رئيس التحرير
عصام كامل

مناخوليا.. كلنا مستعجلين مش عارف ليه!

مناخوليا
مناخوليا

الطفل عايز يكبر بسرعة.. الطالب عايز يتخرج بسرعة.. الشاب عايز يتزوج بسرعة.. البنت خايفة من العنوسة ومستعجلة على الزواج.. الأزواج عايزين يخلفوا بسرعة.. عايزين الوظيفة بسرعة.. علشان نترقى بسرعة.. ثم تنقلب الآية فجأة ويصبح الشاب مش عايز يكبر ويبقى شايب.. والشايب بيصبغ شعره علشان يظهر كأنه شاب.. واللى اتزوجوا وخلفوا مش عايزين يخلفوا تانى.. واللى اتخرج واشتغل عايز يسيب الشغل.. واللى اتزوجت بدرى بتحسد زميلتها اللى لسه متزوجتش وعايشه حياتها.. وهكذا نحن نعيش فى مناخوليا تستهلكنا وتضيع معها أعمارنا فى اللهث خلف اللا شئ.. ولا يعجبنا العجب ولا حتى الصيام فى رجب.. وكل واحد عايز ياخد مكان التانى رغم أنه موجود فى المكان المناسب له تماما

نشعر أننا متأخرون رغم أننا فى توقيتنا المناسب.. نريد كل شئ رغم أننا لا شئ.. ‏فقد تتزوج فى سن العشرين لكنك لا تنجب إلا فى سن الثلاثين.. وقد تتخرج فى سن العشرين ولا تعمل إلا فى سن الثلاثين.. وقد نلحق بالوظيفة ولا نستطيع الترقية.. فليس كل من توظف أصبح مديرا ولا رئيسا

ماذا لو رضى كل منا بما هو عليه؟!.. ماذا لو تخلصنا من تلك المناخوليا الزمنية التى دوما تصيبنا بالإحباط لأنه ببساطة ليس كل ما يتمناه المرء يدركه؟!.. ماذا لو لم ينظر أحدنا لحال الآخر ويتركه لشأنه ويعيش هو فى شأن نفسه؟!.. ماذا لو أدركنا أننا لسنا متأخرون عن أحد.. ولسنا متقدمون على أحد؟!.. ماذا لو عشناها كما هى بعيدا عن تلك المناخوليا؟!

تمنوا ما تحبون.. لكن لا تستعجلون.. ففى العجلة الندامة.. وفيها الكآبة.. وهى تأخذك حتما للمناخوليا.. فالأمنيات مباحة.. لكن زمن تحقيقها فى علم الغيب.. فالزمن هو وسيلة بيد المتحكم فيه.. يسيره كيف يشاء.. ويمنحك ما تشاء إذا شاء وقتما شاء.. وسبحان مدبر الأشياء!

مناخوليا

 

الجريدة الرسمية