رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 52 يوما على حادث صيدلي حلوان.. النيابة تكشف تفاصيل مروعة عن الجريمة والجناة.. والقتل العمدي خارج قائمة الاتهامات

صيدلي حلوان
صيدلي حلوان

شهدت منطقة حلوان جريمة بشعة، عرفت إعلاميًّا بجريمة مقتل صيدلي حلوان الذي تعرض للضغط النفسي والجسدي من زوجته الأولى وأسرتها حتى قرر أن يتخلص من حياته أمام أعين طفله.

 

وبعد مرور حوالي ٥٢ يومًا على الواقعة وبعد كشف النيابة حقيقة انتحاره من عدمه تم إلقاء القبض علي المتهمين وهم زوجته الأولى وأسرتها، وتنطلق خلال ساعات أولى جلسات محاكمة المتهمين بالواقعة.

 

وترصد فيتو القصة كاملة منذ البلاغ الأول بإلقاء الصيدلي نفسه وإنهاء حياته حتى اللحظات الأخيرة من تحديد جلسة لمحاكمة المتهمين، بالواقعة كالآتي:

 

البلاغ الاول

في يوم ٢٧ سبتمبر، تداولت المواقع الإخبارية خبر أقدام صيدلي على التخلص من حياته بالقفز من الطابق الخامس بعد مشاجرة مع زوجته فى مدينة حلوان جنوب محافظة القاهرة.

 

وبالفعل تلقى قسم شرطة حلوان بلاغا من الأهالى يفيد بالعثور على جثة شخص بأحد الشوارع بدائرة القسم، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة.

 

وبالفحص تبين العثور على جثة صيدلي يدعي “و.ز”، مصاب بكدمات وكسور بجميع أنحاء الجسم، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.

 

وبإجراء التحريات، تبين أنه تخلص من حياته بالقفز من الطابق الخامس بعد مشاجرة مع زوجته.

 

مفاجآت كشفتها تحقيقات النيابة

كشفت تحقيقات نيابة حلوان تفاصيل جديدة في واقعة صيدلي حلوان، حيث تبين أن وقت حدوث الواقعة بدأ منذ قدوم زوجته ووالدها وأشقائها وبصحبتهم 3 آخرين، في تمام الساعة الحادية عشر يوم الواقعة إلى شقة المتوفى على سبيل حل الخلافات التي دارت بينه وبين زوجته وتطورت إلى التعدي عليه بالضرب المبرح وإهانته أمام طفله، الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، لإجباره على الطلاق من زوجته وتوقيع إيصالات أمانة.

 

المتوفى أرسل رسائل استغاثات

وأكدت التحقيقات أنه أثناء حدوث المشادة الكلامية بين المتوفى وزوجته وحماه ونجليه و3 آخرين، حاول المتوفى توجيه رسائل استغاثات على الجروب الخاص بسكان العقار الذي يسكن فيه متضمنة: "يا جماعة أنا عندي بلطجية بالبيت.. محتاج حد يلحقني أرجوكم حد ييجي يقف معايا"، وبعد غضون دقائق قليلة من إرسالها تفاجأوا بالمتوفى يسقط من أعلى العقار بالطابق الخامس غارقًا في دمائه، كانت بتوقيتها في تمام الساعة الرابعة عصرًا.

 

واقعة سرقة زوجتة عار تماما من الصحة

وأن ما أثير حول سرقة المتوفى 25 ألف جنيه من زوجته، عار تمامًا من الصحة، وأن هذا الشأن ادعته زوجته على خلاف الحقيقة لإرغامه على توقيع إيصالات أمانة وإجباره على طلاقها.

 

نجل المجني عليه

وخضع المتهمون السبعة أمام نيابة حلوان، للتحقيق معهم ولكشف ملابسات الواقعة، واستمعت النيابة لأقوال الطفل نجل المتوفى الذي فجَّرمفاجأة بشأن التحقيقات وأدلى بأقواله: "أنا شُفت أونكل عبد الله واللي معاه بيرموا بابا من البلكونة"، وما زالت التحقيقات مستمرة بشأن الواقعة للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه، حيث اتهم محامي المتوفى أسرة الزوجة بالاستعانة بـ 3 بلطجية للتخلص من الضحية وإلقائه من الطابق الخامس، بسبب وجود خلافات أسرية كان آخرها زواجه قبل 3 أيام، بقرية الشهداء بالمنوفية.

 

وفي ٢٦ أكتوبر، أمر المستشار النائب العام بإحالة سبعة متهمين - محبوسين - إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبتهم عما اتهموا به من استعراضهم القوة وتلويحهم بالعنف واستخدامهم ضد المجني عليه ولاء سعيد - الصيدلي المقيم بحلوان - بقصد ترويعه وتخويفه وإلحاق الأذى به، والتأثير في إرادته لفرض السطوة عليه وإرغامه على تطليق زوجته الثانية، وذلك بعدما اقتحموا مسكنه بإيعاز من المتهمة الأولى، إذ هددوه وألقوا الرعب في نفسه وكدروا أمنه وسلامته وطمأنينته، وعرضوا حياته وسلامته للخطر، ومسوا بحريته الشخصية، فضلًا عن اتهامهم باحتجازهم المجني عليه وتعذيبه بتوثيقه والتعدي عليه ضربًا بالأيدي وعصي خشبية محدثين به عدة إصابات.

 

الدليل الذي أقامته النيابة

وقد أقامت النيابة العامة الدليل ضد المتهمين من شهادة ثمانية شهود، وإقرارات ستة متهمين، فضلًا عما ثبت من الاطلاع على بعض الرسائل النصية الهاتفية التي كان يستغيث فيها المجني عليه ببعض الشهود لنجدته من تعدي المتهمين عليه، وكذا ما تبين من رسائل بين اثنين من المتهمين تضمنت تأهب أحدهما لمؤازرة الآخر ضد المجني عليه.    

 

زوال شبهة القتل العمدي

وكانت تحقيقات النيابة العامة قد انتهت إلى زوال شبهة القتل العمدي في حق المتهمين؛ لعدم توافر الأدلة على ذلك، وأن الأقوال التي أثارت تلك الشبهة من شهادة بعض الشهود كانت أقوالًا مرسلة لم يؤيدها أي أدلة أو قرائن أخرى في التحقيقات، وهو الأمر الذي أيدته تحريات الشرطة من عدم تورط المتهمين في دفع المجني عليه من الشرفة، وأن الثابت في حقهم يقينًا هو ارتكابهم جرائم البلطجة والاحتجاز المصحوب بالتعذيب البدني على نحو ما انتهت إليه تحقيقات النيابة العامة.

 

أولى جلسات محاكمة المتهمين

وفي ٢٧ اكتوبر، حددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار محمد حسين عبد التواب رئيس المحكمة وعضو مجلس القضاء الأعلى،19 نوفمبر المقبل، لبدء أولى جلسات محاكمة 7 متهمين أمام محكمة جنايات جنوب القاهرة، لارتكابهم واقعة احتجاز وتعذيب المجني عليه ولاء سعيد لإرغامه على تطليق زوجته الثانية، على نحو أدى إلى سقوطه من شرفة منزله ووفاته.. وتقرر أن تُجرى محاكمة المتهمين السبعة أمام الدائرة (29) بمحكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة.

الجريدة الرسمية