رئيس التحرير
عصام كامل

أرسطو العاشر في دائرة الاتهام.. لويس عوض "موسوعة ثقافية" أتلفها هوى المجتمع

الدكتور لويس عوض
الدكتور لويس عوض

كاتب مفكر وناقد كبير عرف بثقافته الأجنبية العميقة، قدم في حياته مجموعة من المؤلفات والمترجمات منها كتابه في النقد الإنجليزي، اهتم بالموسيقى كما اهتم بالثقافة العامة فأنشأ في الاربعينات “جمعية الجراموفون ” لتثقيف الشباب بالموسيقى الكلاسيكية، ورحل في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر 1990.
طوال مشواره الأدبى والنقدى كان لويس عوض أحد بناة الثقافة المصرية الحديثة تأليفًا ونقدا وإبداعا، وصفه الكاتب رجاء النقاش بأنه جامعة حرة مفتوحة، ووصفه الأديب نجيب محفوظ بأنه من أعظم رموز حياتنا الفكرية وتطلعاتنا الشريفة نحو غد أفضل وهو علم من أعلام الوحدة الوطنية.
اتبع لويس عوض في النقد منهجا اجتماعيا يرى فيه الإنتاج الأدبي والثقافي تعبيرا عن روح العصر وتمثيلًا للواقع بمختلف وجوهه. 
ولد الناقد الكبير لويس عوض بقرية شارونة محافظة المنيا، تخرج فى كلية الآداب وحصل على الماجستير من كامبريدج في لغة الشعر، حصل على الدكتوراه من جامعة برينستون الأمريكية، وكان اول مصري يرأس قسم الأدب الانجليزى بجامعة القاهرة.

المعلم العاشر 

وكما أطلق أرسطو على نفسه المعلم الأول، أطلق لويس عوض على نفسه المعلم العاشر اعتبارا للفترة الزمنية بينه وبين أرسطو.
تعرض لأزمات عديدة بسبب آرائه فحين دافع عن الديمقراطية في أزمة مارس 54 فصل من عمله بالجامعة، كما واعتقل في مارس 1959 بتهمة الشيوعية، وصودر عام 1981 كتابه "مقدمة في فقه اللغة العربية".. حيث اتهمه بعض النقاد والقراء بأنه هدف من خلال كتابه إلى تزوير العربية والتهجم على الإسلام، وتم سحب الكتاب من السوق.

وحدة الأمة 

كتب عن تاريخ الأزهر ودافع عن دور علمائه في مقاومة الحملة الفرنسية وأيضا في مقاومة الاستبداد وفى إنشاء الدولة المدنية في عصر محمد على وفى توحيد الأمة مسلمين وأقباط بعد ثورة عرابى.

للدكتور لويس عوض 50 كتابا موزعة بين الثقافة والتراث والثقافات المعاصرة الشرقية والغربية إيمانا منه بأنه لا حياة للثقافة القومية إلا باتصالها بالثقافات الأخرى التي تجدد حيويتها لأن الفكر الإنسانى واحد والخبرة البشرية واحدة على الأقل في الكليات إن لم يكن في المفردات. 

أوراق العمر 

كتب الدكتور لويس عوض سيرته الذاتية "أوراق العمر" ورفض شقيقه رمسيس عوض طباعته لأنه ينال منه ومن الأسرة كلها حيث حكى فيه حياته بكل صراحة. 

اقنعة الناصرية السابعة 

قدم لويس عوض كتبا عن المسرح الفرعونى وتاريخ الفكر المصرى الحديث، وعن عصر النهضة الأوربية وعن عدد كبير من الكتاب والأدباء مثل طه حسين والعقاد ويوسف إدريس والحكيم ومحمد مندور ومحفوظ وألفريد فرج وصلاح عبد الصبور، وكان يطلع من يكتب عنه على كتاباته قبل نشرها، ومن اشهر مؤلفاته اقنعة الناصرية السبعة.


حصل الدكتور لويس عوض على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام ١٩٦٩ ووسام فارس في العلوم والثقافة من فرنسا وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٨٨.
 

الجريدة الرسمية