رئيس التحرير
عصام كامل

"أنجلينا باسم" ملاك من ذوي الهمم.. بطولات في السباحة على مستوى الجمهورية.. مبدعة في عزف الأرج.. من أوائل مدرستها.. والأم سر النجاح|صور

ابنه ببورسعيد خلال
ابنه ببورسعيد خلال تدريباتها في السباحة

"أنجيلينا باسم" ملاك من ذوي الهمم ابنه محافظة بورسعيد ذات الـ12 عاما، والتي تعطي قصتها لنا أروع الأمثلة في الإصرار والنجاح وتؤكد لنا أن الإعاقة ليست إلا إعاقة الفكر وعدم تقبل الأخر، وتؤكد لنا أيضا أن الكثير من أصحاب الهمم مبدعين ولديهم نقاط قوة بل وقصص حياتهم تجعلهم قدوة لنا جميعا نتعلم منها الكثير.

الطفلة "أنجلينا باسم" من متلازمة داوون، والدها توفى وهى ذات الخمس سنوات، وتربعت أكثر من مرة على المركز الأول والثاني في مسابقات السباحة في بطولات الجمهورية للإتحاد الذهني للإعاقات كما أنها عازفة لآلة الأرج مبدعة وقد تربعت على المركز الأول في مهرجان الإبداع لذوي الإعاقة عام  2020

وترصد " فيتو" خلال هذا التقرير قصة حياة "أنجلينا باسم" بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة. 

والدتها سر النجاح

ولعبت " إيناس " والدة " أنجلينا " وهى معلم تربية فنية بإحدى مدارس بورسعيد الحكومية دور البطولة في تلك القصة، فقد توفي زوجها وهى في ريعان شبابها ولم تكمل الـ35 من عمرها، وترك لها فتاتين، الأول " أنجلينا" ذات الخمس سنوات من ذوي الهمم، والثانية " مارلينا " وهى أكبر من شقيقتها بأربعة سنوات.

وبالرغم من كل الظروف، تحدت " إيناس" كافة الأوضاع وقررت أن تجعل من ابنتيها أفضل الفتيات دراسيا و رياضيا وأخلاقيا،  وجعلت أولى أولوياتها في الحياة أن تجعل من حياة " أنجلينا " قصة نجاح وقوة.

بطولات السباحة

تقول " إيناس" في حديثها مع فيتو " بعد أن توفي والد أنجلينا، وعلمت أن عضلات أنجلينا ضعيفة، قررت أن أجعلها تنتظم في تدريبات السياحة لتقوية عضلات جسمها "

وتابعت " تفاجأنا بها متفوقة جدا في السباحة، مما دفع مدربها أن يطلب مننا بعد أشهر أن تشارك في بطولة كأس مصر التابعة للإتحاد الذهني لمتحدي الإعاقات تحت سن 12 عاما  و التي أقيمت منذ حوالي خمس سنوات في الأكاديمية البحرية ولكن أول عام لم يحالفها الحظ لأنها كانت خائفة من الجماهير والازدحام"

وتابعت " في العام الثاني اكتسبت ابنتي الشجاعة، وشاركت في نفس البطولة وقد حصلت على  المركز الثالث على مستوى الجمهورية تحت السن 12 سنة بالرغم إنها كانت من أصغر المشاركين ولم تكمل ال8 سنوات من عمرها "

وتابعت والدة البطلة " أنجلينا"  عندما أصبح عمرها 10 سنوات، انتظمنا في تدريبات السباحة والفتنس وشاركنا في نفس البطولة، ولكن هذه المرة تربعت أنجلينا على المركز الأول 100 متر حرة وحصلت على الميدالية الذهبية، وتربعت على المركز الثاني في السباحة 50 متر حرة وحصلت على ميدالية فضية، وذلك في عام 2020"

واستكملت " العام الماضى أيضا 2021 حافظت أنجلينا على نفس المركز وحصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية في بطولة كأس مصر في السباحة التابعة للإتحاد الذهني  لمتحدى الإعاقات والتي أقيمت في الأكاديمية البحرية في الإسكندرية أيضا وذلك في مسابقة السباحة 100 متر حرة  ، وحصلت على المركز الثاني في السباحة 50 مترا.

إبداع العزف الفردي

وعن العزف والموسيقى، قالت والدة البطلة " أنجلينا باسم " ابنه محافظة بورسعيد مشوارنا مع الموسيقى بدأ عندما لاحظت أن هناك ضعف في عضلات أصابعها.

وتابعت " توجهت للدكتور راجي المقدم أستاذ دكتور التربية الموسيقية في كلية التربية النوعية جامعة بورسعيد، والذى نصحنا بتدريبها على آلة الأرج لأنها تقوي عضلات وعظام الأصابع واليد"

واستكملت " تفاجأنا جميعا بأنها عاشقة للعزف وموهوبة، ومن هنا بدأ مشوارنا مع الموسيقى وهى ذات ال8 سنوات "

واستكملت والدة " أنجلينا" دكتور راجى كان مؤمن جدا بابنتي أنجلينا ودعمنا كثيرا، وبالفعل بدأ في تدريب إبنتي هو وفريقه بكل جهده ووقته، وخلال السنوات الماضية شاركنا في كثير من المهرجانات ومنها مهرجان الإبداع لذوي الاحتياجات الخاصة وكان عمرها 8 سنوات وتربعت على المركز الثاني في العزف الفردى على اله  الأرج

 واستكمل " عندما أتمت ابنتى سن ال9 سنوات شاركت في مهرجان ماسبيرو الذي أقيم في القاهرة وحصلت على كأس المهرجان وتربعت على المركز الثاني في العزف الفردي أيضا"

التفوق الدراسي

وعن مستقبلها الدراسي قالت " نشكر ربنا ابنتي العام الماضي كانت المركز الرابع في أوائل الطلبة في الصف السادس الابتدائي على مستوى مدرستها"

وتابعت" أنا حريصة كل الحرص على التوفيق مع مواعيد تدريباتها على السباحة وعلى العزف وبين المواعيد الخاصة بمذاكرتها"

واستكملت" أقوم بالمذاكرة لها بمساعدة شقيقتها وهى طالبة في الصف الأول الثانوي، بجانب مساعدة أمي وخالتي واللاتي يتابدلان معى المذاكرة لها بالتناوب، مؤكدة أن إستيعاب نجلتها للمذاكرة كبير جدا  "

رسالة أمل

واختتمت " إيناس" والدة المبدعة " أنجلينا باسم" حديثها قائلة " بعد تجربتي مع ابنتي وصلت لنتيجة واحدة أن الإعاقة ليست إعاقة ذهنية ولا جسدية خلقنا الله بها لأن الله خلقنا جميعا في أفضل الصور ولدينا جميعا نقاط قوة، ولكن الإعاقة الحقيقة هو في الفكر المتجمد الحجري وعدم تقبل الآخر وعدم إعطاء للأخر الفرصة لتحقيق حلمه ونجاحه"

واستكملت " أتمني أن تلتحق ابنتي بمنتخب مصر في السباحة لتصبح بطلة تشارك في بطولات عالمية باسم وطنها مصر، كما أتمنى لها التوفيق الدائم في العزف وأتمنى أن أرى كل الأطفال من ذوي الإعاقات أبطال في شتى المجالات لأنهم قادرون على ذلك "

الجريدة الرسمية