رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متحدث الاتحاد الأوروبى: تلقيح 70٪ من سكان العالم ضد كورونا بحلول يوليو المقبل ( حوار )

لويس ميجيل بوينو
لويس ميجيل بوينو

 

لا مفر من التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا


نشيد بجهود القاهرة فى حل القضية الفلسطينية.. وليبيا لا تستحق سوى الاستقرار بعد عقد من الصراع الداخلي


عازمون على المساهمة فى إحلال السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط


نحن أكبر مانح للقاحات فيروس كورونا حتى الآن وصدرنا 1.4 مليار جرعة لبقية العالم


الاتحاد الأوروبى ينتج 300 مليون جرعة لقاحات شهريًا 


حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى


أكد المتحدث الرسمى باسم الاتحاد الأوروبى، فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميجيل بوينو، فى حوار خاص لـ“فيتو”، ضرورة التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى لحل أزمة سد النهضة، معربا عن أسف الاتحاد لإعلان أديس أبابا المستمر عن الملء المنفرد للسد دون اتفاق مع القاهرة والخرطوم.


وتطرق ميجيلبوينو للأزمة الليبية، مؤكدا أن ليبيا لا تستحق سوى الاستقرار بعد عقد من الصراع الداخلى، مشيرا الى إن الحل الأمثل هو ضمان سير العملية الانتخابية بأمان، والتى يمكنها أن تمنح البلاد الفرصة لبناء مستقبل مستقر.


وبشأن القضية الفلسطينية، أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى أن الحل لا يزال يكمن فى دولتين: فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، مثمنا فى هذا الصدد جهود مصر لنزع فتيل التصعيد بين الجانبين.
كما تحدث عن دور الاتحاد الأوروبى بشأن جائحة كورونا ومتحوراتها، وكيف يرى الاتحاد الأوروبى دور منطقة الشرق الأوسط فى التعامل مع تلك الجائحة، وفيما يلى تفاصيل الحوار:

*ماذا عن دور الاتحاد الأوروبى فى مواجهة أزمة جائحة كورونا؟


الاتحاد الأوروبى شارك بأكثر من 350 مليون جرعة لقاح مع دول فى جميع أنحاء العالم، مما جعله أكبر مانح للقاحات فيروس كورونا حتى الآن، إلى جانب أنه الوحيد الذى صدر 1.4 مليار جرعة إلى بقية العالم.


استجابة الاتحاد الأوروبى العالمية لجائحة كورونا بلغت 46 مليار يورو، مما يساعد أكثر من 130 دولة شريكة على مواجهة الطوارئ الصحية، وتعزيز أنظمتها الصحية، والتخفيف من العواقب الاجتماعية والاقتصادية للجائحة، وهناك ما يقرب من 10 مليارات يورو تركز على تعزيز القطاعات الرئيسية لاحتواء الأزمة مثل الصحة والمياه والصرف الصحى.


فعلى سبيل المثال أطلق "فريق أوروبا" - أي الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ومؤسساته المالية كبنك الاستثمار الأوروبى والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية - مبادرة بقيمة مليار يورو فى 21 مايو 2021 لتعزيز القدرة التصنيعية فى أفريقيا والوصول إلى اللقاحات والأدوية والتقنيات الصحية.
إن التعاون والتضامن العالميين أمر بالغ الأهمية لمكافحة جائحة كورونا بشكل فعال وضمان الوصول المبكر إلى اللقاحات والتشخيصات والعلاجات فى كل مكان، فلن يكون أحد بأمان حتى يصبح الجميع بأمان، ولهذا السبب يقود الاتحاد الأوروبى الاستجابة متعددة الأطراف للتأكد من عدم تخلف أحد عن الركب"، لذا فإن زيادة التطعيم على مستوى العالم أمر أساسي فى ضوء انتشار متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون"، ولحاجتنا المستمرة إلى تعزيز التصنيع يقوم الاتحاد الأوروبى بإنتاج 300 مليون جرعة من اللقاحات شهريًا إلى جانب تحسين عملية الوصول، كما أننا قدمنا فى يونيو الماضى اقتراحًا يهدف إلى التزام أعضاء منظمة التجارة العالمية بخطة عمل تجارية متعددة الأطراف لتوسيع إنتاج لقاحات وعلاجات كورونا، وضمان الوصول الشامل والعادل للجميع من خلال استخدام قيود التصدير والحفاظ على سلاسل التوريد مفتوحة.


وفى قمة الصحة العالمية شدد القادة على أهمية زيادة وتنويع التصنيع، واعترفوا بدور الملكية الفكرية فى ضمان العدالة، مما دفع الاتحاد الأوروبى لزيادة تقديم مساهماته الملموسة بما فى ذلك عمله مع الشركاء الصناعيين الذين يصنعون اللقاحات فى أوروبا لإتاحة جرعات اللقاح بسرعة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وكما ذكر شارك الاتحاد الأوروبى بأكثر من 350 مليون جرعة من اللقاحات مع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل منذ بداية الجائحة، ولا سيما من خلال منصة "كوفاكس " COVAX؛ حيث الهدف هو ضمان تلقيح 70٪ من سكان العالم بحلول منتصف عام 2022.

 

*كيف يرى الاتحاد الأوروبى الأزمة الليبية؟ وما هى الطرق التى تضمن سير العملية الانتخابية بأمان؟
ليبيا لا تستحق سوى الاستقرار بعد عقد من الصراع الداخلى، لذا فإن الحل الأمثل هو ضمان سير العملية الانتخابية بأمان، والتى يمكنها أن تمنح البلاد الفرصة لبناء مستقبل مستقر، وإنهاء الانتقال الحالى سلميًا والتقدم نحو الاستقرار الأمني والسياسى المستدامين، فهى دولة تمثل أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبى، ونحن ملتزمون بشدة بسيادة ليبيا واستقلالها، وعازمون على المساهمة فى إحلال السلام والاستقرار فى البلاد.


وهناك تقدم مهم أحرزه الاتحاد الأوروبى إلى جانب مصر بشأن وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسات السياسية، والدعم المستمر من قبل كافة الأطراف للمساهمة فى تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل شامل وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، واستكمال ما بدأ منذ مارس 2020 بخصوص "عملية إيريني" التى تدعم تنفيذ حظر الأسلحة الذى تفرضه الأمم المتحدة، وكذلك الدعم الدائم لعمل الأمم المتحدة وبعثها فى ليبيا (UNSMIL)، وكذلك عملية برلين، باعتبارها السبيل الوحيد نحو ليبيا سلمية ومستقرة وآمنة.

*كيف يمكن للبنان إجراء انتخابات سلمية نزيهة 2022؟ وماذا عن دور الاتحاد الأوروبى فيها؟


فى الواقع هناك ثمة حاجة ملحة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى، ولا بد أن تبدأ التحضيرات لانتخابات 2022 بجدية، لذا لا بد من تفعيل وتنفيذ الإصلاحات الرئيسية المستحقة منذ فترة طويلة وخاصة فى قطاع الكهرباء، والنظام المصرفى.. إلخ، وللأسف ما من جديد هنا، فالمهام نفسها لا تزال عالقة، والوقت يضيق لإنجاز المهام، لكن نحن مستعدون لمواصلة اعتماد التدابير الإيجابية لمساعدة لبنان.

 ففى عام 2020 وحده قدم الاتحاد الأوروبى حوالى 333 مليون يورو لمساعدة البلاد، كما أننا على أتم استعداد لمساعدة لبنان مرة أخرى بمجرد إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولى، ويمكننا أيضا إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات، وعلى استعداد لنناقش مع الحكومة الأولويات ومجالات التعاون الرئيسية بين الاتحاد الأوروبى ولبنان حتى عام 2027، لذلك أؤكد أن هناك احتمالات متعددة للاستمرار فى مساعدة لبنان.


وشعب لبنان يستحق ما هو أفضل، وقد أظهر للعالم بالفعل مدى القدرة على التكيف وسعة الحيلة التى يتمتع بها، خاصة بعد أن تمكن من إعادة بناء بلده بعد خمسة عشر عامًا من الحرب الأهلية، وأنا أعلم من بلدى إسبانيا مدى صعوبة هذه المهمة، لذلك أنا على قناعة بأنه إذا كانت لدى كل المجموعات وحدة هدف واحدة ويد متماسكة فحتما يستطيع لبنان الوقوف على قدميه من جديد.

*ما هو موقف الاتحاد الأوروبى من أزمة سد النهضة؟
نأسف لإعلان إثيوبيا المستمر والاستفزازى بشأن ملء سد النهضة، دون التوصل إلى اتفاق مسبق مع شركاء المصب بشأن هذه المسألة، ونعيد التأكيد بأن التوصل إلى اتفاق ضرورى وأساسى ولا مفر منه بين مصر وإثيوبيا والسودان.


ونحن ندعم المفاوضات والمشاورات فى هذا الصدد، ونرغب فى تحقيق نتائج إيجابية منها، خاصة أن التوصل لاتفاق هو هدف يمكن تحقيقه، ونقوم بكل ما فى وسعنا جاهدين للتوصل لهذا الاتفاق، لأنه سيكون مفيدًا لملايين الناس وحياتهم واقتصادهم، وهو ما تقوم به «أنيتا ويبر» مبعوثة الاتحاد الأوروبى فى القرن الأفريقى، والتى تمثل الاتحاد فى المفاوضات الخاصة بشأن سد النهضة والخلاف بين إثيوبيا ودولتى المصب.

*ما هى جهود الاتحاد الأوروبى لحل القضية الفلسطينية، وما تقييمكم للدور المصرى فى هذا الصدد؟


الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع تتمثل فى حل الدولتين الذى يتم التفاوض عليه بين الأطراف -إسرائيل وفلسطين– اللتان تعيشان جنبًا إلى جنب فى سلام وأمن وفى علاقات جيدة مع جيرانهم، ولكى يحدث هذا يجب استئناف المفاوضات المباشرة، لذا يقوم الاتحاد الأوروبى بمواصلة دوره.
فقد كان مبعوثنا الخاص السفير «كوبمانس» نشطًا للغاية فى التعامل مع كلا الجانبين ومع الشركاء الإقليميين والدوليين لاستعادة الأفق السياسى واستكشاف مساحة لإعادة المشاركة بين الأطراف وتطوير تدابير بناء الثقة وتحسين الظروف المعيشية للناس.


وغزة تحتاج إلى حلول مستدامة، وذلك من خلال معالجة الظروف التى تؤدى إلى تكرار العنف، وفتح المعابر وتوفير الظروف للتنمية الاقتصادية مع معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، فالاتحاد الأوروبى حريص على رؤية المجتمع الدولى يعمل بشكل وثيق، من خلال اللجنة الرباعية التى أعيد تنشيطها، ومع الشركاء الإقليميين الرئيسيين مثل مصر والأردن وغيرهما.


نحن نعلم أن مصر كانت ولا تزال تعمل جاهدة خلف الكواليس لدعم وقف تصعيد الصراع، كما تلعب أيضا دورًا حاسمًا فى المصالحة الفلسطينية، ونشيد بهذه الجهود المهمة، والأولوية المطلقة الآن هى ضمان استمرار وقف إطلاق النار ومنح الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

Advertisements
الجريدة الرسمية