رئيس التحرير
عصام كامل

جوجل وفيسبوك وواتس اب.. مصري!!

عصر الإثنين الماضي تعرفت من جديد على مجموعة من البشر يسكنون في بيتي.. اه والله.. تذكرتهم بعد أن دققت في ملامحهم  بعض الوقت والسبب إنني وجدتهم يضعون أيديهم على خدودهم.. لم أكن أعرف السر وقد وجدت الحديث يدور بينهم بشكل افتقدته منذ سنوات!.. عرفت السبب.. وإذا عرف السبب بطل العجب..  فقد تعطل الفيس بوك والانستجرام والواتس اب.

ياه.. يعنى تعطل بعض برامج السوشيال ميديا أعاد لي أفراد أسرتي بعض الوقت، سألت نفسي ترى لو انقطعت الحرارة في الموبايلات هل سيكون العائد الأسري أكثر؟، والإجابة: طبعا.. ورجعت بالذاكرة أيام انقطاع خدمة الإنترنت في مصر في بعض الأوقات، والأمر حدث في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها الإثنين الماضي..

 

لكن  يا فرحة ما تمت، لأن الحلو ما بيكملش.. مازالت شبكة الانترنت تعمل، وتابعت الصراخ هنا وهناك.. سألت نفسى ولسان حالى يعبر عن حال المليارات  من البشر الآن: ترى كيف كنا نعيش قبل الإنترنت بل وقبل الموبايل وحتى قبل التليفون الأرضي؟! وهل كانت حياتنا أو بالأصح الحياة التي كان يعيشها اجدادنا وآبائنا وعشنا بعضها لا تحتمل أم حياتنا نحن بهذه التكنولوجيا هي التي أصبحت لا تحتمل؟!

والسؤال هل يمكن أن نعيش بدون هذه التكنولوجيا.. الإجابة: لا بالطبع.. لكن هل نستغلها صح؟.. الإجابة: لا أيضا.

محرك بحث مصرى

الغرب يعمل ويتقدم وعنده هذه التكنولوجيا أيضا.. ونحن نتخلف ولا نعمل بعد وصول هذه التكنولوجيا أيضا.. يعنى باختصار العيب فينا وليست في التكنولوجيا التي يمكن استغلالها كما يريد البعض ويوظفها البعض الآخر فيما يريد. 

منذ منتصف التسعينات وبعد دخولنا عالم الكومبيوتر وقتها على استحياء وأنا أحلم -وعاش معى الحلم حتى الآن- بمحرك بحث مصري على غرار جوجل وقبل أن تنتشر محركات البحث العالمية والعربية كما هو حادث الآن.. والذي حركني وقتها لهذا الحلم أن المعلومات باللغة العربية كانت قليلة على جوجل، نعم الأمر الآن اختلف لكن مازال الحلم قائما. 

نعم يوجد في الوقت الحاضر العديد من محركات البحث والمتصفحات العالمية والعربية ومن أشهرها على الإطلاق محرك البحث "جوجل"، ثم يأتي في المرتبة الثانية "ياهو" وBing و Baidu الصيني وغيرها الكثير من محركات البحث العالمية والعربية مثل محيط وفهارس وأين وبوابة العرب وكنوز.. الخ، لكن نستطيع عمل محرك بحث مصري بمواصفات متميزة ويحقق لنا الكثير من الفوائد.

ومنذ منتصف التسعينات حلمت أيضا بدومين عربي و"هوستنج" مصري أي إستضافة للمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت بشبكة سيرفرات قوية جدا.. نعم، بدأت محاولات ولكن يمكن أيضا الدخول بقوة وتحقيق نجاحات مصرية.

والآن يتجدد الحلم فبعد أن كنت أنظر للمرآة وأقول لماذ لا أكون بيل جيتس مصري  أو صاحب جوجل أخرى، ولان العمر تقدم أهدى هذه الفكرة للحكومة المصرية والقيادة السياسية الآن بعد التقدم الحادث فى مجالات كثيرة ومن بينها عالم الاتصالات أقول وقد عاد لى الحلم مرة أخرى ولأسباب  متعددة، القديم منها والجديد، الاقتصادى منها والسياسي، التكنولوجى منها والأمني.. فلماذا لا نحمى أنفسنا ونستفيد، فنحن أكثر من 70 مليون مستخدم في مصر وحده.. فما بالنا بالمتحدثين بالعربية في عالمنا العربي وخارجه وقد فعلتها دول كثيرة مثل الصين وغيرها، بالأضافة إلى فوائده الأمنية حيث بدأ العالم يضج بما يتردد بقوة على إستحواذ الامريكان والغرب على أسرار مليارات البشر بسبب السوشيال ميديا ومحركات البحث وغيرها.

وإنتشرت الفضائح المعلوماتية التي وصلت إلى عرض بيانات المشتركين في هذه الشركات لأجهزة مخابرات عالمية أو لشركات تجارية وتعددت الشكاوى من الشركات والكيانات والأفراد لإتهام  جوجل وفيس بوك بجمع ومشاركة البيانات الشخصية لمستخدميها.

تكلفة ضخمة

نعم التكلفة الاقتصادية الضخمة في مقدمة العراقيل، فهذه تكنولوجيا تحتاج الآن إلى أموال ضخمة وخبرات لا يقدر عليها في عالمنا الثالث إلا الحكومات لكن الأرباح والأهداف تستحق المحاولة ولن أقول المغامرة، فكل الأحلام الكبرى بدأت بالمغامرة وبالفكرة المجنونة أحيانا. 

الكل يعرف حكاية انشاء جوجل والفيس بوك على سبيل المثال والكل يقرأ ويتابع ما ينشر عن رؤوس  أموالها في البورصات العالمية الآن والتي دخلت إلى عالم التريولانات من الدولارات وليس المليارات.. فهل يكون لنا نصيب من الكعكة الإلكترونية؟! فهل نقترب في حلمي من هذا الرقم الذي سمى به جوجل وهو عدد يساوي 10 مرفوعة للأس 100، أي رقم واحد وأمامه مائة صفر، نعم هو الحلم ومتى كانت الأحلام عظيمة ولا نهائية كان العمل والإنجاز ضخما وهو ما نحتاجه في مصر لكي يكون لنا مكانا بين الأمم.

yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية