رئيس التحرير
عصام كامل

مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (23)

تحدثنا في مقال سابق عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض المناطق التي تنتشر بها مساجد، وأضرحة آل البيت والصالحين.

تصوروا أن إحدى الجبانات، كانت، ذات يوم، ليس بعيدًا، تضم رفات عالم، اسمه الإمام الشيخ عبد الرحمن أحمد الكردي، والمتوفى يوم الثلاثاء، 22 شوال 1360 هـ، 26 نوفمبر 1941 م.. هكذا تقول لوحة رخامية علقت فوق حائط قريب من الباب، هذه الجبانة حاليًا عبارة عن مساحة واسعة لا يوجد بها سوى بحيرة من المياه الجوفية، وأعواد البوص الخضراء، ولا توجد مقبرة، ولا مشهد، ولا رفات!! هذا ما فعلته المياه الجوفية، في ظل الإهمال التام، بمقبرة أثرية لعالم جليل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولا ننكر أن هناك مشروعات للتطوير والترميم، أنقذت بعض المساجد والمراقد، مثل مسجد ومرقد السيدة رقية، رضي الله عنها. لكن المياه الجوفية لا ترحم، فلا تزال تنشب مخالبها في العديد من المنارات الجميلة الأخرى، مثل مسجد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، ومقام السيدة أسماء خادمة السيدة رقية، ومقام عاتكة ومحمد بن جعفر الصادق.

 

المياه الجوفية

 

المياه الجوفية تضرب حوائط المكان، وأكوام القمامة المكدسة بالطرقات وعلى مداخل القباب القديمة، إهمال استشرى في المكان الأكثر أهمية لدارسي هذه الحقبة التاريخية المهمة، وباعة جائلون افترشوا الشارع ينادون على أرزاقهم.

العشوائية سيدة الموقف.. تشييد الأبنية بشكل بشع يجري بجوار المساجد والآثار مباشرة؛ مما يهدد بالهدم لكثرة الحفر، أو يؤدي لصعوبة الرؤية. وتتفرق المسئولية بين حي الدرب الأحمر، ومنطقة الآثار التي تتبعها هذه المنارات.

منطقة آثار الدرب الأحمر التابع لها مربع آثار شارع الأشراف التاريخي ومقابر المماليك، صارت مفتوحة بعد توقف عمليات ترميم الجدران من آثار المياه الجوفية، ولم ينج منها سوى مسجد السيدة رقية، الذي صار في حلة رائعة الآن، بعد انتهاء عمليات التطوير.

 

 

الدرب الأحمر يُعد من أقدم مناطق القاهرة التاريخية، حيث يضم ما يقرب من87 أثرًا إسلاميًا، فضلًا عن احتوائه على جامع الأزهر، ويحتوي على العديد من المساجد التى تجعل المنطقة فريدة من نوعها إذا اهتم بها المسئولون، ومنها: مسجد المارداني، وبوابة المتولي، ومسجد جانم البهلوان، وتكية وسبيل السلطان محمود، وعدد من الأسماء التى تجعلنا نشعر بالفخر.

الجريدة الرسمية