رئيس التحرير
عصام كامل

تطور مسابقات الجمال.. كيف كسرت المطلقات والحوامل قيود المشاركة

المنافسات في ميس
المنافسات في ميس يونيفرس

لا تعد مسابقات الجمال ظاهرة حديثة فانعقدت في العصور القديمة ولكن ازدادت شهرتها وأهميتها في القرن الـ٢٠ ثم طمسها التاريخ لفترة من الزمن لتكون النظرة العامة لهذه المنافسات على أنها قديمة الطراز، هذا إلى أن اتجهت الأنظار مرة أخرى لها بعد إعلان أحد أكبر المنظمات المسؤولة عن هذه الأحداث "ميس يونيفرس" عن السماح للمتزوجات والمطلقات والحوامل للمشاركة كغيرهن.

 

لذلك نعرض لكم كيف تطورت مسابقات الجمال على مر الزمن وإن ما كان لها مستقبل في العالم الحديث.

 

أول مسابقة جمال للرجال فقط

عقدت أول مسابقة جمال في اليونان القديمة ولكن كان المتنافسون رجالًا وليسوا نساءً حيث كان يعطي العالم قديمًا قيمة كبيرة لجاذبية الذكور وليس فقط الشباب وإنما كانت تعقد في أثينا مسابقات لكبار السن كذلك.

 
وقعت أول مسابقة للسيدات في العصور الوسطى حيث كانت تقام هذه المسابقات في العادة الاحتفال بحدثًا ما، ويختار الناس ملكة والتي تكون في العادة أكثر النساء جاذبية في المكان ولا تحصل الفتاة على أي جوائز نقدية ولكن "يحكموا" الحدث بالكامل.


بدأت المسابقات كما نعرفها الآن على الشاطئ

عُرفت القواعد في العصر الفيكتوري بالصرامة الشديدة حيث حددت الأزياء التي تستطيع السيدة ارتدائها في الأماكن العامة برغم انعقاد أول مسابقة علي الشاطئ مما جعل المنافسة تقتصر على الطبقة المتوسطة العاملة ولم تلقي مثل هذه المسابقات الشهرة التي تتمتع بها الآن إلا في بدايات القرن الـ ٢٠ عندما أعطت المرأة الحرية في اختيار "المايوه" الذي ترغب به.

ثم قررت السلطات في العصور القديمة في عشرينات القرن الماضي بإطالة موسم العطلات  في الأماكن المعروفة بشواطئها الرملية  لذلك قاموا بتنظيم أول مسابقة جمال والتي تعد من أكبر المسابقات حاليًّا “ميس أميركا“، حيث تنافست الشابات من العائلات المرموقة منذ عام ١٩٢١م وكانت ماركة ملابس السباحة “كاتالينا” تقوم برعاية الحدث كنوع من أنواع الدعاية.


ظهرت مسابقة “ميس يونفيرس” أول مرة بسبب عناد أحدي  الفتيات في عام ١٩٥١م حيث امتنعت الملكة المتوجة بهذه السنة عن ارتداء “المايوه” المنتمي للشركة الراعية كاتالينا لذلك قررت المؤسسة التحلي عن “ميس اميركا” بعد أكثر من ٣٠ عامًا وتنظيم منافسات خاصة بها  وهما: “ميس يونفيرس” و“ميس  يو اس اي”.


أول “ميس يونيفرس” لم تكن من أمريكا

عقدت كلا المسابقتين في نفس الوقت بلونج بيتش لذلك الفتيات التي وصلوا للنهائيات كانت أغلبهم من الولايات المتحدة ولكن التاج ذهب إلى شابة في الـ ١٧ من عمرها من فينلاند تدعى أرمي كيسيلا وحصلت الفتاة بجانب الجوائز المادية على عقد طويل المدى مع إستوديوهات يونيفرسال وذهب في جولة حول العالم كأول “ميس يونيفرس”.


ثم قابلت آرمي في الفلبين رجل أعمال يدعي فرجيلوا هيلارو وقررت التخلي عن اللقب في سبيل الزواج منه وعاشت معه في ميلان لتنجب منه خمس أطفال ولكن هذا لم يوقف عملها الخيري وتبرعاتها المستمرة للجمعيات لاعتباها نفسها مازلت “ميس يونفيرس" وهذا يعد من مسؤولياتها.


كيف تغيرت مقاييس الجمال على مر السنين

تغيرت مقاييس الجمال  طبقًا لصفات الفائزة بلقب الملكة على مر السنين في حين كانت ملابس السباحة أكثر حشمة وتغطي الجسد أكثر منذ القرن السابق أصبحت أكثر جرأة لتظهر مفاتن المتسابقة وليس فقط القماش ما تقلص ولكن نسبة الجسد نفسه من بدايات الثمانينات ليصبح الجسد الأكثر نحافة هو المرشح أكثر للفوز.

ولوحظ مع مرور الوقت أنه أيًّا كان الزمن الذي تقام به مثل هذه المسابقات إلا أنها في كل العصور تخلق مقاييس غير واقعية لدي العامة وكيف تحاول الفتيات مطابقة مواصفات المتسابقات والذي يؤدي إلى اضطرابات في الأكل ويؤذي بصحة هؤلاء النساء.


حيث أظهرت دراسة قامت بها منظمة لا تسعى إلى الربح تدعي “وإي إم سي إي”  بإنجلترا بأن ٤٠٪ من الفتيات الصغيرات في السن يعانون من ضغط المجتمع بسبب مظهرهن الخارجي والسعي الدائم ليكونوا جذابات.


مسابقات الجمال ليست مثالية دائمًا

تضح مسابقات الجمال قواعد صارمة للغاية مثل منعهم المتسابقة من الزواج او الطلاق او الحصول على أطفال بجانب أجبارهم على أظهار صفات معينه في أخلاقهم العامة والذي بدوره يقود إلى الطرد وخسارة التاج ومع كل هذا يجب عليهن المحافظة على هذه المقاييس لمدة سنة حتي بعد الفوز وفقط بعد مرور العام بأمكانهم فعل ما يشاؤون.


أجبرت أليشا ماكدو صاحبة التاج عام ١٩٩٦م على أتباع حمية غذائية والقيام ببرنامج تمرينات مكثف لاعتقاد اللجنة  بأن الفتاة بدأت في كسب الوزن وإلا ستخسر لقبها وبرغم أتباع الفتاة لتعليمات اللجنة إلا أن الأخبار انتشرت وعرفت الفضيحة على أي حال.


هل أصبحت مسابقات الجمال موضة قديمة؟

يقول بعض النقاد بأنه لا يصح أن يكون هناك حدث في القرن ٢١.

حيث تصعد الفتيات على منصة لتستعرض جمالهن بملابس السباحة ويحكم على مد جذابيتهن مجموعة من الحكام الذي يكون معظمهم رجال في أغلب الأوقات، يبدو قديم الطراز للغاية صحيح؟! وأن مثل هذه المسابقات تعطي أهتمامًا كبيرًا للجسد الانثوي متجاهلين أي جانب أخر في المتنافسات.

ويختلف مع هؤلاء النقاد الكثير آخرون حيث يقولون إن “ميس يونيفرس” يعطي مناصة كبيرة للنساء للتعبير عن نفسهم والذي هن في أمس الحاجة إليها هذا بجانب قيام المتسابقات بالأعمال الخيرية وجذب الاهتمام إلى قضايا ومشاكل اجتماعية وبالإضافة إلى أن معايير الجمال في تغير مستمر والآن يسمح للمشاركات التعبير عن تفردهن من حيث الشكل.


حيث ظهرت فلفانة ماتاتا والتي مثلت تنزانيا في عام ٢٠٠٧م برأس محلوق تمامًا  في مسابقة “ميس يونيفرس” وكذلك المتسابقة زوزالبينا تينز التي شاركت في نهائيات ٢٠١٩م  نصحت الفتيات ان يقدروا جمالهن الطبيعي وإلا يهتموا بنظرة المجتمع.
 

مسابقات جمال للمتزوجات 

حصرت مسابقات الجمال حتي عام ١٩٨٤ على غير المتزوجات فقط حتي ظهر حدث كبير “ميس وارلد” والتي كانت  يستطيع أن يشارك بها النساء من سن ٢١ إلى الـ ٤٨ ولكن الشرط الأكثر أهمية هو أن تكون متزوجة.


حيث اعتقدوا المنظمون أن المجتمع يركز كثيرًا على الفتيات الصغيرات في السن غير المرتبطات ونحن لا يجب أن نتغاضى عن هؤلاء الذي يضحون من أجل عائلتهم أثناء محاولة بناء حياتهم المهنية، الأمهات والنساء المتزوجات يجب أن يحصلوا على مكان ليعبروا عن آرائهم ولكن على النقيض لا تستطيع الفتيات المطلقات المشاركة في “ميس وارلد” مما يعتبر غريبًا قليلًا.


أخذت “ميس يونيفرس”  خطوات ثورية.

فقدت ممثلة دولة بوليفيا في ٢٠١٩ تاجها الذي استحقته سابقًا في عام ٢٠١٨ بسبب حملها لذلك فقد البشر الأمل في تغير مسابقات الجمال حيث يعتقدون أنها لن تواكب العصر أبدًا ولكن مخالفًا لرؤياهم أبتدت الشركات المنظمة لتلك المسابقات بأخذ بعض الخطوات الكبيرة.


فبرغم تحفظ منظمي مسابقة “ميس يونيفرس” لقد أعلنوا وضع بعض التغيرات في الشروط التي يجب توافرها في المتسابقات والذي يعتبر في تاريخ المسابقات لحظة ثورية بحد ذاتها، فقالوا بقدوم ٢٠٢٣ ستستطيع المتزوجات والأمهات المشاركة في المنافسة وحتي وان حملت الفائزة في خلال سنة من تحصيل اللقب ستحتفظ بتاجها.

وقال منظمو “ميس يونيفرس”:”نحن نعتقد بأن المرأة يجب أن يكون لها التحكم الكامل في حياتها والإنجاب أو الحمل هو حق شخصي لكل أنسان يجب أن يختاره بدون أن يمثل عائق لمستقبلهم ونجاحهم” لذلك ربما سنري المزيد من التطورات والتغيرات  التي تسمح لعدد أكثر من النساء ليوصلوا صوتهم للعالم من خلال مثل هذه المسابقات.

الجريدة الرسمية