رئيس التحرير
عصام كامل

سائقة المترو ليست الأولى.. هذه قصة أول فتاة تعمل كمسارية أتوبيس في مصر

أول فتاة تعمل كمسارية
أول فتاة تعمل كمسارية أتوبيس في مصر

إذا كانت سوزان محمد خريجة كلية الآداب وهند عمر خريجة كلية التجارة هما أول فتاتان تعملان سائقة وتقود مترو الأنفاق فإن عايدة محمد المغاورى خريجة كلية التجارة هي أول فتاة تعمل كمسارية لأتوبيس نقل عام. 

وترجع قصة المرأة الكمسارية إلى أنه في مثل هذا اليوم 16 يوليو منذ 66 سنة وفى عام 1956 تسلمت عايدة محمد المغاورى عملها كمسارية أتوبيس في حدث جديد من نوعه؛ فلأول مرة تعمل المرأة كمسارىة ـ محصِّلة تذاكر ـ في أتوبيس نقل عام.

 

أول كمسارية 

ففي جريدة أخبار اليوم عام 1956 نُشر خبر يقول: وافق رجل الأعمال عبد اللطيف أبو رجيلة رئيس شركة الأتوبيس على تعيين أول كمسارية في مصر هي الآنسة عايدة محمد مغاورى الطالبة بالسنة الثالثة بكلية التجارة بمرتب عشرة جنيهات وثمانين قرشا في الشهر، على أن تحصل على عمولة إضافية عشرة قروش على كل 100 قرش تتمكَّن من تحصيلها من ركاب الأتوبيس.

قصة أول كمسارية 

وجاءت موافقة رئيس شركة الأتوبيس بعد أن التقت به الصحفية حسن شاه المحررة بدار أخبار اليوم، وسألته عن رأيه في تعيين الفتيات كمسارية في أتوبيساته خاصة وأن هناك طالبة هي عايدة المغاورى تقدَّمت لشركته بطلب تعيينها كمسارية، فردَّ أبو رجيلة أنه يرحب بالفكرة وأمر بالبحث عن الطلب المقدم من الطالبة ووجده في حافظة سكرتاريته، وطلب البحث عن مقدِّمة الطلب ووضع سيارته تحت أمر الصحفية حسن شاه التي ذهبت إلى بيت عايدة وأحضرتها إلى الشركة ووقَّع أبو رجيلة قرار تعيينها في 15 يوليو 1956 لتكون أول كمسارية في مصر.

اشترطت عايدة بداية العمل في 16 يوليو أى بعد الانتهاء من امتحاناتها بالكلية، وبالفعل تسلمت عملها في هذا اليوم، وقد أهدتها المحررة حسن شاه بدلة الكمسارية التي قامت بتفصيلها بنفسها، وأجرت بعدها تحقيقًا بمجلة "الجيل" ـ التابعة لدار أخبار اليوم ـ عن رأي المواطن المصرى في عمل المرأة كمسارية في أتوبيس.

ومن المعروف أنه كان هناك اقتراح أيضًا في فيراير 1956 وكما نشرت مجلة روز اليوسف بطلبات من مجموعة من طالبات صحافة كلية الآداب جامعة القاهرة تتزعمهن الآنسة نعم الباز ـ الصحفية حاليًا بأخبار اليوم ـ للعمل كمسارية على خطوط ترام القاهرة.

وقالت: لا أشك أن هذا العمل وهذه المشاركة سوف ترفع من مستوى معاملة الجمهور، وسوف يعمل على تهذيب أخلاق المواطنين ويحد من مشاغباتهم وخناقاتهم في وسائل المواصلات، خاصة بعد أن ازدادت المعارك الدامية بين الركاب والكمسارية هذه الأيام، ويكفى أنه في أوروبا تقوم الفتيات بهذا العمل بينما يقوم الرجال بالقيادة، كما أن هذا العمل فرصة للتعرف على أكبر عدد من الناس لدراسة أخلاقهم وتصرفاتهم.

 

رئيس الترام يرفض 

ونشرت المجلة أن عادل رشاد مدير شركة ترام القاهرة رفض الاقتراح، وقال إن عمل الكمسارى شاق يستمر حتى الثانية صباحًا، وهو عمل جسمانى أكثر منه ذهنى وطبيعة المرأة لا تحتمل، أما من الناحية الأدبية فتخيل أن سيدة تمر وسط الزحام لتقطع التذاكر وسط الرجال في هذه الحالة سيسير خلفها طابور من بوليس الآداب يحميها.

الجريدة الرسمية