رئيس التحرير
عصام كامل

في موقف إنساني.. كويتي يعفو عن قاتل ابنه دون "دية"

كويتي يعفو عن قاتل
كويتي يعفو عن قاتل ابنه دون مقابل

عفا المواطن الكويتي مساعد نشمي العنزي، عن قاتل ابنه الشاب نشمي، الذي قُتل بطلق ناري من قبل ضابط بوزارة الداخلية، دون قبول ”الدية“، التي يدفعها بالعادة أهل القاتل لذوي القتيل.

 

عفو إنساني 

وقُتل الشاب نشمي، مطلع شهر سبتمبر الماضي، في منطقة تيماء بمحافظة الجهراء، على خلفية مطاردة من قبل رجال الأمن، حيث تعرَّض آنذاك لطلق ناري من سلاح العسكري ليفارق الحياة على الفور.

وبحسب تقارير إعلامية سابقة، فإن العسكري أطلق النار دفاعًا عن نفسه عقب محاولة ”نشمي“ السيطرة على سلاحه، لتخرج رصاصة وتصيبه في قلبه ويتوفى، ليتم آنذاك ضبط العسكري والتحقيق معه ثم إخلاء سبيله.

 

واختار والد الشاب نشمي ”العفو عن قاتل ابنه لوجه الله“، وفق ما أظهرته مجموعة من مقاطع الفيديو، التي تم توثيقها من داخل اجتماع لوجهاء قبائل، أقيم لإعلان العفو عن قاتل الشاب دون مقابل.

 

ولقي تصرف والد الشاب المقتول إشادة واسعة من قبل نخب كويتية، أثنوا على ما أقدم عليه، واصفين موقفه هذا بـ“الإنساني العظيم“، ليتصدر اسمه تغريدات النشطاء على موقع ”تويتر“.

 

وفي حديث له مع صحيفة ”الأنباء“ المحلية، قال مساعد العنزي إنه تأثر ”بقرار العفو من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، الذي صدر مؤخرًا للعفو عن 35 مواطنًا مدانًا بقضايا مختلفة“.

 

وأشار ”العنزي“ إلى عدم معرفة ابنه المقتول بالقاتل، وأن ”ما حدث معه يحدث في كل مكان، وتبقى الأمور مرهونة بالقضاء والقدر“، لافتًا إلى أنه شعر براحة كبيرة عقب العفو لم يشعر بها منذ لحظة وفاة ابنه.

 

وشكر ”العنزي“ وجهاء القبائل وكبار السن الذين توسطوا بالعفو، ومنهم الشاعر حمد السعيد على جهوده، التي بذلها لإتمام العفو من دون مقابل.

 

وسبق أن شهدت الكويت جرائم قتل عدة انتهى بعضها بجمع ”ديّة“، ودفعها لعائلة القتيل عقب التوافق بينهم، وجمع تبرعات من قبيلة القاتل، تحت إشراف الجهات الرسمية لإطلاق حملة جمع تبرعات، ولعل أبرزها ديّة خالد نقا العازمي، التي بلغت 10 ملايين دينار (33 مليون دولار)، تم دفعها لعائلة الإعلامية هداية السلطان، العام 2019، التي أدين بقتلها العام 2001.

الجريدة الرسمية