رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم العالمي للرجل التعيس!

احتفل العالم أمس باليوم العالمي للرجل، وفق القانون الدولي الإنساني، ومن عجب أن مصر ضمن الدول المحتفية و المحتفلة.. المفروض يعني، لكننا لم نشهد أي مظهر جاد ساطع الدلالة من مظاهر الاهتمام والاحتفاء. وإذا اردتم الحق، وبالفعل تريدونه، فإنه عيد بلا معنى لأن الشخص موضع الاهتمام وهو الرجل صار عبدا بكل معنى الكلمة. هو عبد مستنفد تحت ضغوط بيته ومطالب أسرته وجفاء أو جنون زوجته أو إلحاحها أو نكرانها، وهو عبد مستنفد في عمله يتربص به عبد أعلى منه درجة، والأخير فوقه عبد وهكذا. 

 

ثم من هو الرجل في أيامنا الكالحة هذه؟ استخدم لفظ الكالحة درءا لكلمة السوداء. إن الرجولة ليست الذكورة وإن كانت أبرز خصائص التشخيص الفسيولوجي، فكم من ذكور هن إناث، بل هم إهانة للإناث، أولئك هم طائفة الأندال الأوغاد، الذين تخلوا عن مسئولياتهم، فلا ينفقون على أولادهم ولا يرعون نساءهم، ويرى زوجته تقوم بدوره وهو مستنطع فرحان بانقلاب الأدوار. بل لا مبالغة أن هنالك اتفاقات زوجية لترتيب الأوضاع، فقد توافق الزوجة علي الانفاق، ويقوم الرجل بشئون البيت!

يوم الرجل

يتحدثون عن الرجل، أي رجل يقصدون؟ المكسور المهزوم؟ التائه تحت القهر اليومي؟ المهاجر من حياته إلى الأوهام؟ المسافر مع المخدرات؟ المطحون في عمله؟ المتشبه بالنساء؟ من أسف أن أشباه الرجال، نصفهن رجال شكلا ونساء جوهرا، الجنس الثالث، يجد رعاية دولية، ودعاية أممية ومسخرة كونية، وتطبيع لوجود الصنف الشاذ على الفطرة السوية!


دعنا من رجال العالم، ولنأخذ الرجل المصرى مثالا، ونسأل: ما تعريف الرجل في المجتمع المصري؟ سهلة! إنه ذكر رشيد عاقل، يعمل ويتكسب، قادر على فتح بيت وبناء أسرة، شهم يرعى أهله وعائلته الصغيرة، يربي أولاده تربية سوية. هذه مقومات وصفات كما ترون لا مبالغة فيها، بل هى الشئ الطبيعي، لأداء الرجل، ومع ذلك فإن جميع المتطلبات الحياتية تختصر منه وفيه هذه الصفات، وينحسر تحت وطأتها الهائلة إلى ذلك الكيان أو الكائن مقوس الظهر، محنى الكتفين، متجهم الوجه، فارغ الجيبين، عصبى المزاج، كاره الدنيا وما فيها. 

 

هذا ركام رجل بدأ حياته سعيدا فرحا مستبشرا، فلما دخل القفص، ليس قفص الزوجية، بل قفص المسئولية، واجه الحقيقة وهى أن المطالب أكبر من المتاح في جيوبه، فضلا عن المعارك اليومية يخوضها منذ خروجه من بيته إلى حين عودته إليه. 


إنكم تحتفلون برجل تعيس حقا.. لا يعنيه إطلاق شعارات لا معنى لها من قبيل اليوم العالمي للرجل، لأن الظروف قصمت ظهر هذا الرجل، ناهيك عن نمو واستفحال منظمات ومنصات مناصرة المرأة وتحريضها أن تكون رجلا يعلو على الرجل، تزجره وتكسره وتتنمر عليه وتتنكر له وتجرجره في المحاكم. 

كسر الرجل فى رجولته، واسترجال المرأة على رجلها قلب للأدوار الطبيعية، نتيجته الفوضى والعصيان والتفتت. عودي أنثى ليعود الرجل رجلا في بيته وعمله وشارعه وسلوكياته. وكفى تشريعات تطلق الشوارب فوق شفاة النساء، وتذل الرجل وتنهى كبرياءه !

الجريدة الرسمية