رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شروط الصدقة الجارية للمتوفى

الصدقة الجارية
الصدقة الجارية

الصدقات الجارية التي يستمرُّ ثوابها بعد الموت كثيرة والصدقات الجارية: هي "الصدقات التي حُبِسَ أصلها، وأُجريت منفعتها"، وقد ذُكرت في الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه).

 


فمن علَّم علمًا، أو حفر نهرًا أو وسَّع في مجراه ليساعد على مرور الماء للناس، أو حفر بئرًا، أو زرع نخلة، أو بنى مسجدًا، أو ترك مصحفًا يقرأ فيه المسلمون، أو كان له ولد صالح يدعو له، كانت له صدقة جارية لا ينقطع أجرها، ويستمرُّ ثوابها بعد مماته، وفيما يأتي ذكر أهم الصدقات الجارية بالتفصيل:


علم ينتفع به

لقد رفع الله شأن العلم وأهله، وأعلى مقامهم؛ فالعلماء ورثة الأنبياء، والمقصود بالعلم هنا: العلم النافع الذي يُعلّم الناس أمور دينهم، ويُعرّفهم بالله -سبحانه وتعالى- ويهديهم إلى سبيل النجاة، فيجعلهم يفرّقون بين الحلال والحرام، والهدى والضلال.

 

وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ)، فعندما يموت العالم يبقى علمه، فالعلماء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورّثوا علمًا، والعالم في قبره تتوالى عليه الأجور، وتتابع عليه الحسنات بكل كلمة قالها أو كتبها أو علَّمها واستمرَّ نفعها بين الناس.

ولد صالح يدعو له

الأبناء هم امتدادٌ للآباء، فمن كان له ولدٌ صالح أو بنت صالحة أحسن تربيتهما في حياته، فإنَّه سوف يجني ثمرة صلاحهما بعد موته بدعائهما له، وكلَّما كان الولد أصلح كانت استجابة دعائه أرجى، ولا بُدَّ أن الولد الصالح نعمة وهبةٌ من الله في الدنيا والآخرة، فقد قال -جلَّ وعلا-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).

 

   إجراء الأنهار

فيشق المسلم جداول الماء، لكي يسهل وصولها للناس، فيشربون منها وتشرب ماشيتهم ويسقون زرعهم، والماء من أهمِّ مقومات الحياة، فمن ساعد على إيصاله للناس نال أجرًا عظيمًا في حياته، واستمرَّ ثوابه بعد مماته، كما أنَّ لهذا العمل صورًا عديدة؛ منها مدّ الماء عبر الأنابيب إلى أماكن حاجة الناس ومعيشتهم، ووضع برَّادات الماء في المساجد، وغيرها.

   حفر الآبار

من حفر بئرًا وانتفع بها البشر والدّواب كان ذلك سببًا في مغفرة ذنوبه، واستمرار أجره، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).

 

   غرس النخل

من غرس النخل، أو زرع الزرع، وجعله في متناول الناس يأكلون منه متى أرادوا؛ كان هذا من الصدقات الجارية، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرعُ زرعًا فيأْكلُ منْهُ إنسانٌ أو طيرٌ أو بَهيمةٌ إلَّا كانت لَهُ صدقةٌ). ومن المعروف أنَّ النخلة شجرة معمِّرة، تبقى بعد موت زارعها، فيستمرُّ أجره كلَّما أكل منها الناس والطير والدّواب.

 

   بناء المساجد

المسجد بيت الله -عزَّ وجلَّ-، أذن الله أن يُرفع ويُذكر فيه اسمه، ويسبِّح فيه الناس بالغدو والآصال، وكلُّ من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله كان له الأجر بذلك كلَّما سجد فيه ساجد، أو ذكر الله فيه ذاكر، وبنى الله له بيتًا في الجنة، فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: (إنَّكُمْ قدْ أكْثَرْتُمْ، وإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ -تَعَالَى-، قالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أنَّه قالَ: يَبْتَغِي به وجْهَ اللهِ، بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ).

   توريث المصحف

ويكون ذلك بطباعة المصاحف ووقفها في المساجد وأماكن العلم، فهي من الأمور التي يستمر أجرها بعد الموت، وينال صاحبها الأجر كلَّما رتَّل فيه قارئ، أو تفكَّر. 

Advertisements
الجريدة الرسمية