رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا يمارس هوايته.. إنذار من الله!

خسائر العالم من كورونا أكبر من أي تصور؛ فملايين الأرواح جادت بأنفاسها تحت وطأة كوفيد 19 وعشرات الملايين من الإصابات تكبدتها البشرية في أقل من عامين.. أما الخسائر الاقتصادية فحدث ولا حرج.. فها هو النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولي، جيفري أوكاموتو، يتوقع أن يخسر الاقتصاد العالمي نحو 15 تريليون دولار خلال الفترة من 2020 إلى 2024 نتيجة كورونا.

 

وفي مقال نشره الموقع الإلكتروني ل صندوق النقد  الدولي قال أوكاموتو إنه منذ مارس 2020، أنفقت الحكومات 16 تريليون دولار لتقديم الدعم المالي أثناء الجائحة، وزادت البنوك المركزية على مستوى العالم ميزانياتها العمومية بقيمة مجمعة قدرها 7.5 تريليون دولار.. كما بلغت العجوزات أعلى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية، وقدمت البنوك المركزية كمًا من السيولة في العام الماضي يتجاوز ما قدمته في السنوات العشر الماضية مجتمعة.

 

كورونا ومتحوراته

 

وأضاف النائب الأول ل مدير صندوق النقد الدولي قائلا فى مقاله: لولا ما اتخذه صناع السياسات من إجراءات لوصل ركود العام الماضي -وهو الأسوأ في وقت السلم منذ حقبة الكساد الكبير- إلى ثلاثة أضعاف المستوى الذي بلغه بالفعل.

 

كورونا لم يكتف بذلك بل إنه يمارس هوايته في التحور بين الحين والآخر؛ ما دعا دول العالم لتشديد إجراءات الدخول إليها، واضطر بعضها للإغلاق ووقف النشاط دون جدوى. فهل يختفي هذا الكابوس من حياتنا عام 2022.. أم سيبقى لأعوام أخرى لا يعلمها إلا الله!

 

ومع العام الجديد أكرر مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قوله: إنه لا مخرج لعالمنا من أزماته الحادة بكل ما تموج بها من عنف وقسوة ووحشية إلا بالعودة للأخلاق.. ولا يرى فضيلته في كورونا أنها عقاب إلهي كما يذهب البعض بل هي ابتلاء واختبار للعباد.. بينما ذهب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لأبعد من ذلك، مؤكدًا أن كورونا إنذار من الله ورسالة منه للإنسان بأنه مخلوق ضعيف ورغم ذلك فقد تجبر وتكبر في عين نفسه وتناسى الخالق وقد جاء هذا الوباء نذيرًا لإيقاظ البشر.

 

 

الأزمات فرصة للتوبة ومراجعة الأولويات.. والأمر كله لله في نهاية المطاف.. وبإمكان البشرية أن تجعل محنة كورونا التي لم تكشف أسرارها ولا انتهت فصولها بعد،  منحة تعيدها إلى مسار أكثر إنسانية ورحمة وتكافلًا.. وإلا تفعل ترمي بنفسها في المهالك وفي طريق اللاعودة.. دعونا نتفاءل بالعام الجديد وندعو الله أن يكشف فيه الغمة وأن ينزل رحماته بأهل الأرض جميعًا. 

الجريدة الرسمية