رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجناة في عملية إشارات السكك الحديدية.. إرهابيون أم لصوص؟!

ماذا جرى أمس بالضبط من عملية إجرامية ضد هيئة السكك الحديدية؟! كيف يمكن سرقة أجهزة السيمافور الخاصة بإشارات السكك الحديدية؟! ومن الذي سيسرقها؟! وماذا سيفعل بها بعد سرقتها؟! أسئلة عديدة وخطيرة حيث نقف أمام عملا منظما ليس بسيطا ولا عشوائيا ولا حتى جنائيا! الجاني يعرف كم المخاطرة في جريمته.. فالثابت أن الجريمة ارتكبت في قلب النهار.. حيث كانت أجهزة الإشارة تعمل حتى وقت معين ثم توقفت.. 

كما تمت العملية في مكانين مختلفين بامتداد ٢١ كيلو وهي مسافة كبيرة تحتاج إما إلى وسيلة انتقال بمحاذاة خط السكك الحديدية أو سيرا على الأقدام بمغامرة كبيرة.. إذ أن فك الجهاز الأول (طنطا - بركة السبع ) قد ينبه المسئولين وبالتالي الإنتباه لما يجري على الخط وخصوصا الأماكن القريبة من الحادث لكن تمت سرقة سيمافور (طنطا - كفر الزيات) وهنا قد -قد- يكون هنا فريقان ارتكبا الجريمة في وقت واحد!!

أهمية السيمافور

ماذا سيفعل المجرم بأجهزة سيمافور لا تستخدم إلا في إشارات السكك الحديدية؟ هل سيبيع الأجهزة كحديد خردة؟ هل يساوي الثمن كل هذه المخاطرة؟ أم سيهرب الأجهزة خارج البلاد لتستخدم في سكك حديد أخري؟ المخاطرة هنا أشد وتكاد تكون مستحيلة! وهكذا في كل احتمالات الاستفادة من صناديق السيمافور نجد احتمالات مبرر السرقة غير واردة!

الملاحظ هنا استهداف طريق القاهرة الإسكندرية تحديدا والذي لم يتبق منه لاكتمال تطوير إشاراته إلا ٨ كيلو مترًا من أصل ٢٠٨! ضمن خطة تطوير إشارات سكك حديد مصر كلها بطول ١٨٠٠ كيلو متر مجتمعة (مسافة طويلة جدا لتأمينها بشريا بالكامل حيث تصل أطوال خطوط سكك حديد مصر إلى ٩٥٠٠ كيلو متر)!! 

معرفة قرب الإنتهاء من الأعمال ليست سرية وأعلنها وزير النقل قبل أشهر وأهمية السيمافور بعد التطوير ليست سرا أيضا حيث قرر الرئيس السيسي إدخال اجهزة "atc" بعد حادث سوهاج في مارس من العام الماضي لإستكمال أمان القطارات حيث تنبه هذه الأجهزة السائقين بأي خطر على الطريق ضمن أربع درجات للتحذير تنتهي بإيقاف القطار حتما! لكن ذلك أيضا يتطلب وجود سيمافور يستقبل الإشارات ويتعامل معها!

خطة تطوير السكك الحديدية ومن ضمنها تغيير فلنكات وتجديد طرق وكباري بخلاف ما نعرفه من تغيير جرارات وعربات تتكلف ٢٢٥ مليار جنيها منها ٥٠ مليارا للإشارات الكهربائية وحدها!
أي أيدي خبيثة تعبث في بلادنا؟! وأي أيدي شريرة تحاول منع أي تقدم؟! وأي أيدي مجرمة تستهدف إرباك المشهد العام في مصر ممثلًا في مرفقه الحيوي الأول؟! 
قطع هذه الأيدي واجب.. قطعها فريضة.. وسنؤديها!

Advertisements
الجريدة الرسمية