رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير: أردوغان ينتظر ضوءًا أخضر من بوتين لشن عمليته العسكرية في سوريا

اردوغان
اردوغان

أفاد تقرير إخباري أمريكي، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيأمر بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وأنه ينتظر ضوءا أخضر روسيا للبدء في الهجوم.

وقالت شبكة ”سي أن أن“ في تقرير نشرته أمس الجمعة، إن ”مثل هذه العملية تثير تساؤلات حول خطط تركيا النهائية لسوريا“.

وأوضح أردوغان الشهر الماضي، أنه ”يريد بدء عمليته الرابعة في شمال البلاد منذ عام 2016، مستهدفة منطقة تضم بلدتين رئيسيتين هما منبج وتل رفعت“.

وأعلن أن ”الهدف هو تخليص المنطقة من المقاتلين المتحالفين مع حزب العمال الكردستاني“، وهو جماعة مسلحة تعتبرها تركيا ”إرهابية“.

وبعد اجتماع ثلاثي بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران الشهر الجاري، لم يسفر عن أي تطورات واضحة، يبدو أن تركيا لا تزال تجري محادثات مع موسكو.

ووفق الشبكة فإن أردوغان ”يأمل الحصول على مباركة بوتين لوضع المزيد من القوات على الأرض“.

ولفتت إلى أن ”الكرملين عارض حتى الآن العملية“، قائلا إنها ”لن تساهم في استقرار سوريا وأمنها“.

وذكرت أنه ”من المتوقع محاولة أخرى الشهر المقبل في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، إذ أفادت وكالة الأنباء الروسية المستقلة ”إنترفاكس“ بأن بوتين وأردوغان سيجتمعان لبحث الملف السوري وقضايا أخرى“.

ونقلت عن أسلي آيدينتاسباس من ”المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: ”يقول أردوغان إنه يود إطلاق عملية عسكرية أخرى عبر الحدود في سوريا، ومن الواضح أنه يريد القيام بذلك قبل الانتخابات التركية“.

وقال آيدينتاسباس: ”لكن كما حدث في عمليات التوغل السابقة عبر الحدود، تحتاج تركيا حقًا إلى ضوء أخضر من بوتين للقيام بذلك“.

وجاء إعلان أردوغان في مايو الماضي، وسط مفاوضات مع الغرب بشأن السويد وانضمام فنلندا إلى حلف ”الناتو“، وهما دولتان شماليتان اتهمتهما تركيا بإيواء أفراد لهم صلات بحزب العمال الكردستاني.

وبينما تخلت تركيا أخيرا عن اعتراضها على عضوية دولتي الشمال، جددت مؤخرًا تهديداتها، محذرة من أنها قد تستخدم حق النقض ضد انضمامهما في أي وقت إذا لم تمتثلا للاتفاقيات التي تنهي دعم حزب العمال الكردستاني والمنتسبين إليه.

ولا يزال حزب العمال الكردستاني اليوم هو الشغل الشاغل لتركيا في سوريا، والسبب الرئيسي لاستمرارها في العبور عسكريًا إلى الأراضي السورية.

وتورط حزب العمال الكردستاني في صراع طويل الأمد مع تركيا على جانبي الحدود وفقا لشبكة ”سي أن أن“ التي أوضحت أنه خلال عقود من التوتر مع المقاتلين الأكراد، شنت تركيا بالفعل ثلاث عمليات عسكرية ضد الحزب في شمال سوريا، كان آخرها في عام 2019.

وأشارت إلى أن الهدف لأنقرة كان دائمًا هو نفسه وهو إنشاء ”منطقة آمنة“ بعمق 30 كيلومترًا خالية من حزب العمال الكردستاني في سوريا، تسمح لأكثر من مليوني لاجئ سوري في تركيا بالعودة إلى ديارهم.

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مؤسسة EDAM البحثية ومقرها اسطنبول، إن تركيا تقول إن خطتها الكبرى للمنطقة الآمنة لم تكتمل بعد، وإنها قلقة بشأن ”ممر إرهابي“ بقي بعد عملياتها السابقة.

ونقل التقرير عن محللين قولهم إن ”البلدتين المستهدفتين، وهما منبج وتل رفعت، تخضعان من الناحية الفنية لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.

وقال أولجن: ”أنقرة لا ترى فرقًا بين قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني“، لافتا إلى تحذيرات واشنطن لتركيا من أي توغل جديد في سوريا.

ونبٌهت الشبكة إلى أن ”أردوغان يأخذ التحذيرات الأمريكية في الاعتبار، وأن إدارة الرئيس جو بايدن قد تتخذ إجراءات مادية ضد تركيا انتقاما“.

وقال أيدينتاسباس: ”النقد الأمريكي مهم، خاصة أنه يمكن أن يمتد إلى قضايا أخرى مثل موافقة الكونجرس على طائرات F-16 لتركيا“.

 

الجريدة الرسمية