رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أزمة أوكرانيا تصيب خبز المصريين!

حتى لو لم تغزو روسيا أوكرانيا كما يؤكد قادتها فإننا في مصر سوف نتأثر سلبا  بالأزمة الاوكرانية.. بل إننا بالفعل بدأنا التأثر بها حينما اتجهت أسعار القمح العالمية إلى الارتفاع مؤخرا بمعدلات أكبر من العام الماضى بلغت نسبتها ١٠ في المائة.. فإن بلادنا أكبر مستورد للقمح في العالم وأوكرانيا وروسيا أكبر المصدرين للقمح لنا وهما طرفا الأزمة الأساسيين، وتشير توقعات دولية أن تبلغ نسبةَ الزيادة في أسعار القمح العالمية هذا العام إلى ٥٠ في المائة لارتباك صادرات أوكرانيا من القمح ولفرض عقوبات اقتصادية أمريكية وأوربية على روسيا ستدفعها لزيادة صادراتها، ومنها القمح، لتعويض خسائرها الناجمة عن هذه العقوبات. 

 

تخفيض الاستيراد

 

وهكذا رغم أن الأزمة الأوكرانية بعيدة عنا إلا أننا بدأنا بالفعل التأثر بها.. وهذا التأثر أصاب رغيف العيش الذى يعتمد عليه قطاع واسع من المواطنين في غداءهم ولذلك يزيد استهلاكنا من القمح بشكل مضطرد سنويا باستمرار، وبالتالى يزيد استيرادنا منه رغم الجهود التى بذلت لزيادة انتاجنا منه.. ويجب أن ينبهنا ذلك إلى ضرورة بحث هذا الأمر مليا لضمان توفير رغيف العيش للمصريين وبسعر مناسب لمستوى دخول نصف المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر أو على هامشه.

 

فإن إرتفاع الأسعار العالمية ل القمح دفع الحكومة إلى التفكير في زيادة سعر الرغيف المدعوم ودفع القطاع الخاص إلى زيادة أسعار بعض منتجاته من الخبز أو انقاص وزنها بالفعل.. فالحكومة تتحمل نحو مليارى جنيه إضافية في موازنتها كلما زاد سعر طن القمح دولارا واحدا، كما أن أية زيادة في الواردات تمثل ضغطا على مواردنا من النقد الأجنبى التى تضررت بعض مصادرها نتيجة أزمة الاقتصاد العالمى.. لذلك لا حل  لهذه المشكلة أو أيةْ مشكلة مماثلة إلا بتخفيض استيرادنا من القمح.. 

 

 

وفي ظل اعتماد أغلبية المصريين في غذائهم على الخبز ليس متاحا تخفيض استهلاكنا من القمح، وبالتالى يبقى الحل هو زيادة انتاجنا منه.. وهنا تبرز أهميةَ مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان لزراعتها بالقمح.. لتخفيض إعتمادنا على الخارج في توفير رغيف العيش لعموم  المصريين.

Advertisements
الجريدة الرسمية