رئيس التحرير
عصام كامل

دموع صلاح!

دموع لاعبنا الكبير محمد صلاح عقب إنتهاء المباراة الختامية في بطولة أفريقيا مع السنغال تلخص الأمر كله.. فنحن إزاء مجموعة من اللاعبين كانوا يتطلعون حقا للفوز بالبطولة، وسعوا إلى ذلك بكل قوة وجدية خاصة في المباريات الأربع  الشاقة الأخيرة التى خاضوها، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذا الحلم الذى سبق أن حققته أجيال أخرى من اللاعبين المصريين سبعة مرات من عمر هذه البطولة الأفريقية، لذلك أصابهم الهم والغم والحزن والمرارة فانسابت الدموع من أعينهم تعبيرا عن هذا الحزن الكبير.

 

وهم بذلك يستحقون منا الكثير من الدعم والمساندة لتخفيف هذا الحزن والغم الذى أصابهم ليلة أمس، ليس من قبيل المواساة التى اعتدنا أن نقوم بها عادة للحزانى والمصابين بألم، وإنما تعبيرا عن تقديرنا الحقيقى لهم أنهم حاولوا جادين مخلصين الفوز بالكأس الإفريقية لإسعادنا وزرع الفرحة في قلوب ملايين المصريين، ولعبوا بقوة وجدية أربع مباريات متتالية بوقت إضافى، وهو الأمر الذى نال من بعض قوتهم في المباراة النهائية مع السنغال.

علاج السلبيات

 

ويزيد من أهميةَ دعمنا لهؤلاء اللاعبين أنهم على موعد قريب جدا لخوض مباراتين مع الفريق الفائز بالبطولة الشهر المقبل لتحديد من يصعد منا إلى كأس العالم والمشاركة في مونديال قط.. فهم لا يحتاجون فقط أن يستردوا عافيتهم ولياقتهم البدنية قبل خوض المبارتين، وإنما يتعين أن يكونوا أيضا في ذروة تماسكهم النفسى وقوتهم المعنوية، لآن المنافس فريق قوى بدنيا وفنيا وتحتاج مواجهته والفوز عليه إستعدادا جادا لا يكتمل إلا بهذا التماسك النفسى. وقد ثبت تاريخيا أن المصرى يصنع المستحيل عندما يحوز معنويات كبيرة، وهذا ما أوصل منتخبنا إلى نهائى البطولة الافريقية الأخيرة التى كان طريقهم إليها أصعب من طريق منتخب السنغال. 

 

وأهم سبيل لتحقيق التماسك النفسى والمعنوي لمنتخبنا الوطنى هو أن نحميهم من التشويش الإعلامى الذى عرضناهم له تارة بالهجوم عليهم وعلى جهازهم الفنى في بداية البطولة الأفريقية، وتارة أخرى بالمبالغة الشديدة في الحديث عنهم وكأنهم صاروا يأتون بالمعجزات بعد أن  فازوا بأول مباراة بعد دورى المجموعات، وتارة ثالثة بالاحتفال المبكر بالكأس الأفريقية الثامنة قبل أن نخوض مباراة النهائى مع السنغال!

 

ولذلك كم أتمنى أن نتوقف جميعا عن الضجيج والصخب الإعلامى الذى يتسم كثيرا بالعبط والسخافة والإحباط حتى وهو يشيد بمنتخبنا ولاعبيه.. ولنترك لجهاز المنتخب الفرصة لبدء الاستعداد الجاد لمباراتى السنغال، والذى يحب أن يشمل تقييما للأداء الفنى للمنتخب وعلاج السلبيات وأوجه القصور وعلى رأسها ضعف حصيلة الأهداف التى أحرزها منتخبنا في البطولة والتى لم تتجاوز الأربعة فقط في سبعة مباريات خاضها بها.. 

 

 

وأرجو أن يفعل الجهاز الفنى للمنتخب ذلك في صمت أيضا، ومعه المسئولون عن إتحاد الكرة ووزارة الشباب، وبعد أن نحقق هدفنا القريب وهو الوصول إلى المونديال فلنتحدث بعدها كما نشاء.. بإختصار أرجو كما نطالب لاعبينا بالجدية في مبارتي السنغال القادمتين أن نكون نحن جادين فى مساندتهم أيضا بعيدا عما شاب مساندتنا  لهم وهم يخوضون البطولة الأفريقية من مظاهر تفقدهم التركيز وتؤدى إلى أن تفتر همتهم أو تضاعف الضغوط عليهم.. فنحن لسنا وطنيين أكثر منهم والدليل دموع صلاح وبقية رفاقه من اللاعبين ليلة أمس في الكاميرون.

الجريدة الرسمية