رئيس التحرير
عصام كامل

مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (11)

هل تتصور أن يُبنى بيت فوق ضريح لأحد الصالحين؟! هل ضاقت الأرض، بحيث لم يجد الناس سوى سطح المشهد الطاهر ليقيموا بناء فوقه ليقيموا فيه؟! كيف واتتهم الجرأة؟! وكيف تركتهم وزارة الأوقاف، ومحافظة القاهرة، يمارسون حياتهم اليومية، بشكل طبيعي، دون أن تتدخل، وتزيل البناء فورًا؟!

لا أدري كيف سمح مصريون لأنفسهم بانتهاك حرمة المقام المبارك للسيد محمد بن سيرين، وإقامة بيت للسكنى، بما يضمه من دورة مياه، وحجرة نوم، وما إلى ذلك؟!

البلاسي وابن سيرين

وابن سيرين لمن لا يعلم، هو أبو بكر محمد بن سيرين البصري، التابعي الكبير والإمام القدير في التفسير، والحديث، والفقه، وتعبير الرؤيا، والمقدم في الزهد والورع وبر الوالدين، توفي 110 للهجرة بعد الحسن البصري بمائة يوم، وكان عمره نيفًا وسبعين سنة.

واشتهر ابن سيرين بتعبير الرؤى والأحلام بما شكل مدرسة في علم تفسير الأحلام، وهو علم من العلوم الشرعية والفراسات الربانية. ويجاور ابن سيرين في الضريح الشيخ عبد الغني عبد الله البلاسي، من أئمة التصوف.

ضريح محمد ابن سيرين، بشارع الأشرف، رغم أنه الطراز الفاطمي النادر، يعاني من الإهمال الشديد، ويعتبر حجرة من حجرات منزل يسكنه الناس، ويقيمون بجانبه، وفوقه.. الضريح خضع للتجديد قبل سنوات، وبالتحديد عام 2014 م، بمجهودات ذاتية، وتبرعات من الأهالي، دون تدخل من الجهات الحكومية.

وقيل عن ابن سيرين: ما رأيت أحدا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين. وقال عنه محمد بن جرير الطبري: كان ابن سيرين فقيهًا، عالمًا، ورعًا أديبًا، كثير الحديث، صدوقًا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك، وهو حجة.

ويواجه مشهد ابن سيرين، مسجد ومقام السيدة رقية، وقد قامت الدولة بتطوير شامل للمسجد والمقام، فتبدل المكان وتغير تمامًأ للأفضل بصورة رائعة.. لكن للأسف لم ينل ضريح ابن سيرين من هذا الاهتمام شيئًا، على الإطلاق.

الجريدة الرسمية