رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجامعات الخاصة بدون شرط المجموع!

لماذا يذهب أولادنا للتعليم في الخارج بعد الثانوية العامة مباشرة ويدفع أولياء الأمور مليارات الدولارات فضلا عن آلام الغربة والإغتراب، وتقديمهم بسهولة للعمل في الدول الأجنبية بعد أن صرفت مصر على تعليمهم الكثير، أو يكونوا فريسة سهلة لأعدائنا الذين يسعون لتجنيد وتجهيز عملاء وجواسيس وأدوات تخريب في أشكال عنف وتطرف وإرهاب؟ 

السبب الرئيسى إنهم لم يحصلوا على المجموع المناسب للكليات التي يطمحون للدراسة بها فضلا عن أسباب أخرى ليست مجالنا الآن .. والسؤال هنا هل التعليم فاشل ودون المستوى في الدول الأجنبية التي تطبق حرية التعليم في أى مجال يختاره الطالب وبدون شرط السن أو المجموع في الثانوية العامة أو ما يعادلها، بل ويكاد يكون مجانيا في بعض الدول للأجانب وأبناء البلد أنفسهم؟

 

الإجابة: لا، في المجمل بدليل إتاحة الفرصة للحاصلين على هذه المؤهلات للعمل في هذه البلاد بل والتجنس بجنسيتها والحياة بها، والعديد من هذه الدول متقدمة علميا واقتصاديا بشكل مذهل ولا يمكن أن تغامر بمستقبلها الذى وصلت إليه بهذه السياسة التعليمية، سواء لأبنائهم أو الأجانب الذين يريدون الدراسة بها.

عام تأهيلي

السؤال المهم أيضا هل المواد الدراسية عندنا -في مجموعها- تؤهل للنجاح في التخصص الدقيق الذي سيتخصص فيه الطالب بعد ذلك، فمن المهم مثلا أن يدرس الطالب اللغة العربية ويتعلم أمور دينه وتاريخ بلده.. الخ، ولكن هل يفيد ذلك  في دراسة الطب والهندسة والعلوم والزراعة والكومبيوتر مثلا؟ 

الإجابة: لا، وتكمن المشكلة الكبرى أن درجات هذه المواد قد تحول بين الطالب وبين دراسة هذه العلوم التي من المحتمل أن يتفوق فيها من جهة، وتكون خادعة لمن التحق أصلا بهذه الكليات لأنه حصل مثلا على درجات كبرى في اللغة العربية والفرنسية في كليات تدرس الطب والهندسة والزراعة والعلوم  باللغة الإنجليزية!!

تعالوا نضرب أمثلة للذين دخلوا كليات العلوم أو التجارة أو الحقوق أو الآداب مثلا، معظمهم في بلادنا دخلوا بحكم المجموع وتوزيع مكتب التنسيق وفقا للأماكن المتاحة فيها للكليات.. والبعض يعانى طوال عمره من عدم التحاقه بالكلية التي كان يحلم بها وكان سيتفوق في الدراسة بها، والبعض الآخر رضى بنصيبه وحقق نجاحا في دراسته وعمله الذي لم يكن يرضى بهما.. 

والحل جاء مؤخرا ولكن جزئيا بقرار الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى بأن يكون هناك عاما تأهيليا يدرس فيه الطالب بعض المواد ثم يمتحن فيها بواسطة الجامعات الخاصة ويقبل الناجحين منهم  فى الجامعات الخاصة بشرط ألا يزيد الفارق عن 5% من المجموع المستحق في العام السابق للالتحاق بالجامعات الخاصة.

وهكذا جاء القرار جزئيا وأتمنى أن تصدر حزمة قرارات وإن وصل الأمر لإصدار قانون لهذه الإشكاليات التي أطرح بعضها الآن وتحتاج لنقاش موسع من لجنة عليا لتطوير التعليم في مصر طبقا للمستجدات الجديدة: 

التعليم أمن قومى

أن يكون العام التمهيدى للمواد المتخصصة للكليات المراد الإلتحاق بها بدون شرط المجموع أو السن ويطبق على جميع الناجحين في الثانوية العامة وهنا سنستبعد المواد البعيدة عن التخصصات المراد الدراسة بها من جهة ومن جهة ثانية سيكون عاما تمهيديا لتقوية اللغة في الكليات التي تدرس بلغات أجنبية. 

الناجحون في هذا العام التمهيدى يكون لهم تنسيق في الجامعات الحكومية لمواجهة الأماكن المحدودة فيها، وبدون شرط المجموع أو السن في الجامعات الأهلية والخاصة أسوة بما يتم في الخارج حتى يأتي اليوم الذى يكون فيه التعليم بلا شروط إلا الذكاء والقدرة الذهنية بعيدا حتى عن إمكانيات أولياء الأمور المادية، لأن المستفيد الأكبر هو الوطن وليس الطالب وأسرته فحسب.

بهذه السياسة سنلغى فكرة كليات القمة المزعومة التي أخذت مكانتها من قلة عدد الأماكن المتاحة فيها، وبسهولة أقول إن أى كلية توفر فرص عمل لخريجيها الآن ستتحول في غمضة عين إلى كلية قمة بغض النظر عن نوعية الدراسة بها، وقد حدث في بعض الأعوام أن كانت كليات التربية تحصل على مجاميع عالية لمجرد التزام وزارة التربية والتعليم بتعيين خريجيها.. 

فتح الباب للتحسين في الثانوية العامة من جديد  بدلا من لجوء الآلاف إلى الدول المجاورة وتكلف الكثير من الأموال لإعادة الثانوية العامة، ومن جهة ثانية أن التحسين فرصة جديدة من أجل التعلم والاستزادة من المادة العلمية وهو الهدف الأساسى، ومن جهة أخرى لمواجهة أى ظروف طارئة  قد يكون تعرض لها الطالب.

السبب المهم أن العدد الكبير في الجامعات الأهلية والخاصة والمعاهد العليا.. الخ تتيح لنا إصدار قرار فورى لتحويل مسار أبنائنا في الخارج الآن أو الذين في الطريق إلى العودة للدراسة في بلادهم بنفس شروط الدول الأجنبية وترك الجامعات الحكومية لأولاد الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل أسعار هذه الجامعات الأهلية والخاصة. 

وأهمس في أذن الجميع تقدم مصر لن يحدث بقدرات المواطنين المادية لأن التعليم أمن قومى ولا ينفع معه المثل الشعبي "اللي مامعوش ما يلزموش"!

yousrielsaid@yahoo.com

Advertisements
الجريدة الرسمية