رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

باحث عماني يقدم مقترحات للمجتمع المدني للتعامل مع القضية الفلسطينية

عبد الحميد الجامعي
عبد الحميد الجامعي

يواصل منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك المقام بمدينة وهران في الجزائر جلساته خلال اليوم الرابع على التوالي، والذي ينظمه المرصد الوطني للمجتمع المدني بالجزائر في الفترة من 10 إلى 15 سبتمبر 2022.

وقال عبد الحميد بن حميد بن عبد الله الجامعي، الباحث السياسي، إن العدو الصهيوني المحتل استغل قصر مدى الذاكرة العربية وضعف حضورها في صراعه مع العرب، فنجح في انتزاعِ الاعتراف به،  فهو بدأ عدوا صهيونيا وكيانا محتلا، حتى وصل اليوم إلى أن يكون دولة إسرائيل الاسم الذي أراده الاحتلال لنفسه محرزا بذلك إنجازا ونصرا.

وأضافت أنه بدأت بدولة فلسطين المحتلة وشمالَ وجنوب وشرق وغرب فلسطين المحتلة،  فانتقلت فلسطين من دولة إلى أراض فلسطينية وانتقل شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ليكون شمال دولة الاحتلال وجنوبه وشرقه وغربه.

واكد الباحث أنه  لو كانت ذاكرة العرب بعيدةُ المدى حاضرةً وصحيحة، وكان تخطيطهم للمستقبل بعيدُ المدى لا مجرد ردود أفعال وفقاعات كلامية، فتستطيع  الامة العربية تحديد عدوها، ووصفُه لديها ثابت في نطاقها الرسمي والإعلامي  ”عدو صهيوني، كيان محتل”، وان يكون محيط مقاطع غير معترف بالكيان، وتكون الدول العربية في مأمن من حيث العدو ودخوله في نسيجها بشكل مريح، وتحتفظ الدول العربية بتكويناتها الداخلية وبناء الإنسان واستثمار مواردها في دعم اقتصادها الداخلي وتقوية الداخل عموما.



وتابع: وينشأ الانسان العربي بتقاطع المصالح الواحدة والثقافة الواحدة والجغرافيا الواحدة بين الوطن العربي من المحيط  إلى الخليج نشأة صحية وتزدهر الحواضر العربية.. كما ينشغل القطر العربي بتطوير بعضه البعض وتعزيزه في صورة تكاملية مشرفة، وفي حالة تحقيق ذلك، سيلحق بالعدو الصهيوني  خسارة اقتصادية لاضطرارها للمناورة للوصول الى فلسطين المحتلة، وقلق داخلي أمني بسبب القطيعة العربية، وصعوبة في إقناع الخارج للهجرة لفلسطين، فضلا عن  تراجع عمليات الاستيطان، بالإضافة إلى بداية الهجرة العكسية للمستوطنين بسبب صعوبة العيش وعدم وجود الراحة وعدم ضمان الحياة والأمن وهنا إما أن يبادر العدو المحتل ويطلبَ هو السلام وبالتالي إقامة فلسطين كما يمليه الطرف العربي أو أقلها كما نصت عليه قرارت الأمم المتحدة الأولى وقد يضمحل ويتلاشى ويتخلخل لدرجة الانهيار وعدم القدرة على التعلق بالأرض وإيثار الهجرة الجماعية منها.

وقدم الباحث السياسي العماني مقترحا على المجتمع المدني في الاقطار العربية ويتمثل في الآتي:

العمل على تعزيز الوعي المجتمع بأهمية إبقاء الذاكرة العربية في إطارها الصحيح وأن تطالب نفسها والجهات الرسمية بتصحيح الأخطاء وإنزال الأمور منازلها، فالمحتل في فلسطين محتل وليس دولة، ولا يجوز من ثم نطق اسمه بما أطلق على نفسه، وأن تكون هناك حملات لتعزيز ذلك الوعي، وأن يعمم على العرب في مناهجهم التربوية من الروضة الى الجامعة، وأن يصحح اللسان الإعلامي، ويبرم بين المجتمعات المدنية وثيقة شرف على ذلك تحرم عليهم نطق الاحتلال باسمه الذي يريد فضلا عن التطبيع معه حتى تسوية قضيتنا في فلسطين.

أن يرجع العرب لثقافتهم الاسلامية ويعتزوا بها  مسلمين ومسيحيين وغيرهم، مع احتفاظ كل بشريعته ومنهاجه وصلاته وصيامه

أن ينبثق من هذا المنتدى مجلس تواصلي، يمكن تدويره كل مدة معينة يعنى بإقامة هذا المؤتمر التواصلي، وأعضاؤه من كل الدول العربية.

أن يتبنى هذا الجمع سنويا ويوسع من شريحة حضوره كل سنة

أن يكون للجامعة العربية باب مفتوح مع هذا التجمع المدني العربي الجديد  وممثلون له يعملون في اتجاهين، يتلقون من المجتمع احتياجه من الدعم فينقلونه للجامعة العربية ويرفعون القرارت المطلوبة لتعينهم على دعم المجتمع المدني، ويتلقون منها الاستشارت التي تخص المجتمع المدني بما ينضج القضية المطروحة.

قيام الجامعة العربية بتصحيح كل ما كان نتيجة لقصر الذاكرة العربية  والبدء في اتجاهه ولو على مراحل مدروسة، والإحساس بالمسؤولية بعد ما ظهر لصناع القرار خطأ الصيغة التي يعملون بها ونتائجها، وقد ينجح ذلك في تعجيل تحرير فلسطين دون طلقة نار واحدة.

ويأتي هذا المنتدى المنظم من قبل المرصد الوطني للمجتمع المدني دعما للمساعي والجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل ترقية العمل العربي وبهدف تمكين جميع أطياف المجتمعات العربية من تقديم مساهماتها حول سبل معالجة أبرز التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي.

ويشارك في المنتدى  150 مشاركا سيتطرقون إلى عدد من القضايا المتعلقة بدور المجتمع المدني في مواجهة التحديات الوطنية والدولية من خلال تعزيز ونشر مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى تطوير وتنمية المجتمعات، وكذا المساهمة الفاعلة في نشر مفاهيم الحياة المدنية والحقوق والحريات الأساسية.

كما يتم مناقشة مواضيع أخرى متعلقة بمسيرة العمل العربي المشترك بالإضافة إلى إبراز البعد الشعبي في بلورة وتيسير العمل العربي المشترك بهدف تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل وتطوير آلياته وتحقيق المزيد من التكامل والتنسيق والوحدة بين أبناء الأمة العربية.

ينعقد المنتدى على مدار  خمسة أيام،  تتناول الجلسة الأولى موضوع "مسيرة العمل العربي المشترك: تحديات وآفاق" يتم خلالها مناقشة واقع وتحديات العمل العربي المشترك وسبل وآفاق تعزيزه ودور مؤسسات العمل العربي المشترك في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وخصصت الجلسة الثانية لموضوع "دور المجتمع المدني العربي في مواجهة تأثيرات التحديات الدولية على العالم العربي" حيث سيتم مناقشة البدائل المتاحة أمام العالم العربي في مواكبة التحولات الدولية الراهنة ورهانات الأمن الطاقوي والأمن الغذائي العربي.

وستتناول الجلسة الثالثة موضوع "إحياء الذاكرة والتواصل بين الأجيال خدمة للعمل العربي المشترك" حيث سيتم التطرق الى مسألة الاستلهام من الذاكرة في تعزيز قيم التضامن والدفاع عن القضايا العربية، وثورة أول نوفمبر 1954 كنموذج لترسيخ وعي الدول والشعوب العربية في النظام المشترك إضافة الى التواصل بين الأجيال كضمانة في دعم العمل العربي المشترك.

وسيتطرق المشاركون في الجلستين الأخيرتين إلى "البعد الشعبي في إصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك" و"سبل تفعيل مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة".

ويحضر هذا المنتدى مشاركون من الجزائر، تونس، البحرين، الكويت، موريتانيا،الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، مصر، سوريا،  فلسطين، العراق، السودان، ليبيا، لبنان، الأردن، قطر، جيبوتي، العربية السعودية واليمن.

Advertisements
الجريدة الرسمية