رئيس التحرير
عصام كامل

في عيد العمال.. الصناعة هي الحل!

أخطأ في حق مصر وحق شعبها من زعم أن الزراعة هي مستقبل هذا الوطن، وأن المصريين لا يجيدون غير ذلك! حتي إنهم هاجموا أهم تجربة تصنيع مصرية تمت في العصر الحديث وهي تجربة التصنيع الثقيل في الستينيات، التي وضعت مصر في مرتبة تسبق كوريا الجنوبية، وكان معيار قياس التجربة المصرية يتم مع الهند والصين ولم تكن دول عديدة نتطلع لتجربتها اليوم أي وجود!


كانت الصناعة المصرية قد بلغت مبلغا ملفتا ليس فقط كميا وبما أدي إلي تحقيقها نسبة كبيرة من الناتج القومي الإجمالي إنما أيضا نوعيا.. فمصر وقتها صنعت السيارات بنسبة مكون مصري اقتربت من الخمسين بالمائة في سنواتها الأولي! تخيلوا كم نسبة المكون لو استمرت الصناعة دون ضربها بوضعها في المنافسة مع الصناعات الاجنبية بفتح الباب بالانفتاح الاقتصادي حتي تراجعت وتوقفت!

رد الاعتبار


مصر الستينيات انطلقت بسيماف لعربات القطارات والنصر وتليمصر للتليفزيون والمراجل البخارية للمكثفات شديدة الأهمية للصناعات الدقيقة المهمة! وانطلقت في صناعات الدواء والأسمدة والكيماويات والألبان وبسكو مصر وقها والزيوت والكتان والنسيج وإطارات السيارات مثل نسر، والألمونيوم والآحبار والورق -راكتا- وعشرات الصناعات الأخري بمئات المصانع الكبيرة والثقيلة..

 
وبعد عشرات السنين من التجريف والتدمير والتصفية تعود صناعة الدواء في أبي زعبل والغزل في الروبيكي والأسمدة في نصر الفيوم وأبو رواش والعين السخنة وكذلك قلاع بتروكيماويات كبيرة في أسيوط والإسكندرية واستكمال مسطرد فضلا عن تليفونات أسيوط وخطة استنهاض صناعة النسيج ومعها رد الإعتبار لصناعات الستينيات كما في حالة سيماف وكيما أسوان وترسانة الإسكندرية البحرية.. 

 

وهذا الاتجاه يجب أن يكتمل.. وتجاهل نصائح أهل الشر عن المشاريع التي لا تستوعب أيدي عاملة كبيرة قياسا علي الأيدي العاملة في المشاريع الخدمية.. إذ أن العبرة بالأيدي العاملة الدائمة فضلا عن الإنتاج الذي هو مطلوب لكف السؤال عن الاستيراد!

 


الاهتمام بعمال مصر وتأمينهم وضمان كرامتهم وعملهم النقابي وطمأنتهم بأن دورهم قادم وسيعود كما كان وأن ذكريات التشريد والفصل والاستغناء صفحات انتهت.. هذا يستلزم السير في اتجاهات عديدة بدأت بالفعل بقانون العمل الأخير.. لكن ننتظر أن هذه الروح تطغي وتتصدر وتسيطر علي الانطباعات الموجودة عند كل المصريين..
كل عام وعمال مصر بخير.. تلك الأيدي الخشنة الطيبة الشريفة التي تنوب وستنوب عنا جميعا في صناعة مجد هذا الشعب..

الجريدة الرسمية