رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: السيسي "نجم" التحرير.. ميادين مصر لا تزال المصدر الرئيسي للسلطة.. اغتيال البراهمى يفجر الأوضاع في تونس.. حماس تغلق وكالة "معا" لترجمتها أخبارًا أمريكية وإسرائيلية مناهضة للإخوان



اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت بالشأن المصري، وتناولت صحيفة "فورن بوليسي" الأمريكية المظاهرات الحاشدة التي شهدتها المدن المصرية أمس تلبية للدعوة التي أطلقها وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي.

وقالت الصحيفة، إنه في خطاب متلفز الأربعاء، 24 يوليو، في أعقاب تفجير مميت استهدف الشرطة، الجنرال الذي قاد عملية الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، حث الجماهير المصرية إلى "إثبات إرادتهم" وإعطاء قوات الأمن "تفويضا لمواجهة العنف المحتمل والإرهاب ". 

وأضافت " العديد من المصريين في رابعة المؤيدين لمرسي قالوا إن السيسي بهذا الخطاب يجر البلاد إلى حرب أهلية ويثبت أنه "ليس لديه النية للتسامح مع الإخوان المسلمين أو يكون لهم مكان في مصر الجديدة ويحاول بث الرعب في نفوس الناس".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال السيسي كان "نجما" أمس فالباعة يبيعون القمصان، والطائرات الورقية، والأقنعة التي تحمل صورته وفي الوقت نفسه كان الجميع يرددون اسم السيسي.

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه بعد أكثر من عامين على الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، لاتزال الشوارع في مصر هي المصدر الرئيسي للسلطة السياسية في البلاد.

وقالت الصحيفة، إن تدفق المصريين إلى الشوارع أمس الجمعة، في مسيرات أججت المخاوف من مواجهات دامية بين المعارضين والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، بعد ساعات من الأنباء التي ترددت عن صدور اتهامات جنائية ضد المعزول.

قالت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، إن عددا كبيرا من الحشود ملأت الشوارع المصرية استجابة للدعوة التي أطلقها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي من أجل "تفويضه لمحاربة العنف والإرهاب".

وأوضحت الشبكة أن ذلك جاء في وقت أعلن فيه عن التحقيق مع الرئيس المخلوع محمد مرسي رسميا بشأن مجموعة من الاتهامات منها القتل والتآمر مع حركة حماس الفلسطينية.

وقالت، إنه في الوقت نفسه لم تظهر أنصار جماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها مرسي أي علامات على التراجع، على الرغم من أنهم خرجوا بأعداد أصغر من التي خرجت استجابة لدعوة السيسي إلى حد كبير، حيث ظلت المظاهرات في القاهرة سلمية في معظمها، ولكن في مدينة الإسكندرية قتل سبعة أشخاص وأصيب أكثر من 100 في اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين لمرسي.

وأضافت أنه حاول كلا الجانبين لإظهار كم التأييد الشعبي الذي يتمتعون به. ولكن الملايين الذين خرجوا للمظاهرات المؤيدة للجيش طغت الشوارع في مدن متعددة في مصر، بما في ذلك بعض المدن التي نادرا ما يشاهد فيها أي مسيرات منذ انتفاضة 2011.

وسيطرت صور السيسي مرتديا نظارة شمسية يبتسم على الحشد في التحرير وكذلك قرب القصر الرئاسي في الاتحادية. فيما كتب على الملصقات التي تحمل صورته "نحبك "، وارتدى المتظاهرون صورا صغيرة حول أعناقهم.

وأوضحت أن الإجراءات الأمنية كانت مشددة بعد تعهد السيسي بحماية المسيرات من أي هجمات حيث تمركزت الدبابات لحراسة مداخل التحرير كما انتشرت الشرطة في مناطق أخرى.

رأت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن قتل قوات الأمن أكثر من 70 شخصا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، يعمق الاضطرابات التي هزت مصر منذ الإطاحة بـ "مرسي".

وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد: "بدأ إطلاق النار قبل صلاة الفجر بقليل، على هامش الوقفة الاحتجاجية التي قام بها أنصار مرسي بالقرب من مسجد رابعة العدوية، والشرطة تطلق النار على مؤيدي مرسي لا لإصابتهم أو جرحهم إنما لقتلهم".

وأشار إلى أن عدد القتلي تجاوز بكثير أكثر من 70 شخصًا، مضيفًا أن قناة الجزيرة قالت إنه قتل 120 شخصا وجرح 4500 فرد، ومازال صوت إطلاق النار مسموعا.


وحول استراتيجية الإخوان، بعد قتل مؤيديها، قال الحداد: "عندما يكون في اختلاف نذهب لصناديق الاقتراع، بينما الشرطة أطلقت قذائف متكررة من الغاز المسيل للدموع، ومن خلال الضباب الدخاني انهمر الرصاص الحي من الشرطة على أنصار مرسي".

وأضاف: "أطلق القناصة الرصاص من أسطح المباني، وحاول مؤيدو مرسي الدفاع عن نفسهم بالحجارة، وحاول متحدث هناك أن يحث الناس على التراجع ولكن بقي الرجال للدفاع عن أنفسهم والنساء والأطفال بداخل الاعتصام، وفيما يبدو أنها عملية عسكرية تكتيكية وأكثر وحشية من حادثة الحرس الجمهوري، وهذا يؤكد على أنه عدوان وحشي".

رأت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن مقتل المعارض التونسي البارز، محمد البراهمي، يزيد الضغوط على الحكومة التونسية، ويعد الاغتيال الثاني لأحد رموز المعارضة في غضون ستة أشهر تسبب في المزيد من الهزات للحكومة التونسية التي يسيطر عليها الإسلاميون الذين تعرضوا لهزة كبيرة إثر الإطاحة بمحمد مرسي.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، الذي أفاد أن البراهمي قتل بقطعة السلاح ذاتها التي قتل بها بلعيد، مضيفا أن المتهم الرئيسي هو سلفي متشدد يدعى أبوبكر الحكيم، ‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬وقال إن السلطات كانت تلاحق الحكيم لتهريبه أسلحة من ليبيا‭‭‭‭‭.

وتري الصحيفة أن هذا التصريح قد يحد من أثر مطالبات المعارضة وأسرة البراهمي لمظاهرات حاشدة، واضرابات لإسقاط الحكومة، وعلى الرغم من المطالبات بإسقاط الحكومة إثر اغتيال براهمي.

وأكد المحللون أن الحكومة التونسية قد تنجو من مصير نظيرتها في القاهرة. كما أن الأحداث في مصر دفعت الحكومة التونسية إلى تسريع وتيرة الإصلاح وتقديم تنازلات للمعارضة.

وتحدث مسئول بوكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية لصحيفة هآارتس تعليقا على قرار حكومة حماس بغلق مكاتب قناة العربية وقناة وكالة معا الإخبارية داخل القطاع قائلا: إن السبب الحقيقي وراء غلق المكتب هو أن الوكالة قامت بترجمة الأخبار من الصحف الأمريكية والإسرائيلية ضد نظام الإخوان.

ولفت التقرير إلى أن النائب العام بحكومة حماس أصدر قرارا بغلق المكاتب الخاصة بالقناة والوكالة بداعي أن التغطيات الإخبارية الخاصة بهم تأتي متحيزة إلى مصر ضد حماس.

وكان قد وصف أمس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" هذا القرار بأنه تكميم للأفواه.

الجريدة الرسمية