رئيس التحرير
عصام كامل

شك وعدم تقدير.. قصة خلاف نجيب الريحاني مع نيازي مصطفى بسبب "سلامة في خير"

نجيب الريحاني في
نجيب الريحاني في فيلم سلامة في خير

لم يكن الفنان نجيب الريحاني مستريحا للعمل مع المخرج نيازى مصطفى ـ ولد فى مثل هذا اليوم 11 نوفمبر عام 1911 ـ وهو الفنان  الذي بدأ حياته بعد عودته من الدراسة في ألمانيا مونتيرا قبل أن يتجه إلى الإخراج، وكلما تم ترشحه لإخراج أحد أفلامه كان الريحاني يعترض ويعتبره مخرج مجهول وتكرر هذا الوضع في فيلمين “سلامة في خير”  الذي عرض في نوفمبر عام 1937، والفيلم الثاني  “سي عمر”.

أثناء الإعداد لتصوير فيلم سلامة بخير باستديو مصر، رشح الفنان أحمد سالم ـ مدير استديو مصر وقتئذ ـ المونتير نيازى مصطفى ـ قبل أن يصبح مخرجا ـ للمشاركة في كتابة سيناريو الفيلم مع نجيب الريحانى وبديع خيرى ثم إخراج الفيلم أيضا ليكون أول عمل من إخراجه.

اعتراض الريحانى 

هاج نجيب الريحاني وثار معترضا على اختيار شخصية غير معروفة لكتابة سيناريو الفيلم الذي سيقوم ببطولته بحجة أن نيازي مصطفى مونتيرا مجهولا ولا يصلح للإخراج والكتابة، إلا أن أحمد سالم أصر على اختياره لنيازي مصطفى، ورضخ الريحاني بعد محايلات امتثالا للأمر الواقع.

الريحانى وزوجته وحماته فى سلامة فى خير 

قصة فيلم سلامة في خير مقتبسة عن قصة باسم الفيلم الباذنجاني وبدأ تصوير الفيلم، واختار نيازى مصطفى صلاح أبو سيف المونتير أيضا مساعدا له في الإخراج.

أعلن الريحاني في الصحف أنه سيعتزل بعد سلامة في خير وأنه آخر فيلم يشارك فيه، إلا أنه عندما نجح الفيلم وأقبلت الجماهير عليه وضرب سوق الأفلام عاد الريحانى وتمسك بالتمثيل مرة أخرى.

وبعد سنوات اعترف نجيب الريحاني في مذكراته بخصوص موقفه من نيازى مصطفى فقال: صدمت الفتى نيازى في ذلك الحين بتصريح غير مستحب لأنى لدغت من مخرجين قبله، لكن بمرور الوقت عرفت قيمة نيازى فاعترفت بخطأى في تقديره، فهو كفء مخلص لفنه، وقد جمعتنا اجتماعات متتالية مع بديع خيرى عالجنا وضع السيناريو وكانت ملاحظاته صائبة وساد بيننا بعد الخصام جو من التفاهم التام، وكان نيازي يعمل في حدود واجبه.

وأثناء مونتاج فيلم سلامة في خير قال نيازى مصطفى لمجلة المحروسة عام 1937 قائلا: كان لقائى بنجيب الريحانى بعد الاتفاق على سيناريو الفيلم أول لقاء لي به فلم يكن لدى فكرة واضحة عنه ولما تقابلنا أحسست انه يستقل بي من أول نظرة حتى أنه جعلني أشك في نفسى وفي قدراتي فأصابني الخوف.. ومن هنا تولد سوء التفاهم بيني وبين الريحاني في البداية ومع الوقت زاد فهمنا لبعضنا فكان الفيلم اول كوميديا سينمائية مصرية ناجحة فنيا.

الريحانى فى مشهد واحد مع شرفنطح 

يحكى الفيلم الذي عرض في مثل هذا اليوم عام 1937 قصة سلامة ـ نجيب الريحانى ـ الساعى في محلات خليل هنداوي يكلف بتوصيل مبلغ كبير الى البنك لكن مجموعة من المصادفات تجعله بصل البنك متأخرا فيعود بالبلغ الى البيت حيث يعيش مع زوجته وحماته، ثم يخاف على المال فيذهب الى المبيت بفندق كبير ويودع المبلغ في امانات الفندق، في نفس الوقت كان الفندق يستعد لاستقبال أمير ثرى يدعى أمير كيندهار، ويحدث اتفاق ليحل سلامة محل الأمير وتتوالى الأحداث لكن يكشفه في النهاية جاره بيومى افندى مدرس اللغة العربية وقام بدوره محمد كمال المصرى الشهير بـ شرفنطح  .

فيلم سى عمر 

تكررت نفس المشكلة بين الريحانى ونيازى عندما بدأ الإعداد لفيلم "سي عمر "من بطولة نجيب الريحاني أيضا الذي زاد تدخله واضافاته في سيناريو الفيلم ووصل الخلاف بينهما الى الاشتباك بالايدي مع المخرج نيازى مصطفى، ترك بعده نيازى مصطفى البلاتوه وتوقف تصوير الفيلم أكثر من سنة حتى قام المخرج إبراهيم عمارة ـ وكان يعمل مساعدا لنيازى مصطفى ـ باستكمال تصوير الفيلم،،ورغم قيام عمارة بإخراج الفيلم الا انه من منطلق الاستاذية وضع اسم نيازي مصطفى على أفيش الفيلم بصفته مخرج للفيلم أما هو فمساعد مخرج.

الجريدة الرسمية