رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أصبحت تيارات الإسلام السياسي الوجه الآخر للاستعمار الحديث؟ ‏

أفرع الإسلام السياسي
أفرع الإسلام السياسي

توجه تيارات الإسلام السياسي عشرات الرسائل يوميًا، تشحن جماعات الضغط بمقابل مادي يتجاوز مئات الآلاف من الدولارات لإشعال تحريض ‏ممنهج داخل أروقة المؤسسات الدولية ضد بلدان المنطقة.

 

يقاتلون لإنزال أشد العقوبات الاقتصادية والعسكرية لمنع الأسلحة ووقف شحنات الذخيرة للجيوش، فالتيارات التي أسقطت عن عز ‏السلطة لاترضى بغير الحلول الصفرية منهجا لها، لهذا يعدها الباحثون الوجه الآخر للاستعمار الحديث، الذي أصبح لايحتاج إلى اجتياح البلدان طالما يستطيع استخدام أذرع خارجية يتحكم من خلالها في القرار السيادي للأوطان، بعد أن يملك مفتاح وبوصلة هذه التيارات ويعرف كيف يحركها وفي أي اتجاه. 

 

الإسلاميين والاستعمار الحديث 

 ‏
يقول أسامة يماني، الكاتب والباحث، أن الجماعات الدينية هي الخطة السرية للاستعمار الحديث، واسترجع الباحث نشأة ‏جماعة الإخوان بتمويل صريح من الإنجليز ومساعدتهم، ونفس الأمر في رعاية نظام الخميني حتى أصبح مصدر تهديد للمنطقة ‏باكملها. ‏


ويلفت الباحث النظر إلى أن الغرب يقدم دعمه دائما للحركات الدينية بحجة حقوق الإنسان، لكن الواقع يؤكد أن مصلحة أمريكا والغرب ‏لازالت مع بعض الحركات الإسلامية، ولهذا يسعى لتمكينها في مصر على وجه التحديد باعتبارها بوابة العالم العربي.‏


ويرى الباحث أن المنطقة أصبحت محصنة من الاستجابة للضغوط الغربية، فالشعوب نفسها أدركت أن ‏التيارات الدينية لا تملك إلا خلطة مسمومة من التمييز والتحريض على الآخر، ولاتعرف أي شيء عن الرؤى التنموية أو ‏النماذج الاقتصادية الحديثة، وأبرز دليل على ذلك حكم البشير في السودان الذي كان وبالا ودمارا على التنمية والاستقرار وتسبب ‏في حروب أهلية قسمت البلاد.‏

 

أجندات الإسلاميين المشبوهة 


وأضاف: التنمية والأمن والأمان والاستقرار أهم أعداء الفوضى التي ترشيد إشعالها الحركات الإسلامية المتطرفة، ذات الأجندات ‏المشبوهة، مشيدا بقضاء محور الاستقرار العربي على ما أسماه الفكر الظلامي والكراهية والطائفية. ‏


وأشار يماني إلى مصر لم تحقق تقدما ملموسا على كافة الأصعدة وكذلك السعودية، إلا بعد القضاء على جماعة الإخوان ‏والظلامية التي كانت تبث الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن، مردفا: فشلت الخطة السرية التي رعاها الغرب في تحقيق أهدافها ‏في مصر ودول الخليج والمغرب والجزائر وتم إحباط ما كانت تسعى إليه من بث الفرقة في الوطن الواحد.‏


واختتم حديثه بالقول: التنمية والأمن والاستقرار العلاج الناجح الذي يقضي على العنصرية والكراهية والشعوبية والحركات المتطرفة والأفكار ‏الهدامة.‏

 

الجريدة الرسمية