باحث: السلفية من أخطر مكونات الإسلام السياسي في المنطقة

قال عقيل الخطيب، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن السلفية أحد أوجه الإسلام السياسي، مهما حاولت نفي ذلك أو التبرؤ منه، مؤكدا أنها أحد أضلاع التيار التي صعدت على أكتاف الإخوان، حتى تحررت وأسست منهجها الخاص.  

السلفية والإسلام

وأضاف الخطيب في دراسة بحثية له، أن السلفية تعلن أنها تنشط انطلاقا من القرآن والسنّة والصحابة كمراجع، وتعمل على تنشئة جيل من الشباب المسلم الملتزم دينيا ضمن منهج يسمّونه التصفية، التي تعني بالنسبة لهم، تطهير الإسلام مما ليس فيه، والتربية على الالتزام بأحكام الشرع.

وتابع: لكن السلفية كظاهرة سياسيّة أّثرت وتؤثر في الحالة العربية ـ الإسلامية،  موضحا أنها انتشرت سريعا في المنطقة بسبب اقترانها بمدرسة الإخوان، وخاصة عندما هربوا للخليج خوفا من ملاحقة الناصرية لهم بعد الصدام بينهما. 

وأشار الباحث إلى أن السلفية استغلت اندلاع الثورة الإيرانية  وانتصارها باسم الإسلام عن طريق المدخل الشيعي، لتقيم مشروعا منافسا، حيث يعتبرون الشيعة امتدادا للدولة الفاطمية التي انشقت عن الإمامية وأسست لفرقة المسلمين. 

وأوضح الباحث أن السلفية تلعب دائما على استدعاء الخصومات التراثية بين تيمية والمذهب الشيعي والصوفيّة لإنشاء جبهة صد سلفية، تلتزم بالمنهج السني بالفهم المتشدد. 

المجاهدين العرب 

وأضاف: السلفية لعبت دورا محوريا في ما عرف لاحقا  بظاهرة المجاهدين العرب، بمساعدة الإخوان المسلمين وبعض المؤسسات الدينية الرسمية التي ساعدتهم في البداية للخلاص من الاحتلال السوفيتي للأفغان، ثم تنبهت لخطرهم لاحقا. 

وأشار الباحث الى أنه بمجرد إعداد مقاتل شرس يتدرّب على القفز بين الجبال، تظهر الجهادية في شكلها المتوحش، لافتا إلى أن المجاهد السلفي، لا يصمت ولا يرضى بانتهاء دوره المحدّد له. 

وأكد الخطيب أن السلفية المعاصرة  التي أسسها بن لادن زعيم القاعدة، والعقل المدبر  لأحداث 11 سبتمبر الشهيرة، تدخل ضمن مكونات تيار الإسلام السياسي الذي تدرب جيدا على تكتيكات الحرب الباردة، واللعب مع المخابرات الغربية، التي ساهمت في تنشئته وتربيته ورسم خططه في أرض أفغانستان، التي منحته الوقت الكافية كي ينمو هذا الوليد الجديد، ويتعلّم ثم يقف على قدميه ويؤذي الأيادي التي ربّته. 

واختتم حديثه قائلا: أهداف السلفية واضحة ومعلنة وجميعها مستوياتها، تلعب على استقطاب المئات والآلاف من الشباب والشابات ذوي الميولات المحافظة، الذين ينخرطون مباشرة في محيط هذه الأفكار، وتأخذهم إلى المجهول.