رئيس التحرير
عصام كامل

سر رفض القوى المدنية العربية مساندة الإخوان وإنقاذها من عثراتها المتكررة

شعار الإخوان
شعار الإخوان

أثبتت جماعة الإخوان فشلها على جميع المستويات ومنذ أن نبذها الشعب المصري وجميع شعوب المنطقة العربية وتحاول الجماعة المحظورة تشويه القوى السياسية المدنية لرفضها تبنى قضية التنظيم ولو على المستوى الحقوقي.

موقف القوى المدنية من الإخوان بمرور الوقت اتضح أنه ليس مذهبا مصريا بامتياز، بل موقف كل القوى المدنية في ‏البلدان العربية حتى المختلفة مع السلطة والمعارضة لها ترفض التخندق مع الجماعة وتبني قضيتها.

لحظة تاريخية 


وقال رامي العلي، الكاتب والباحث إن ما يحدث الآن على الأرض مع تيارات الإسلام السياسي، ورفض القوى ‏المدنية التخندق معه بما ذلك التيارات المعارضة من داخل الأوطان للسلطة لحظة تاريخية بكل المقاييس.‏


ولفت العلي إلى أن بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة بدأت لحظة إخوانية بامتياز، فبعد أن كانت الجماعة تخفي رغبتها ‏بالسلطة خلف شعارات دينية براقة وبل في أدبياتها لم تكن ترى في السلطة سوى مرحلة التمكين التي سوف تنقلها إلى ‏الهيمنة على البلاد مرة واحدة وإلى الأبد إذا أمكن، خالفت كل ذلك واستغلت الأحداث لتصعد فجأة للسلطة وتحاول الهيمنة عليها. ‏


وأضاف: ما إن انقضّت الإخوان على السلطة حتى راحت تقصي خصومها، وتعمل في المجتمعات العربية تمزيقا وتشتيتا ‏باعتبارها جماعة أيديولوجية لا ترى في العمل السياسي سوى انقسام أيديولوجي، موضحا: لعلنا نذكر جميعا غزوة الصناديق ‏في مصر التي حولت استفتاء على مواد دستورية إلى عمل عقائدي وجد  خلاله كل من يختلف مع الإخوان سواء سياسيا ‏أو دينيا أو فكريا نفسه خارج اللعبة، بل خارج المنظومة الوطنية، وهذا ما هدد الدولة بحروب أهلية تقوم على أسس ‏أيديولوجية.‏


واستكمل العلي: الفشل السياسي من جهة، والأخطار التي لا تعد ولا تحصى على النسيج الاجتماعي، كانت عناوين التجربة الإخوانية في ‏البلدان العربية، وخاصة مصر وليبيا، لهذا وجدت الجماعة نفسها وحيدة في مواجهة القرارات التي جردتها من كل شيء ‏بداية من مصر ونهاية بتونس، التي يساند شعبها الآن وليس نخبها المدنية فقط الرئيس التونسي قيس سعيد في ‏مواجهة الجماعة بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف مع بعض مواقفه وكذلك  عاقب الشعب المغربي حزب العدالة ‏والتنمية وطرده من البرلمان شر طردة، وأصبح حزبا  هامشيا لايقيم أحد له وزنا.‏

واختتم: القوى المدنية ثبت لها من خلال أزمات العقد الماضي، أن الجماعات الدينية لا يمكن أن تصلح للسياسة والحكم ‏وخاصة الإخوان.‏

الجريدة الرسمية