رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاته.. العلامة المصري سراج الدين البلقيني أحد كبار الشافعية ومجدد القرن الثامن الهجري

سراج الدين البلقيني
سراج الدين البلقيني

في مثل هذا اليوم من عام 1403 توفى العلامة سراج الدين البلقيني، أحد كبار الشافعية بمصر، ومن أئمة الفقه والحديث والمجدد الإسلامي الكبير للقرن الثامن الهجري.

 

من هو سراج الدين أبو حفص العسقلاني

هو سراج الدين أبو حفص العسقلاني الكناني البلقيني، من قبيلة كنانة العدنانية، وأحد كبار الشافعية بمصر ولد في قرية بلقينة إحدى قرى مدينة المحلة الكبرى عام 1324، حفظ القرآن الكريم وعمره سبع سنين، و"المحرر" في الفقه و"الكافيه" في النحو لابن مالك ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه و"الشاطبيه" في القراءات.

تلقى سراج الدين البلقيني كل هذه العلوم في قريته، في ظل انشغال أسرته بالعلم، فالجد الثالث لسراج الدين أول من سكن في القرية، وكان منزله بيت علم وفضل ورئاسة. 

 

نبوغه في القاهرة 

أتى به أبوه إلى القاهرة وعمره اثنتا عشرة سنة، وتلقى العلم على يد علماء عصره من أمثال العلامة "الميدومى" وقرأ الأصول على يد شيخه شمس الدين الأصفهانى والنحو على يد شيخه أبى حيان وقد أذن له بالفتوى وهو ابن خمس عشرة سنة.

فاق سراج الدين البلقيني الأقران والزملاء واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها الصحيح، لهذا قيل إنه "مجدد القرن التاسع الهجرى" إذ أثنى عليه شيوخه وزملاؤه وهو شاب، وانتهت به دراسة العلم في أقطار الأرض، وقصده العلماء والطلاب من كل صوب، وواتته الفتوى من كل ناحية.

 

وظائفه

تولى سراج الدين البلقيني عدة وظائف منها إفتاء دار العدل وسافر إلى دمشق مدة قصيرة ثم عاد وسافر إلى حلب بصحبة السلطان برقوق بن أنس العثماني ودرس بها ثم عاد إلى القاهرة مع السلطان وعظم شأنه، وصار يجلس في مجلس السلطان بجواره وفوق قضاة القضاة، وعكف على التدريس والتصنيف وانتفع به عامة الطلبة.

يذكر أن برقوق ابن أنس العثماني هو أول سلاطين دولة المماليك الجراكسة العظماء وهو الذي دافع عن الحضارة الإسلامية ضد الموجه الشرسه الثانية من المغول بعد أن قتلوا العلماء والنساء والأطفال في دمشق، فقاد جيشا ضخما وزحف اليهم بالشام، لكنهم فروا خوفا منه وكان خيرا يعطف على الفقراء.

 

تلاميذه

تتلمذ على يد الشيخ سراج الدين البلقيني كبار الرموز الإسلامية، منهم حافظ دمشق "ابن ناصر الدين" والحافظ ابن حجر، ومن تلاميذه أيضا الشيخ برهان الدين المحدث الذي قال عنه رأيته فريد دهره، فلم تر عينى أحفظ منه للفقه ولأحاديث الاحكام.

 

مدرسته

أنشأ العلامة سراج الدين البلقيني مدرسه "بين السيارج" في حى باب الشعرية بالقاهرة التي خرجت ألاف العلماء وجمع فيها كل مريديه ومحبيه من نوابغ الطلاب، وتعلم في هذه المدرسة أيضا أولاده وأحفاده من علماء بيت البلقينى وكان ابن حجر أحد طلاب هذه المدرسة ودفن البلقينى بها.

 

مؤلفاته وحلقاته بالجامع الأزهر

كان لشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني حلقة كبيرة بالجامع الأزهر في الفقه الشافعي كان يجلس فيها محبيه وأتباعه بالإضافة إلى دروسه في مدرسته المشهورة وله مؤلفات كثيرة وبارزة. 

 

وفاته

توفى الشيخ عمر سراج الدين البلقينى نهار الجمعة، وصلى عليه ولده جلال الدين، ودفن بمدرسته بعد عمر مديد قضاه في خدمة الإسلام وعلومه. 

الجريدة الرسمية