رئيس التحرير
عصام كامل

نبوءات عن زيارة السيد المسيح وأمه أرض مصر

احتفلت كنيستنا القبطية الأرثوذكسية أمس بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر ومعه أمه العذراء مريم ويوسف البار وسالومة، ويأتى هذا العيد كل عام فى الرابع والعشرين من شهر بشنس من التقويم القبطى.. 

فزيارة المسيح أرض مصر وهو طفل، ومعه أمه العذراء مريم ورجوعهم إلى أرض إسرائيل تحققت بها نبوءة إشعياء النبى العظيم، صاحب الرؤية المستقبلية عن زيارة المسيح وأمه إلى أرض مصر القائلة "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" ( أش 1:19 ).

 

وتم تحقيق النبوءة من خلال أوامر الرب ليوسف البار، بأن يأخذ الصبى وأمه ويهرب إلى مصر، وهذا ما جاء في إنجيل القديس متى "قم خذوا الصبى وأمه وأهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لان هيردوس مزمعًا أن يطلب ويهلك هذا  الصبى" (مت 13:2-15). فقام يوسف وأخذ الصبى  وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس الملك.

تأسيس الكنيسة والمذبح


وعن نبوءة تأسيس الكنيسة، والمذبح، ورفع الذبيحة، في أرض مصر، وإيمان المصريين بهذا الإيمان المسيحى الأرثوذكسى ومعايشتهم لهذا الإيمان، وذلك من خلال وجود الكنيسة، وتقديم الذبيحة والتقدمة لله، والنذور والإيفاء بها، وهذه هى النبوءات الخاصة بكل هذه الأمور، في سفر أشعياء تقول "فى ذلك اليوم، يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر، وعمود عند تخمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود  في أرض مصر، فيرسل لهم، مخلصًا ومحاميًا وينقذهم، فيعرف الرب في مصر، ويعرف المصريون الرب، وفي ذلك اليوم يقدمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا، ويوفون به" (أش 19:19-21 ).  


أما نبوءة  رفع البخور والتقدمة لله، في رفع بخور باكر وعشية وكافة الليتورجيات (الصلوات الكنسية) في كنائس الأمم، بما فيها كنائس مصر: "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمى عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لاسمى بخور وتقدمة طاهرة، لأن اسمى عظيم بين الأمم قال رب الجنود" (ملاخى 11:1). ولتحقيق نبوءة قيام المذبح فى العهد الجديد وتقديم البخورعليه "وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعهُ مبخرة من ذهب، وأعطى بخورًا كثيرًا لكى يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش، فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ3:8،4 ). ومن هنا دخل البخور واستخدامه فى كافة الصلوات الكنسية، منذ بدء تأسيس الكنائس الرسولية، وذلك بغرض التقدمة مع العبادة لله.
 

وبناء على الإيمان بالله ومعايشة هذا الإيمان في مصر، وثماره على شعب مصر: فقال الكتاب "مبارك شعبى مصر" ( أش 25:19 ). أما نبوءة رجوع المسيح من مصر إلى أرض إسرائيل: وهذه النبوءة، تتضح مما جاء في سفر هوشع النبى "من مصر دعوت ابنى" (هوشع 1:11). وتحققت هذه النبوءة من أوامر الملاك ليوسف البار: بأن يأخذ المسيح وأمه ويرجع من  أرض مصر إلى أرض إسرائيل، لكى يتم ما قيل من قبل الرب بالنبى القائل: "فلما مات هيرودوس إذا ملاك الرب قد ظهر فى حلم ليوسف فى مصر، قائلًا: قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى.." (متى 15:2-23).

 
أهمية  زيارة المسيح وأمه أرض مصر ورجوعها إلى أرض إسرائيل: وفى مقدمة هذه الزيارة لمصر، هى تحقيق  نبوءات الكتاب المقدس، مهما طال الوقت وتعددت العقبات، وأصحابها، تحقيقًا لوعد الله الصادق "السماء  والأرض تزولان، ولكن كلامى لا يزول" (متى 35:24)، (مرقس 31:13)، (لوقا 33:21). 
 

لا يفوتنا أن نشير إلى ما حدث للمعابد الوثنية، وتماثيل إلهتهما، في كل ربوع أرض مصر، وقت أن مر المسيح وأمه العذراء أمامها، وذلك من صراخ، وهروب للشياطين من المعابد والوثنية، وسقوط وتحطيم للآلهة الوثنية، وذلك تحقيقًا لنبوءة الكتاب، وشهادة التاريخ: "فترتجف أوثان مصر من وجهة، ويذوب قلب مصر داخلها" (أش1:19). ومع ذلك يتضح لنا من زيارة المسيح  وأمه  لمصر، تأسيس الكنيسة والمذبح ورفع الذبيحة، أى القداس الإلهى في أرض مصر، وإيمان المصريين  بهذا الإيمان المسيحى الأرثوذكسى.. إستنادًا على الوعد الصادق للكنيسة: "وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم، لن تقوى عليها" (متى 18:16). 

 

وبناء على قبول أجدادنا الإيمان المسيحى، واستلامنا له، واستمراريتنا فيه، أصبح لله فى أرض مصر، شعب مؤمن مبارك يقدم العبادة لله فى نفس الوقت، ولذا قال الكتاب "مبارك شعبى مصر" (أشعياء 25:19 ). وبالتالى  ترتب من زيارة العائلة المقدسة، وكرازة مار مرقس الرسول، وجود الإيمان المسيحى فى مصر، والكنائس والأديرة والعبادة ومسار العائلة المقدسة على أرض مصر، والمقدسات المسيحية، والآثار فى كل ربوع القطرى المصرى، لذلك من أهمية الزيارة إلى أرض مصر، هى البركة  لمصر وقيادتها وشعبها، وذلك منذ بدء الزيارة، وإلى مجيء الرب التانى، إلى آخر الزمان.
 

 

وختامًا، كان يجب أن يرجع المسيح وأمه، إلى أرض إسرائيل، بعد زيارتهما إلى أرض مصر، التى أمتدت إلى ما يقرب من أربع سنوات، وذلك لأجل تحقيق بقية نبوءات الكتاب المقدس، والأهداف التى جاء من أجلها المسيح في الجسد، وأهمها تحقيق الفداء والخلاص، للبشرية، وذلك بصلبه، وموته، وقيامته من بين الأموات، والكرازة بالإيمان المسيحى لكل العالم.. الخ.
وكل عام ومصر والكنيسة بخير وسلام بمناسبة عيد دخول السيد المسيح أرض مصر..                  

الجريدة الرسمية