رئيس التحرير
عصام كامل

136 عاما على ذكرى افتتاحها.. حديقة الحيوان بالجيزة الأكبر في أفريقيا

حديقة الحيوان بالجيزة
حديقة الحيوان بالجيزة

تعتبر حديقة الحيوان بالجيزة أكبر حدائق الحيوان الأفريقية وكذلك في المنطقة العربية، أنشأها الخديو إسماعيل في مثل هذا اليوم عام 1890، وفي عام 1983 أعلن وزير الثقافة السابق فاروق حسنى أن حديقة الحيوان بالجيزة تم إعلانها كحديقة أثرية وفقا للقانون رقم 117 لسنة 83 الذي ينص على أن أي مبنى يتجاوز عمره المائة عام يعد أثرا. 

بدأ إنشاء حديقة الحيوان بالجيزة وافتتحت رسميا للجمهور بعد أن كانت حديقة خاصة بالوالدة باشا والدة الخديو إسماعيل التي استجلبت لها الأشجار من كافة أنحاء العالم.

قصة بناء الحديقة 

وقصة إنشاء حديقة للحيوان في مصر ترجع إلى أنه قبل عام 1867 كانت حديقة الحيوانات بالجيزة عبارة عن غابة نباتية نادرة تحتوى على مجموعة من الأشجار العملاقة طويلة العمر والنباتات المختلفة، وكان مساحتها 50 فدانا تابعة لقصر الوالدة باشا. 

وأقامت بها جبلاية باسم القلعة خصصت بها قاعة للخديوى بها كرسى للعرش يعلوه التاج وكرسى لولى العهد وكراسى للنظار ــ الوزراءـ  وزينت القاعة بالأعشاب المرجانية والأحجار الملونة وتماثيل للحيوانات. 

كما أنشئت قبة مجوفة لنقل صدى الصوت، وقبالة كرسى العرش كانت توضع مرآة كبيرة مقعرة يرى من خلالها الخديو القادمين من مدخلى الجبلاية، ويرى أيضا من يأتون من خلفه خارج الجبلاية.

ولأن الأسرة المالكة كانت تحب اقتناء الحيوانات فقد أعدوا فى جنبات الحديقة أقفاصا ضخمة للحيوانات التى كانت تهدى إليهم من الحكومات الأفريقية أو التى يقتنصونها فى رحلات الصيد، وتطور الأمر وصدر الأمر الخديو بتحويلها إلى حديقة عامة مزارا للزائرين وجلب الحيوانات إليها من مختلف أنحاء العالم.

الكشك اليابانى 

فى عام 1924 أهدى ولى عهد اليابان إلى الحكومة المصرية منحة لإنشاء كشك كبير سمى بالكشك اليابانى، يضم كل المقتنيات القديمة الخاصة بالحديقة وهى عبارة عن صور فوتوغرافية ولقطات نادرة لملوك ورؤساء بعض الدول أثناء مداعبتهم للحيوانات من بينها صور للملك فؤاد أثناء جولته بالحديقة وصورة للرئيس جمال عبد الناصر وهو يداعب الشمبانزى في أثناء زيارته لإحدى الدول الإفريقية، وصورة أنور السادات وهو يداعب كلبه، وصورة الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات وهو يطعم الصقر المفضل له وشاه إيران وهو يتمشى على شاطئ البحر بصحبة كلبه.

الأشجار النادرة 

وفي عام 1936 ضم اليها 30 فدانا من حدائق الاسرة الملكية فأصبحت كما هى الآن 80 فدانا مزروعة بالخضرة والأشجار العملاقة من الصنوبر والمانوليا والكايا والماهوجنى والبونسيانا والكافور،بالإضافة إلى أقفاص الحيوانات المختلفة، وجبلاية القرود، ناهيك عن جزيرة الشاى ملتقى العشاق والأحبة،  والتى كانت فى الأصل المسبح الخاص بالاميرات من الأسرة المالكة، وهناك كشك الموسيقى الذى كانت تعزف فيه الموسيقى العسكرية.

إدارات سابقة 

وبدأت الحديقة بإدارة أجنبية بمستر برالمى وجاء بعده مستر ونتر حتى وصلوا إلى مستر بورمان، ثم كان أول مصرى يتولى إدارة الحديقة هو الدكتور إبراهيم قدرى.

وخلفه الدكتور حسن فارس ثم اللواء عبدالله النجومى ود. عبد المنعم المنيرى وحسن عبد المنعم وسعيد البدراوى وعبد الحليم فودة ود. محمد حسين عامر ومحمد حبشى ومصطفى عوض.

للحديقة أربعة أبواب رئيسية تفتح كل صباح لاستقبال الجماهير من جميع انحاء الجمهورية منها باب النهضة، الباب العمومى، باب الميدان وباب الإدارة.

قاعة ملكية مزينة

حاليا افتتحت بالحديقة ثلاث جبلايات كن مهجورات هي جبلاية الابداع تحوطها الشلالات وهى عبارة عن مرسم للفنانين التشكيليين، والجبلاية الثانية اسمها الشمعدان لتدلى الأشجار فيها، والثالثة جبلاية القلعة القديمة "القلعة" بعد تطويرها وهى من ثلاث أدوار وبها قاعة ملكية مزينة برسومات السباع التي كان الخديو إسماعيل مغرم بها.

وبالرغم من عظمة وجمال حديقة الحيوان بالجيزة وندرة أشجارها فقد أثر عليها الإهمال من ناحية وتوالى الأوبئة والأمراض من ناحية أخرى من أنفلونزا الطيور إلى أنفلونزا الخنازير إلى كويد 19 فأغلقت معظم أجنحتها مثل جزيرة الشاي ملتقى الأحبة وجزيرة البط. 

ومات الكثير من الطيور والحيوانات وفصلت الحديقة من عضوية الرابطة العالمية لحدائق الحيوان والأسماك "وازا" عام 2004، حتى صدر تكليف من رئيس الجمهورية إلى وزارة الزراعة لتطويرها فى سبتمبر الماضى.

الجريدة الرسمية