رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ تاريخ معاصر: الأصولية الدينية تفقد علاقة المصريين بالمستقبل

سمير فاضل
سمير فاضل

قال الدكتور سمير فاضل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن خطاب الأصولية والتطرف الديني يفقد المصريين علاقتهم بالمستقبل، للدرجة التي جعلت البعض أصبح لا يعرف ماذا تعني أصلا كلمة المستقبل. 

ثقافة المستقبل 

وأوضح أستاذ التاريخ أن المستقبل له ثقافة خاصة، حرصت الأصولية الدينية على عدم اهتمام الأفراد في المجتمع بها وانتزعت من عقولهم منطق التفكير في المستقبل، على اعتبار أنه شأن لا علاقة للإنسان به، ولا يجب أن يشغل نفسه بتفاصيله. 

 وأضاف: هذه الحالة أفقدت المجتمع القدرة على العمل والإنتاج والابتكار والإبداع، فالذهنية جرى حصرها في الحفظ وتكرار ما حفظ فقط، بينما الإبداع والابتكار يحتاج الي ذهنية أخرى، لا تحصر نفسها في الحيز المتاح لها. 


واختتم: أوصلتنا الأصولية إلى حالة من عدم التكيف مع ما يحدث حولنا في بلدان العالم، بل والنظر إليه باستغراب شديد، على اعتبار أن ما لدينا من أفكار عن الماضي هو أرقى مما هو مطروح في العالم اليوم الذي يقفز قفزات هائلة نحو المستقبل، وبالتالي لا ننتج ما يجعلنا نتباهى به الآن بين الأمم، على حد قوله. 

 

معنى الأصولية 


والأصولية الدينية في العصر الحديث تنتمي إلى المناهج السلفية، التي تحارب الديمقراطية والحياة الدستورية والتمثيل النيابي والحقوق المدنية والحريات السياسية والنزعة الوطنية القومية باعتبارها تخالف الشرع الإسلامي.
وتحارب الأصولية الدينية كل ما يفصل بين الدين والدولة، تعادي وتُكفر كل من يختلف معها في الرأي والعقيدة، وتهتم بشكليات التدين وتتجاهل جوهر الدين، مما أدى إلى نزع الدين من مجاله ووظيفته السامية وهي التقرب إلى رب العالمين بالعمل الصالح وإعمار الأرض وإشباع الحاجات الروحية للإنسان وحولته إلى أيديولوجيا، تخرب الأوطان وثقافتها ولا تؤمن بها.
وتغالي الأصولية في عدائها لقيم التقدم والحداثة، وتثير الفتنة حتى بين المسلمين أنفسهم، حيث يرفض رموزها دائما التفسير العقلاني للدين، وتُكرِه الناس على الانصياع لحكم رجال الدين، وتتخذ من الاستبداد والطغيان سلاحا لفرض أفكارها. 
ويرى الباحثون أن المشكلة لا تكمن في الدين أو البعد الروحاني، أو النصوص مقدسة، ولا في الإسلام الذي أسس في زمن مضى حضارة كانت منارة للعلم والمعرفة ومنها وعليها أقام الغرب حضارته، بل في جماعات أصولية صادرت الدين الإسلامي وفسَّرته على غير أصوله الحقيقية، ووظفته كأداة لصراع الوصول إلى السلطة، لهذا يعتبرها الباحثين  جماعات تعبر عن نهج في التفكير والممارسة يسيء للإسلام والمسلمين أكثر مما ينفعهم. 

الجريدة الرسمية