريو وحوار أحمد صالح وإخراج محمد عبد العزيز إنتاج 1982 وشاركت عادل إمام البطولة لبلبة مع صلاح نظمي، ويدور حول موظف ناجح بشركة سياحة كبرى يعيش مع زوجته وابنهما الوحيد حياة رغدة حتى يقوم مديره بسرقة مشروعه السياحي المهم..

 

وعندما يواجهه يتم فصله فلا يجد طريقًا أو حلًا لسداد ديونه وعودته لحياة الرفاهية سوى السرقة والنصب في عدة عمليات بمساعدة زوجته باستغلال  جمالها الواضح في تلك العمليات حتى أصبح من كبار رجال الأعمال وأنهى تلك المسيرة بسرقة مدير شركته السابق انتقامًا منه وللأسف خرج من بيته هو وزوجته بغنيمتهما في حماية رجال الشرطة وسط غياب القانون في آخر مشاهد الفيلم الذي حاول صناعه تدارك ذلك بكتابة سطور في تترات النهاية بأنه قد تم القبض على حمادة وتوتو وحكم عليهما بالسجن بضع سنوات!


على هذه التنويعة أيضًا نجد أفلامًا مثل أنا اللي قتلت الحنش، وهو مقتبس كذلك عن أحد الأفلام الأمريكية من سلسلة ' بلوك باستر' الشهيرة لـ مارلون براندو، سيناريو وحوار عبد الحي أديب وإخراج أحمد السبعاوي وإنتاج عام 1984، وشارك في البطولة سعيد صالح ومعالي زايد وصفية العمري ويوسف شعبان..

 وفيه يعاني حسنين وبرهومة من جبروت المعلم الحنش في قرية الصيادين في غياب القانون والعدالة،  فيضطر الأول -عادل إمام-  إلى السفر لليونان بحثًا عن لقمة العيش بأي وسيلة، فيقابل حبيبته الأولى وتنجب منه طفلة ولكنها تلقى مصرعها على يدي رجال الحنش الذين يتبعونها وحسنين في اليونان! فيقرر حسنين العودة لمصر ويقتل الحنش الذي قتل حبيبته وقتل أيضًا صديقه المقرب برهومة وسط غياب القانون!


وفي نفس الإطار غياب القانون نجد فيلم المولد، الذي كتبه محمد جلال عبد القوي وأعلن بعده اعتزال السينما لاضطراره لتغيير النهاية من أجل عيون البطل، خاصةً لو كان بحجم عادل إمام، حيث قيل له “إن الأسرة يجب أن تدفع ثمن تذكرة السينما ٣ مرات لكي يكسب المنتج فلا يمكن أن تكون نهاية الفيلم معاقبة البطل”!!

بل حصل على مكافأة أيضًا بالظفر بأموال زعيم العصابة الكبير بعد قتله والزواج من أمارة - يسرا-  التي كان يظن أنها أخته! وذلك رغم أنه سرق عدة ملايين من الدولارات من العصابة عندما كان يعمل معهم في قبرص وقتل كل أفرادها حرقًا في المركب هناك ولاذ بالفرار، قبل أن يظهر من جديد باسم مستعار كرجل أعمال كبير عائد من الغربة!


وهو في الأساس لص ومهرب عملة وقاتل! شاركت في البطولة يسرا مع نور الدمرداش وعبدالله فرغلي وإخراج سمير سيف.


في هذا السياق كذلك يأتي فيلم مسجل خطر، قصة وسيناريو وحوار وحيد حامد وإخراج سمير سيف وإنتاج 1991، ويحكي عن اللص المتخصص في كسر زجاج السيارات وسرقة ما تحتويه من أشياء ثمينة “كباكا” فيدخل السجن ليقضي عقوبته فيتعرف على إثنين من المساجين، الأول بدر القواد، والثاني مصطفى الذي ضحى بنفسه وتحمل عقوبة سرقة كبرى بمفرده  للحصول على المال اللازم لعلاج زوجته.. 

 

 

رافضًا الكشف عن شريكيه فيكتشف بعد خروجه من السجن أن شريكيه ردا تضحيته بالتخلى عن زوجته وتركوها تموت وأودعا ابنته الطفلة دارًا للأيتام، فيقرر بالاتفاق مع زميليه الانتقام من شريكيه الخائنين بسرقة تحويشة عمرهما من ملايين الدولارات، وينجحون في ذلك قبل أن يصاب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة يوصي لص السيارات بأن يصحب ابنته الطفلة التي صارت يتيمة إلى عمها بالصعيد وسط مطاردة العصابة ولكنه ينجو والطفلة ويفوز بالمال الوفير المسروق وسط غياب القانون والحلال والحرام؟! وشارك عادل إمام البطولة صلاح قابيل وسعيد عبد الغني ومصطفى متولي.

وإلى اللقاء في المقال المقبل لنستكمل الحديث عن هذه النوعية غير المستحبة في رأيي من أفلام القدير عادل إمام.

Advertisements
الجريدة الرسمية