رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دراسة للمركز القومي للبحوث.. طريقة إنتاج محاصيل الخضر في ظل نقص مياه الرى

محاصيل الخضر
محاصيل الخضر

تشكل زراعات الخضر ما يقرب من ثلث المساحة المنزرعة فى مصر وتعتبر محاصيل الخضر من المحاصيل الاساسية، التى تزرع وتؤكل طازجة أو بعد إجراء عمليات الطهى لها، وهي مصدر رئيسي للبروتينات والكربوهيدرات والأملاح المعدنية والفيتامينات التى يحتاجها الجسم وتعتبر الخضر من الأطباق الرئيسية على مائدة الطعام يوميًا، فهي من النباتات العشبية التى تجدد زراعتها سنويا او كل عامان والقليل منها معمر.

 

خواص محاصيل الخضر

أوضحت دراسة للمركز القومي للبحوث، أجراها  الباحثين سامح محمد، ونعمه محمد، وهناء على، أن محاصيل الخضر لا تتحمل الظروف البيئية القاسية مثل ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة وارتفاع نسبة الملوحة سواء فى ماء الرى أو التربة المنزرعة بها، وأيضا لا تتحمل نباتات الخضر الجفاف ونقص ماء الرى بالمقارنة بالأشجار الخشبية أو أشجار الفاكهة.

 

ولذلك يعتبر إدارة مياه الرى من العمليات الزراعية الهامة التى يتوقف عليها نجاح أو فشل زراعات محاصيل الخضر فى مصر، خاصة بعد التغيرات المناخية التى أصبحت واقع نعيشه ونشهده ونعانى منه، حيث تقع مصر تحت ظروف مناخ المناطق القاحلة وشبة القاحلة والتى تعانى من إرتفاع شديد فى درجات الحرارة صيفًا وانخفاض شديد فى درجات الحرارة (تصل إلى الصقيع) خلال بعض الفترات الشتاء مع قلة الأمطار أو انعدامها فى الكثير من المناطق.

 

ويعتبر نهر النيل هو المصدر الرئيسي للمياه في مصر بجانب المياه الجوفية والقليل من مياه الامطار التى تسقط فى مناطق قليلة وبكميات قليله من الصعب الاعتماد عليها في الري طوال موسم النمو، وفى ظل محدودية الموارد المائية الحالية مع الارتفاع المستمر فى الزيادة السكانية تقع مصر تحت خط الفقر المائى نظرا لقلة نصيب الفرد عن 1000 م3 سنويًا.

 

ولأن قطاع الزراعة هو المستهلك الرئيسى للمياه المتاحة فى مصر حيث يستهلك ما يقرب من 80% من إجمالي الموارد المائية المصرية ولذلك عند الحديث عن توفير المياه وتقليل الاستهلاك المائى تتوجه الأنظار دائما الى قطاع الزراعة والقائمين عليه لبذل الكثير من الجهد من أجل الحفاظ على الموارد المائية وإدراتها بطريقة رشيدة تساعد على الاستمرار فى الإنتاج وتحقق الطموحات والخطط التى تضعها الدولة من أجل زيادة مساحة الرقعة الزراعية كى تتوائم مع الزيادة السكانية المستمرة، وايضا من اجل الحفاظ على المياه للأجيال القادمة.

 

الاحتياج للمياه

وتحتاج محاصيل الخضر الى الماء بكميات كبيرة كى تنمو بشكل جيد وتعطى محصولًا وفيرًا، حيث لابد من حدوث توازن مائى بين كمية الماء التى تمتصها النباتات من التربة وكمية الماء التي تفقدها عن طريق النتح والبخر، وهناك ثلاثة اعتبارات رئيسية تؤثر على توقيت الرى وكمية المياه التي يجب اضافتها اولها الاحتياجات المائية للمحصول، وتوفر او تيسر الماء اللازم للرى وأخيرًا سعة التربة التخزينية للمياه فى منطقة انتشار الجذور، حيث تستهلك النباتات المياه من الارض باستمرار ويختلف معدل استهلاكها على حسب نوع المحصول وعمره والأحوال الجوية السائدة وكل هذه العوامل متغيره وليست ثابتة.

 

وتختلف محاصيل الخضر فى مدى تحملها للجفاف Drought tolerance ونقص المياه، حيث يعرف الجفاف بقدرة النباتات على البقاء والنمو وإنتاج محصول كافٍ فى وجود كم محدود من الماء فى التربة او فى وجود جفاف متكرر على فترات، ويرجع تحمل بعض المحاصيل والاصناف للجفاف الى تركيبها الوراثى الذى يساعد على حدوث تغيرات فسيولوجية حيث تكون إستجابتها  للنقص الرطوبى اقل من ما يحدث فى الأصناف غير المتحملة.

 

وأكد الباحثون أنه من أهم المظاهر لتحمل الفقد الرطوبى بالنباتات: التعديل الإسموزى داخل الخلايا عن طريق زيادة تراكم الذائبات العضوية، والمحافظة على سلامة الاغشية البلازمية للخلايا وزيادة مقاومة البروتوبلازم لفقد الماء، وكذلك زيادة مرونه الخلايا وصغر حجمها، ولكن دائما يصاحب كل هذه الاليات تأثيرات سلبية على المحصول مقارنة بالنباتات التى تنمو فى الظروف المثلى، ويعنى تحمل المحصول للجفاف أن يكون نموه النباتى كافيا لإنتاج محصول اقتصادى.

 وهنا يأتى دور مربى محاصيل الخضر فى استنباط الأصناف والهجن التى تتحمل الظروف البيئية الصعبة خاصة ظروف الجفاف ونقص الرطوبة والتغيرات المناخية الحالية.

 

ويعرف الرى بإمداد التربة بالماء حتى تتمكن من إمداد النباتات بالرطوبة اللازمة لنموها ولتأمين إحتياجاتها ضد فترات الجفاف وايضا من أجل ترطيب الأرض والهواء الجوى وتهيئة ظروف مناخية ملائمة لنمو النباتات، كذلك من أجل تحسين وتخفيف الاملاح بالتربة. كذلك الرى يساعد النباتات بجانب حصولها على إحتياجتها المائية فى الحصول على إحتياجاتها من العناصر الغذائية اللازمه لنموها واستكمال دورة حياتها، وتحت ظروف التربة الرميلة والاراضى المستصلحة حديثًا تظهر مشكلة عدم قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء ولا سيما فقرها من المادة العضوية ولذلك فإن إدارة عملية الرى فى مثل هذه المناطق يعتبر من محددات نجاح زراعة محاصيل الخضر، حيث تحتاج النباتات فى مثل هذه الظروف الى توفير المياه فى المكان والوقت المناسب وبالقدر المناسب بخلاف الارض الطينية القديمة بالوادى والدلتا والتى تستطيع ان تحتفظ بالماء لفترات طويلة.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية