رئيس التحرير
عصام كامل

صالح عبد الحي.. مطرب الملوك الذي كان يتقاضى أجره ذهبا.. وهؤلاء المطربون كتبوا نهايته

المطرب صالح عبد الحى
المطرب صالح عبد الحى

لمع اسمه في بداية القرن الماضي، واشتهر بأغنية "ليه يا بنفسج بتبكي وأنت زهر حزين" التي استمر يغنيها أكثر من خمسين عامًا كعلامة على الطرب الشرقي الأصيل، سُمي المطرب صالح عبد الحى بفارس الطرب الأصيل، ونجم الغناء التقليدي.

وُلد المطرب صالح عبد الحى في مثل هذا اليوم 16 أغسطس 1896 بحارة درب الحلوانى بالسيدة زينب، وبالرغم من اسم والده عبد الموجود إلا أنه أصبح اسمه صالح عبد الحى نسبةً إلى خاله الموسيقى الذى ربَّاه عبد الحى حلمى الذى كان يتبعه في جولاته على المقاهى بحى المغربلين، كما تتلمذ على يد الشيخ سلامة حجازى.

 

الغناء الشرقى 

امتاز صالح عبد الحى بعذوبة الصوت والحرص على تقاليد الغناء الشرقي، وعشق سهرات الصهبجية التي كان يلازمها في حفلاتها حتى مطلع الفجر فكان لهما تأثير كبير على مشواره الغنائىأ ومن أفرادهما وطاقمها الشيخ الحريرى والطرابيشى والحلوانى، ثم اتجه إلى التعلم من فرقة يوسف المنيلاوى.

 

غناء الموال 

بدأ صالح عبد الحى بغناء الموال ونجح فيه وأصبح قمة هذا النوع من الغناء وصيته في كل مكان، واتجه إلى الغناء في المسرح الغنائى فغنَّى المسرحية الغنائية كليوباترا وكوَّن فرقة مسرحية باسمه شارك فيها بالتلحين زكريا أحمد ومحمد القصبجى ثم حلت الفرقة واكتفى بالغناء في الأفراح والحفلات من ألحان القصبجى وأحمد صدقى وأحمد عبد القادر.

لم يتزوج ولم ينجب، وعاش حياته طولًا وعرضًا للغناء ولنفسه، لكن اسمه ظل خالدًا باعتباره فارس الطرب الأصيل وحامل راية الغناء المصري ليظل الفارس الفرد في الغناء، وكان يغنى بدون مكبر صوت سواء في الأماكن المفتوحة أو المغلقة أو في السرادقات والأفراح حتى رحل عام 1962.

بدأ حياته مطربًا في الفواصل بمسرحيات علي الكسار ومنيرة المهدية.

 

نجوم الطرب 

امتاز بعذوبة الصوت وقوته مما حقق له جماهيرية واسعة فلمع اسمه كواحد من أكبر النجوم في عالم الطرب خلال النصف الأول من القرن العشرين داخل البلاد وخارجها، وكان من أعلى النجوم أجرًا خلال رحلته الفنية التي بدأت مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، وذلك بالغناء في أحد الأفراح الشعبية بالقاهرة، واشتهر بأغنيته "ليه يا بنفسج" كلمات بيرم التونسى وألحان رياض السنباطى وكان يتقاضى 300 جنيه في الحفلة الواحدة، وحين غنى في حفل حضره الزعيم سعد زغلول تقاضى أجره 100 جنيه ذهبًا.


حفلة ليلة الجمعة 

تعرف صالح عبد الحى على مجموعة فنية تطلق على نفسها اسم "الصهبجية" وهم صحبة كانت تحيى حفلاتها الفنية ليلة الجمعة من كل أسبوع، وأفرادها من الذين يعملون في مهن أخرى طوال أيام الأسبوع فمنهم الترزى والمكوجى والحداد والنجار والخضرى.

 

حياة القصور 

عاش صالح عبد الحى حياة القصور فكان الملك فؤاد يطلبه في سهراته وحفلاته مقتديا بجده إسماعيل الذى كان يخصص مطربا له في سهراته هو عبده الحامولى، ارتفع اجره بعد ان أطلق عليه مطرب الملوك والحاشية فكان يتقاضى في احياء الليلة الواحدة 300 جنيها ولم يصل أحد من مطربى عهده الى هذه المكانة في التقدير، حتى انه سكن قصرا على النيل وركب عربة يجرها ستة من الخيول.

استعان به المخرجون في أفلامهم فقدم للسينما فيلمين بالغناء والتمثيل هما: عاصفة في الريف إخراج أحمد بدرخان، البؤساء إخراج كمال سليم.

 

ليه يا بنفسج بتبكى 

كان صالح عبد الحي هو المطرب العربي الوحيد الذي أذيعت له أغنية على امتداد 45 دقيقة من إذاعة لندن البرنامج العام الناطق باللغة الانجليزية.. فقد كانت الإذاعة تقدم برنامجا عن الموسيقار العالمي موزارت وبعض أعماله التي لم تكتمل ومنها أوبرا غنائية أطلق عليها اسم “أوبرا القاهرة” تحكي عن قصة حب رومانسية تقع أحداثها في مدينة شرقية هي القاهرة التي كانت أشهر عاصمة عربية في ذلك الوقت واختار معدو البرنامج ومقدموه أغنية المطرب المصري صالح عبد الحي “ ليه يا بنفسج بتبكى وانت زهر حزين " ” لكي يغنيها داخل برنامج أوبرا موزارت.. كأغنية خاصة تنقل المستمع إلى جو القاهرة الشرقي الساحر بموسيقاه الشرقية الأصيلة.

كما كان من أوائل الأصوات التي انطلقت عبر الهواء في الإذاعة الحكومية المصرية في يومها الأول، كما ساهم صالح عبد الحي في مجال المسرح الغنائي فعندما اختلفت منيرة المهدية مع محمد عبد الوهاب عام 1927 أثناء تقديمها للمسرحية الغنائية "كليوباترا ومارك أنطوانيو" دعت منيرة المهدية صالح عبد الحي لكي يقوم أمامها بدور أنطونيو.

 

عزلة واكتئاب 

تخلت الأضواء عن المطرب صالح عبد الحى، وانحسرت عنه النجومية مع نهاية الخمسينيات من القرن الماضى بعد ظهور أصوات جديدة كثيرة بالإذاعة وذيوع صيت محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى وغيرهم، وتبدل الذوق العام في المجتمع المصري، ودخل عبد الحى في عزلة ونوبة اكتئاب، وأصيب بالمرض حتى رحل عام 1962.

الجريدة الرسمية