رئيس التحرير
عصام كامل

عيادات‭ ‬مطروح‭ ‬المسائية‭ ‬حبر‭ ‬على‭ ‬ورق.. عجز‭ ‬الأطباء‭ ‬يمنع‭ ‬مستشفيات‭ ‬المدن‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬الخدمة

مستشفى مطروح العام،فيتو
مستشفى مطروح العام،فيتو

نقص‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬الواقع‭ ‬المصرى‭ ‬مؤخرا،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬والمدن‭ ‬الكبرى‭ ‬بل‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬نواحى‭ ‬البلاد‭ ‬ومنها‭ ‬مطروح‭.‬

ويعاني‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬أهمها‭ ‬نقص‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والأطباء‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬الحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬العجز‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬المهمة‭ ‬بالعيادات‭ ‬الخارجية،‭ ‬أو‭ ‬الاستقبال‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ندب‭ ‬أطباء‭ ‬فى‭ ‬أيام‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الأسابيع‭ ‬لتوقيع‭ ‬الكشف‭ ‬الطبى‭ ‬على‭ ‬المرضى‭.‬
وخلال‭ ‬الشهر‭ ‬الأخير،‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬فتح‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية،‭ ‬لتكون‭ ‬فترة‭ ‬مسائية‭ ‬أيضًا‭ ‬بجانب‭ ‬الفترة‭ ‬الصباحية‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬محافظة‭ ‬مطروح‭ ‬لم‭ ‬تستفيد‭ ‬عبر‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬من‭ ‬العيادات‭ ‬المسائية‭ ‬نتيجة‭ ‬العجز‭ ‬البشرى‭ ‬وضعف‭ ‬موارد‭ ‬الأطباء‭ ‬بالمستشفيات‭.‬

“فيتو”‭ ‬ترصد‭ ‬خلال‭ ‬الأسطر‭ ‬التالية‭ ‬أزمة‭ ‬العيادات‭ ‬المسائية‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬بمحافظة‭ ‬مطروح،‭ ‬وعدم‭ ‬فتحها‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المراكز‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستياء‭ ‬بين‭ ‬الأهالي،‭ ‬وكذلك‭ ‬نقص‭ ‬الأطباء‭ ‬بالمحافظة‭.‬

العيادات الخارجية
وشهد‭ ‬قرار‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية‭ ‬المسائية‭ ‬بمستشفيات‭ ‬مطروح‭ ‬عدم‭ ‬تطبيقه‭ ‬إلا‭ ‬بمستشفى‭ ‬مطروح‭ ‬العام،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬عجز‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬التى‭ ‬تجعل‭ ‬المواطنين‭ ‬بعد‭ ‬الانتظار‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬يريدونها‭.‬

وقال‭ ‬مصدر‭ ‬بمديرية‭ ‬الصحة‭ ‬بمطروح،‭ ‬إن‭ ‬مستشفيات‭ ‬مدن‭ ‬ومراكز‭ ‬مرسى‭ ‬مطروح‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سيوة‭ ‬والسلوم‭ ‬وصولًا‭ ‬لمدينة‭ ‬الحمام‭ ‬استثناء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مطروح‭ ‬العام،‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والأطباء،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬فتح‭ ‬فترة‭ ‬ثانية‭ ‬للعيادات‭ ‬مساءً،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬العيادات‭ ‬أيضًا‭ ‬ضعيفة‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تستقبل‭ ‬المرضى‭ ‬والمصابين‭ ‬فى‭ ‬الاستقبال‭ ‬الخاص‭ ‬بالمستشفيات،‭ ‬ويكون‭ ‬الأطباء‭ ‬المتخصصون‭ ‬تحت‭ ‬الطلب‭.‬

وأضاف‭ ‬المصدر‭ ‬فى‭ ‬حديثه‭ ‬لـ «فيتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬محافظة‭ ‬مطروح تعاني‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬حوالى‭ ‬20‭% ‬فى‭ ‬الأطباء‭ ‬بإجمالى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬طبيب‭ ‬وأخصائي‭ ‬واستشاري،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬زيادة‭ ‬حافز‭ ‬الجذب‭ ‬للأطباء‭ ‬للعمل‭ ‬بمحافظة‭ ‬مطروح،‭ ‬كونها‭ ‬ضمن‭ ‬المحافظات‭ ‬النائية‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬500‭% ‬للأطباء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬العجز‭ ‬مستمرا‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬بمحافظة‭ ‬مطروح،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مستشفيين‭ ‬تابعين‭ ‬أيضًا‭ ‬للأمانة‭ ‬التخصصية‭ ‬ولهم‭ ‬طبيعة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬سواء‭ ‬مستشفى‭ ‬برانى‭ ‬أو‭ ‬مستشفى‭ ‬العلمين.

‬وأوضح‭ ‬المصدر،‭ ‬أن‭ ‬مديرية‭ ‬الصحة‭ ‬بمطروح‭ ‬خاطبت‭ ‬الوزارة‭ ‬بشأن‭ ‬العيادات‭ ‬المسائية‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬يوميًا‭ ‬وفقًا‭ ‬للمتاح‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬أو‭ ‬المادية‭  ‬المتوفرة‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات،‭ ‬مُطالبين‭ ‬بدعم‭ ‬القطاع‭ ‬الطبى‭ ‬بمحافظة‭ ‬مطروح‭ ‬بموارد‭ ‬بشرية‭ ‬وأطباء‭ ‬متخصصين‭ ‬لسد‭ ‬العجز‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬بمستشفيات‭ ‬مدن‭ ‬محافظة‭ ‬مطروح‭ ‬كالعظام‭ ‬والأوردة‭ ‬والقلب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭.‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬البلتاجى‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬بمحافظة‭ ‬مطروح،‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تولى‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًّا‭ ‬بتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والعلاجية‭ ‬المقدمة‭ ‬للمرضى،‭ ‬إيمانًا‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المتكاملة‭ ‬وفقًا‭ ‬لأعلى‭ ‬المعايير؛‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لكافة‭ ‬الفئات‭ ‬خاصة‭ ‬بمحافظة‭ ‬مطروح.

‬وأشار‭ ‬‮«‬البلتاجي‮» ‬‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬خدمة‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية‭ ‬التخصصية‭ ‬بالفترة‭ ‬المسائية‭ ‬بمستشفيات‭ ‬صحة‭ ‬مطروح‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬يوميًّا‭ ‬عدا‭ ‬الإجازات‭ ‬والعطلات‭ ‬الرسمية؛‭ ‬ويتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬التخصصات‭ ‬المتاحة‭ ‬بصفة‭ ‬دورية‭ ‬بمقر‭ ‬العيادات‭ ‬المسائية‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬وفقًا‭ ‬للمتاح‭ ‬والمتوفر،‭ ‬وأضاف‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بمطروح،‭ ‬أن‭ ‬تشغيل‭ ‬العيادات‭ ‬المسائية‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬مستشفيات‭ ‬مطروح‭ ‬يعد‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬والحالية‭ ‬تجريبيًّا‭ ‬لمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التوسع‭ ‬فيها‭ ‬لاحقا‭ ‬وفقا‭ ‬لتقييم‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…، 

الجريدة الرسمية