شهامة شاب أنقذ فتاة من الغرق بالمنصورة وفقد كل متعلقاته | فيديو وصور
في مثل هذا المكان، من أعلى كوبري طلخا في محافظة الدقهلية سيظل شاهدًا على شهامة شاب عشريني، ألقى بنفسه في لحظة دون تفكير لإنقاذ روح إنسانة لم يكن يعرفها، ولكن سمع استغاثات الأهالي فهرول مسرعًا ليسطر مشهدًا للشاب المصري الأصيل.
بدر السمنودي ابن محافظة الغربية ومقيم بالمحلة، ويعمل سائقًا على سيارة سرفيس طلخا الجامعة بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ضرب مثالًا في الشهامة والجدعنة، المعروف بها المصريون، وذلك حينما قفز بنفسه في مياه نيل المنصورة؛ لإنقاذ فتاة ألقت نفسها من أعلى كوبري طلخا، وتمكن من إخراجها من المياه بسلام.
أجرت "فيتو" خلال بث مباشر على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لقاءً مع الشاب الشهم، وأوضح بدر السمنودي، سائق الميكروباص، أنه يعمل على خط الجامعة طلخا، وتصادف مروره وقت الحادث، وشاهد تجمعًا للمواطنين واستغاثات من سقوط شخص في المياه.
وأضاف أنه لم يفكر لحظة، وأوقف السيارة في منتصف الكوبري وبها الركاب، وتوجه مسرعًا ناحية الكوبري، وقفز دون أن يعلم هُوية الغريق، إن كان طفلًا أو رجلًا أو شابًّا أو فتاة، ولكن فقط وجد فتاة تظهر وتختفي في وسط مياه النيل.
وأوضح السمنودي، أنه اعتقد في البداية أن طفلًا سقط من والده، لكنه فوجئ بأنها فتاة، وألقت بنفسها بقصد الانتحار، ووجدها تصارع الغرق، وتمكن من السباحة حتى وصل منتصف الكوبري، وتعلق بالثوابت الخشبية والحديدية الموجودة.
وأشار إلى أنه لم يفكر ولو لثوانٍ قبل أن يقفز، لكنه اتخذ قراره فورًا لإنقاذ روح لا يعلم صاحبها، مؤكدًا أنه عقب خروجه من المياه اكتشف فقدانه حافظة النقود، وبها الأوراق والرخص الخاصة به بالمياه.
إنقاذ حياة إنسان
وأكد الشاب صاحب الـ26 عامًا، أن الوضع لم يكن سهلًا، خاصة أن الفتاة كانت تصارع الغرق، وواجه صعوبة في السباحة بسبب جريان النيل والرياح، لكنه استعان بالله تعالى وكانت نتيجته إنقاذ حياة إنسان.
وتابع أن الفتاة خرجت من المياه سالمة، وغير مصابة بأي إصابات، وتم اصطحابها لمركز الشرطة لإنهاء الإجراءات، والتواصل مع أسرتها، وتم تسليمها لهم، ومن جانبهم قدموا له الشكر على تصرفه النبيل.
نصائح للشباب
وقدم الشاب الشهم روشتة نصائح بسيطة للشباب مُطالبهم بألا يتوانى شخص عن تقديم أي مساعدة لغيره إذا كانت لديه القدرة على تقديمها، قائلًا: كل شيء يعوض إلا موت إنسان.
وأوضح أن تلك الواقعة لم تكن الأولى، وأنه اعتاد التعامل في مثل تلك الوقائع.
وقال بدر السمنودي: حال التعامل مع غريق لا بد أن يكون هادئًا، ولو حاول التشبث بالمنقذ عليه أن يقوم بضربه لشل حركته وجرفه باتجاه التيار كي لا يغرقا معًا.
وأكد الشاب أن رجال الإنقاذ النهري وقوة من رجال مباحث أول المنصورة انتقلوا إلى مكان الواقعة، وقدموا له الشكر على ما قام به، خاتمًا حديثه بأنه لم يقم بشيء، ولكنه واجب لازم على كل فرد قادر أو لديه المقدرة، مؤكدًا أن هتافات الأهالي التشجيعية كانت عاملًا أساسيًّا لاستكمال رحلة الإنقاذ، مشيرًا إلى أنه كاد للحظات أن يغرق مع الفتاة، ولكن مع استمرار هتافات التشجيع، أعانه الله تعالى على استكمال مهمته.
