رئيس التحرير
عصام كامل

"بحب الحياة" آخر أغنيات حسن الأسمر.. 11 سنة على رحيل "لسان المجروحين"

الفنان الشعبى حسن
الفنان الشعبى حسن الأسمر

“كتاب حياتى ياعين”.. كلمات رددها الجمهور خلف نجم الأغنية الشعبية طوال الثمانينات حسن الأسمر الذى حمل لقب الأسمر تشبها بصديق لوالده، قدم العديد من الأغانى والمواويل التي لا تنسى والتي تخلد اسمه في عالم الموال والأغنية الشعبية.


في مثل هذا اليوم 7 أغسطس، رحل  فارس الأغنية الشعبية النجم حسن الأسمر، الذي أثرى عالم الغناء الشعبي بأجمل المووايل والأغنيات التي التي تميزت بالحزن والشجن، والتي لا يزال يرددها الكثيرون حتى يومنا هذا، من أشهرها "كتاب حياتى يا عين"، و"يا دنيا هاتى" و"الواد الجن"، توهان، سمارة، كتاب حياتي يا عين، متشكرين، أعمل لك إيه حيرتني، على فين يا هوا، أنا أهه وانت أهه، أشكي لمين، ادلع يا حلو، الله يسامحك، حرامي القلوب، رمشه، طعم الأيام، كان نفسي.. وغيرها.

حلم التمثيل 

حلم حسن الأسمر أن يكون ممثلًا، وأن يصبح نجما في عالم التمثيل، وبدأ بالتمثيل في أحد قصور الثقافة في أدوار صغيرة، وفى أحد الأيام، استمع أحد الأشخاص إلى صوته وهو يغني، فشجعه على الغناء، وبالفعل اتجه حسن الأسمر نحو الغناء، وبدأ عمله من شارع محمد على، واشتهر بتقديم المواويل في الأفراح والموالد، وبعدها توالت نجاحاته في عالم الغناء.

 

فارس الاغنية الشعبية 

كان أول ألبوم أصدره فارس الأغنية الشعبية عام 1984، وتعمد الأسمر أن يظهر على غلاف هذا الألبوم بدون أن تظهر الوحمة الشهيرة على صورته على الغلاف، وحاول إخفاءها، ولكنه فيما بعد ومع توالى نجاحاته الفنية على مستوى الغناء والتمثيل، لم يحاول إخفاءها بل أصبحت علامة مميزة تميز حسن الأسمر دون غيره من النجوم، بل وكانت تميمة حظ له.

 

في أواخر السبعينات، وتحديدا في عام 1977، كانت أغنية “زحمة يا دنيا زحمة” أشهر أغنية شعبية في سوق الكاسيت، وحققت شهرة كبيرة وكان حسن الأسمر يحبها ويستمع إليها ويغنيها في أفراح حي العباسية كما ذكر في لقاء إذاعي له.

وفى ذلك الوقت كان حسن الأسمر يبحث عن فرصة لدخول عالم الغناء من أوسع الأبواب ليصبح مطربا مشهورا، ونشرت شركة متواضعة تدعى "صوت الجيزة" إعلانا صغيرا في الصحف تبحث فيه عن أصوات شابة لإنتاج ألبومات جديدة لهم، وقام بالذهاب إلى تلك الشركة في مقرها، كما روى، وعرض الأسمر موهبته على صاحب الشركة وأعجب بصوته واقتنع به وأنتج له ألبومه الأول "عيون ست البنات". 
وبعد إطلاق الألبوم الأول، نجح نجاحا لم يكن يتوقعه أحد، وانطلق في مسيرته الفنية بأغان مميزة غلب عليها طابع الحزن بدرجة أكبر. 

ليقتنى، كما يقول، بأموال الألبوم أول سيارة خاصة في حياته فكانت السيارة وقتها مقياسا لنجاح المطرب؛ لارتباطها بكثرة السهرات والأفراح التي تعرض على  المطرب الشعبي، وكانت أولى أغانيه التي تضمنها الألبوم وحققت له انتشارا "عليل أنا ياتمر حنة".

فنان الأحزان 

استطاع الفنان حسن الأسمر أن يمتلك قلوب مستمعيه وحبهم واستغل ذلك الحب في صناعة إمبراطورية غنائية من نوع خاص، تجمع بين الموال والشجن والغناء الشعبي، الذي بات بعد ذلك مدرسة يقصدها الكثيرون من النجوم الشباب، ولقب بفنان الأحزان ولسان المجروحين.
وكان أولها انتشار أغنية «كتاب حياتي» وتحقيقها نجاحا كبيرا، ما كان سببا لسعادته؛ حيث استمرت الأغنية لسنوات ونقلته بصورة نوعية في مشواره الفني بعد ذلك، وأصبح من نجوم الطرب الشعبي المتربعين على الساحة الغنائية بقوة، خاصة أن المستمع كان يبحث عن مطرب شعبي يحل محل الفنان أحمد عدوية، الذي اختفى عن الساحة الغنائية وقتها.


شارك حسن الأسمر في بطولة وغناء مقدمات عدد كبير من الااعمال الفنية  المسرحية والسينمائية والدرامية مثل مسرحيات: بالو بالو، أنا الواد الجن، حمرى جمرى، انقلاب، انا عايزة مليونير، مغامرة المملوك جابر، وغيرها من الأعمال الشهيرة، وفى التليفزيون قدم مسلسلات؛ أرابيسك مع صلاح السعدنى، قمر مع فيفى عبده، دعوة للحياة، وغابت الشمس، اللؤلؤ المنثور، جارى البحث عن شحتة، أسمهان، جحا المصري، أوراق مصرية وغيرها… 
كما شارك حسن الأسمر في تقديم الإعلانات على الشاشة الصغيرة كان آخرها الإعلان لإحدى شركات المحمول.

الراقصة والحانوتي 

ومن الأفلام التي شارك وغنى فيها: رجل ضد القانون، الزنكلوني، الشرابية، العرضحالجي في قضية نصب، حقد امرأة، الكومندان، طابونة حمزة، بوابة إبليس، مدافن مفروشة للإيجار، الراقصة والحانوتي، زيارة السيد الرئيس، ليلة ساخنة" وغيرها.

حب الحياة 

 كلمات أغنيته "بحب الحياة" هي آخر أغنيات الراحل حسن الأسمر، إلا أن حبه للحياة الذي عبر عنه في الأغنية التي لم تطرح، لم يكن كافيا لمقاومة الموت، فقد داهمته أزمة قلبية حادة مفاجئة لتفيض روحه إلى بارئها على إثرها في مثل يومنا هذا 7 أغسطس عام 2011، ويرحل حسن الأسمر بعد تسجيل أغنيته الأخيرة بأيام قليلة، ليصبح خبر رحيله أكبر صدمة لجمهوره ومحبيه، خاصة أن الراحل كان في أفضل صحة وحال قبيل الوفاة بأيام، ولم تبد عليه أي آثار لتعب أو مشكلة صحية. 

الجريدة الرسمية