رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا ومساعداتها

فى إحدى الرحلات الخارجية التى رافقت فيها الرئيس الأسبق حسنى مبارك على متن الطائرة الرئاسية سألته هل استعدت مصر لمواجهة أى تخفيض أو تجميد للمساعدات العسكرية الأمريكية، خاصة أن علاقات مبارك وبوش الابن كان قد أصابها التوتر الشديد الأمر الذى دفع الرئيس الأسبق إلى وقف زياراته السنوية لأمريكا منذ عام ٢٠٠٤ ولم يزر واشنطن إلا عام ٢٠٠٩ بعد أن خرج بوش الابن من البيت الأبيض وحل مكانه أوباما.. وجاء رد مبارك على سؤالى كاشفا لحقيقة مهمة جدا.. 

فقد قال لى إن كمية الأسلحة والمعدات العسكرية التى كنّا نحصل عليها بموجب هذه المساعدات انخفضت عدة مرات منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضى وحتى الآن وقد تجاوزنا منتصف العقد الأول من القرن الجديد وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأسلحة وثبات قيمة المساعدات، وعلى كل حال فإننا استعددنا لهذا اليوم الذى يتم فيه وقف المساعدات العسكرية على غرار ما حدث مع المساعدات الاقتصادية، رغم إنها تقررت لتثبيت معاهدة كامب ديفيد لنا ولإسرائيل أيضا.

 

 

أتذكر ذلك كلما قرأت أو سمعت عن عزم أمريكا تخفيض أو تجميد المساعدات العسكرية لمصر أو عن قيامها بذلك فعلا على غرار ما فعلت فى عام ٢٠١٣ حينما جمد أوباما كل هذه المساعدات لرفضه انتفاضتنا للتخلص من حكم الإخوان الفاشى.. فلم تتضرر قواتنا المسلحة، بل لعل ذلك عزز نهج تنويع مصادر السلاح، فلم نعد نكتفى بالسلاح الأمريكى وحده وإنما حصلنا على السلاح من فرنسا وألمانيا وروسيا وإيطاليا، تأكيدا لما قاله وزير خارجيتنا نبيل فهمى لأوباما حينما أبلغه بقراره تجميد المساعدات العسكرية لنا.. 

 

فقد أكد وزيرنا للرئيس الأمريكى الأسبق إن مصر ستحرص على توفير احتياجات القوات المسلحة المصرية من الأسلحة والمعدات العسكرية. وهو ما حدث بالفعل، ولذلك تراجعت واشنطن فى نهاية المطاف عن قرارها بتجميد المساعدات العسكرية لنا. 

الجريدة الرسمية