رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مجرد كلام!

علق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على استدعاء السفير الفرنسى من واشنطن بعد الإعلان عن إقامة الحلف الأمريكى الجديد مع أستراليا وبريطانيا بأن بلاده تتفهم غضب فرنسا، وأن بلاده حريصة على تحالفها معها، وهكذا اختزلت واشنطن رد فعلها على غضب فرنسا الشديد بسبب إعلان الحلف الأمريكى الجديد فى مواجهة الصين بمجرد إعلان تفهمها لهذا الغضب ولم تفعل أية إجراءات لتخفيف حدة هذا الغضب وترضية فرنسا التى وصفت الحلف وتداعياته بأنه ضربة فى الظهر من الحلفاء، لأنه ألحق بها خسارة ضخمة تمثلت فى إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات بعد استبدالها بغواصات نووية أمريكية، وهى صفقة كانت تسهم فى إنعاش صناعة السلاح فى فرنسا ودفع نمو اقتصادها، ومعنى ذلك أن فرنسا لم تحصل من الحليف الأمريكى سوى على بضع كلمات لا تعوضها خسارتها الضخمة!

 

 

ورغم أن ثمة توقعات لمحللين ومراقبين أوروبيين وأمريكيين يتوقعون فى نهاية المطاف إحتواء هذا التوتر الذى نشب بين فرنسا وأمريكا بسبب حلفها الجديد، إلا أن ما حدث ترك غصة شديدة فى حلق فرنسا لن تزول مراراتها سريعا وسوف يمتد أثرها مستقبلا على علاقاتها مع أمريكا، بل على علاقات أوروبا كلها مع أمريكا، فإن الأوروبيين باتوا يشعرون أن أمريكا تسير فى عهد بايدن الديمقراطى على ذات النهج الذى اختاره ترامب الجمهورى فى التعامل مع أوروبا..

 

 وهو نهج عدم الحرص على التحالف الإستراتيجى الأمريكى الأوروبى الذى كان خطا ثابتا فى السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتالى عدم مراعاة مصالح الحلفاء الأوروبيين، وهو ما ظهر فى مطالبة ترامب الأوروبيين بتحمل أعباء حماية أنفسهم فى حلف الناتو، وسحب بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان بدون التشاور المسبق مع حلفائه الأوروبيين، ثم بإعلان ذلك التحالف الثلاثى مع أستراليا وبريطانيا التى انفصلت مؤخرا عن الاتحاد الأوروبى.

Advertisements
الجريدة الرسمية