رئيس التحرير
عصام كامل

محاسبون على ما تسطره أقلامنا وتنطق به ألسنتنا!

معظم النار كما يقولون من مستصغر الشر، وقد يستهين بعضنا بما تنطق به الألسنة لكنه في الحقيقة خطر عظيم، ويكفينا ما قاله نبينا للصحابي الجليل معاذ بن جبل “ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”.


هذا جرس إنذار خطير لا يلتفت إليه كثير من الناس؛ ذلك أنهم يتكلمون بإسراف في كل أمر دون أن يعوا أنهم محاسبون ومسئولون عما يتكلمون به يقول الله تعالى: "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق: 18). 

 

 

والحق أننا محاسبون على كل ما يصدر عنا قولا أو فعلًا ونحن محاسبون كذلك على ما تسطره أقلامنا: "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (القلم:1) ومن ثم فإن موالاة أهل الباطل نفاق وخداع الجمهور وغشه نفاق.. والكذب وإخلاف الوعد ونقض العهد نفاق.. يقول صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر".

الجريدة الرسمية