رئيس التحرير
عصام كامل

تهاني الجبالي وإجرام الإخوان

طلب منا الصديق العزيز أحمد رفعت على صفحته على وسائل التواصل الإلكترونى فيس بوك أن يكتب كل من يستطيع عن إجرام الإخوان، وكان سبب طلبه هو تلك الشماتة التي أبدوها في وفاة الأستاذة الكبيرة تهاني الجبالي والإعلامي والصحفي المتميز وائل الإبراشي، وبهذه المناسبة أحب أن أذكر لكم قصة حدثت في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر عام ١٩٩٢، أما المكان فكان في نقابة المحامين، وكان قد مضى على عمر مجلس النقابة وقتها ثلاثة أشهر، حيث استطاع الإخوان الحصول على أغلبية المجلس بعدد ١٧ عضو من ٢٤ عضو، وكان النقيب هو أستاذ الأساتذة المرحوم أحمد الخواجة، وأظن أن نقابة المحامين عجزت عن أن تنجب مثله حتى الآن.


كانت الأستاذة تهاني الجبالي رحمها الله قد نالت عضوية المجلس من خارج قائمة الإخوان، وأصبحت مقررة للجنة الشئون العربية وهي إحدى لجان المجلس، في الوقت الذي نالت فيه الأستاذة بشرى عصفور رحمها الله عضوية المجلس من خلال قائمة الإخوان، وكانتا أول سيدتين تدخلان مجلس النقابة عبر تاريخها.


وقبل أن ينتهي شهر ديسمبر من عام ١٩٩٢ حدث أن قامت إسرائيل بإبعاد أكثر من أربعمائة فلسطيني إلى قرية "مرج الزهور" بجنوب لبنان، وهي منطقة شديدة البرودة في هذا الوقت وكان الثلج يغطيها، والأمطار الثلجية لا تتوقف، وكانت ظروف المُبعدين من أسوء ما يمكن حيث لم يكن معهم زاد ولا زواد، لا طعام ولا بطاطين تقيهم البرد، ولأن الإخوان يحبون الظهور في تلك المواقف والمتاجرة بها، لذلك تلقى إخوان النقابة أمرا من مصطفى مشهور نائب المرشد بتشكيل وفد من أعضاء مجلس نقابة المحامين "الإخوان" للسفر إلى مرج الزهور وتقديم اعانات وبطاطين وأغذية للمُبعدين من ميزانية النقابة، أسوة بما فعله الصليب الأحمر.

 

إعتداء بالضرب


وتم تشكيل الوفد من بعض الأعضاء الإخوان، إلا أن الأستاذة تهاني الجبالي طلبت أن تكون من ضمن أعضاء الوفد بحسب أنها مقررة للجنة الشئون العربية وهي اللجنة المعنية بهذا الأمر، ولكن سيف الإسلام حسن البنا أمين عام النقابة رفض ضمها للوفد المسافر. وحدث نقاش بينهما، واحتد عليها سيف الاسلام إبن حسن البنا، فكان أن شتمها بالأب، فقالت له: أنا عفيفة اللسان ولن أشتم "أبوك" كما شتمت "ابويا" لكن يكفيني أن أقول لك إن أبي أحسن من "أبوك" لأن أبي رباني فأحسن تربيتي، وأبوك لم"يربيك".


إنتهى الموقف، لكن سيف الإسلام إستشاط غضبا، فطلب من أحد أعضاء المجلس من الإخوان وكان من ممثلي شركات القطاع العام، طلب منه أن يستأجر بعض السيدات من فتوات "المدبح" على أن يتعقبن الأستاذة تهاني الجبالي بعد خروجها من النقابة ثم القيام بالاعتداء عليها بالضرب وتمزيق ملابسها و…و..و.. وأما تهمتها فهي أنها شتمت حسن البنا بأن قالت أن أباها أحسن من البنا! ووعد سيف الإسلام أن يعطي من ميزانية النقابة خمسة آلاف من الجنيهات للسيدات الفتوات.


حضر تلك القصة من أولها إلى آخرها راوي هذه الواقعة ومعه الصديق عاطف عواد فما كان من الإثنين إلا أن أخبرا الصديق الأستاذ مختار نوح بما حدث، إذ كان مختار نوح أمين صندوق النقابة وقتها، فإستدعى نوح ذلك الأخ عضو المجلس المنوط به تلك المهمة القذرة وحذره من القيام بها، وهدده بأن هذا الأمر لو حدث سيبلغ النيابة عنه وليكن ما يكون، وهددناه انا وعاطف عواد بدورنا بأننا سنشهد بما حدث أمامنا من اتفاقهما على تلك الجريمة إن وقعت، فخاف العضو الإخواني وأخبر سيف الإسلام بالتهديد الذي وصله منا..

 

 

وتوقف هذا المشروع الإجرامي إلا أن هذا الأمر زاد من الخلافات التي كانت بين سيف الاسلام ونوح، وبدأ الإخوان من وقتها يضعون الثلاثي "نوح وعاطف وثروت" في خانة (أعضاء مشكوك في ولائهم).
هذه قصة حدثت بالتفصيل الذي أوردته، كتبتها لأنها تاريخ كان مخفيا عن الناس، وليعلم الغافلون طبيعة أخلاق الإخوان الذين يشمتون الآن في وفاة تهاني الجبالي ووائل الأبراشي، لن أعلق عليها ولكن أترك التعليق لكم.

الجريدة الرسمية