رئيس التحرير
عصام كامل

هاني شاكر والأمن القومي

أما الحكومة فقد وقفت من مؤدي المهرجانات موقف الداعم والمشارك لما يصبوه في وجدان الناس فما بالك بمؤسسات المجتمع المدنى التي لم يكن موقفها أقل دعما من موقف الحكومة.. وهاني شاكر يقاتل وحده هذا السفه المدمر فماذا تنتظرون من أطفال يتربون على "هاتى بوسه يا بت" و"عود البطل" وموجة من الانحطاط المزعج تتشكل لتصبح وجدان الأجيال القادمة.

معركة هانى شاكر واحدة من معارك البقاء وحرب من أجل الأمن القومى وأحد أهم الدفاعات عن قوة مصر الناعمة التي عبرت حدودا كانت ملتهبة لتصبح أحد أهم روافد الفكر والفن والثقافة العربية.

 

 

في مقدمة  "الرؤية البريطانية الدفاعية والأمنية" يقول رئيس الوزراء البريطاني: "إن رؤيتي للمملكة المتحدة في 2030 تضع طموحات كبيرة لما يمكن أن ينجزه  هذا البلد. أثبت الاتحاد بين إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية أهمية مرة تلو الأخرى، بما في ذلك خلال هذه الجائحة. وهو مصدر قوتنا الأكبر، إن في الداخل أو الخارج. يفيض بلدنا بالطاقة الإبداعية في مجالات الفنون والإعلام منبع القوة الناعمة الفريدة الممتدة في كافة أرجاء العالم".

دور القوة الناعمة

هكذا يرى العالم المتقدم دور القوة الناعمة وهكذا كنا نراه على مدار تاريخنا التليد.. دولة قدمت نفسها للعالم بما تملك من قدرات إبداعية فنية وثقافية وإعلامية .. واشتهرت القاهرة بأنها هوليود الشرق وصانعة النجوم وصائغة الوجدان العربى في وقت كانت فيه عاصمتنا واحدة من أهم عواصم الدنيا تأثيرا بما تملك من قدرات وإمكانيات بوازع من مسئولياتها في الإسهام الحضارى الإنساني.

شاكوش وحمو وغيرهما مسامير في نعش القدرات المصرية الإبداعية وترك الساحة نهبا للفوضى والانحطاط تحت تصور واهم بأنها مسئولية نقابة أو حزب أو مؤسسة هو اللعب بالنار.. القضية قضية دفاعات وأمن قومى وقدرة علي حماية المجتمع ومستقبله ولا يمكن أن نتركها للفنان هانى شاكر وحده قائلين له "اذهب فقاتل" دون أن نتدارك هذا الخطر القادم.

 

وعندما يتشارك مسئولون وشركات كبرى في استخدام هذا الصنف من التفجيرات الفنية بإيعاز من المكسب الحرام وتقديم هذه النماذج في حفلات جماهيرية عريضة فإن هذا لا يعنى إلا جهل من يعتقدون أن القضية قضية غنائية أو فنية دون دراسة الغول الذي بدأ ينهش في جسد الوطن.

 

اذا كانت الدولة ممثلة في رئيسها تحارب العشوائيات فإنه بذلك ترفض بقاء سلوك "الزحمة" وقيم الفوضى بين قطاعات من أبناء هذا الوطن فيكف يتأتى لنفس الدولة أن تحارب عشوائيات البناء وتنشر أو تساهم في نشر عشوائيات العقل والإحساس والوجدان؟!!

الجريدة الرسمية