رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وآل البيت

محبو آل البيت على موعد مع مفاجأة سعيدة تجرى وقائعها الآن بقرار من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث يتم تطوير وتجديد أضرحة آل البيت الكرام بشكل علمى وجمالى يليق بالمقامات الشريفة.. لسنوات طويلة ظلت أضرحة آل البيت مزارا للمحبين الذين يلتمسون فيها لحظات الهدأة النفسية والحب الخالص والصفاء الأنقى، بعيدا عن التيارات المتأسلمة التى اتخذت الدين مطية لتحقيق أغراضها.

 

وقد ظلت الصوفية الحقيقية مساحة لتلاقى العاشقين والمحبين والمخلصين لآل البيت فى بلادنا العربية التى خاضت حروبا طويلة مع الأفكار الجهادية والتيارات المتطرفة التى أرادت أن تضعهم فى مواضع الشكوك والإهانة والإساءة.

 

ولعل قرار تطوير مساكن آل البيت واهتمام الدولة بها من خلال الرئيس شخصيا يعيد للأذهان الدور الذى لعبته الصوفية فى تاريخنا القديم والمعاصر، بعد أن أهملت تلك "الدُّور" فى فترات اعتلت فيها تيارات الإسلام السياسى المنصة، وأرادت وأد الصوفية دون أن تدرى أن للمصريين علاقة خاصة وخاصة جدا بآل البيت منذ أن قدموا إليها وعاشوا فيها ووجدوا بين المصريين مساحات من الحب الخالص.

شرطة لآل البيت

 

وحدود معلوماتى أن التطوير يبدأ من داخل مساجدهم فى السيدة زينب وسيدنا الحسين والسيدة نفيسة، وقد حاولت الوصول إلى خطة التطوير النهائية لهذه المساحات الحية فى نفوس الناس دون جدوى. وأعتقد أن تطوير الأضرحة والمساجد من الداخل دون النظر إلى المحيط الجغرافى والمناطق التى تشرف بوجود بيوتهم قد لا يؤدى الغرض المنشود الذى أراده السيد الرئيس.

 

محيط السادة الكرام من آل البيت يحتاج إلى نظرة متأنية ومحاولة حقيقية لمواجهة الفوضى التى تحيط بمواقعهم عليهم السلام، أرصفة تحت الاحتلال، وفوضى تسيطر على المواقع، ومتسولون محترفون، وصور من القبح الذى لا يجب أن يبقى كما كان.

 

أتصور أننا بحاجة إلى شرطة متخصصة تقوم على حماية تلك المواقع، فالسيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها تحتضن قسم شرطة السيدة فى محيطها، ومع ذلك لا يمكن تصور حجم اللامبالاة والفوضى المحيطة بالقسم وبالمقام. تلك الفوضى قاسم مشترك عند كل بيت من بيوت آل البيت الكرام، وهو أمر يزعج المترددين، ولا يليق بقدسية موقعهم، ويخرج بهذه المقامات من دائرة الهدف المنشود الذى من أجله يأتى الزائرون إليها.

 

وأظن أن السيد وزير الداخلية لو فكر جديا فى هذا الأمر وزار يوما ما أحد بيوت آل البيت سيقف كثيرا عند تلك المشاهد التى لا تليق بمقاماتهم الشريفة، وأعتقد أنه سيتخذ من القرارات ما يجعل هذا التطوير سيعمق مضمون الهدف الذى يسعى إليه كل محب لآل البيت، وسيجد تعاونا ملموسا من الطرق الصوفية والمترددين عليها، وهم بالآلاف، بل بالملايين.

وشرطة آل البيت يمكنها أن تعيد الانضباط إلى المحيط الجغرافى لمساكنهم، خاصة أن تلك المواقع هدف سياحى لكثير من المسلمين الذين يفدون إليهم من كل بقاع الأرض تبركا وحبا وتشرفا بهم وبسيرتهم.

الأمان في مساجد آل البيت

 

لا أمل فى قيادات المحليات التى ثبت بالدليل القاطع أنها أحد أهم أمراض مصر بما يجرى فيها من وقائع فساد طالت كل شيء، ولم تسلم منهم مساكن آل البيت الكرام، والحل فى تطبيق القانون بحسم، ولن يفعلها إلا جهاز الشرطة، وتخصيص إدارة لها تكون مهمتها الأولى ضبط الإيقاع وتحرير تلك المواقع من الفوضى التى تحيط بها.

 

لا شك أن تطوير هذه المساجد والاهتمام بها يتعدى فكرة النظافة والتجميل والتطهير إلى مساحات أعمق ستجد صداها فى نفوس المحبين والمترددين، ويعيد إلى الأذهان كيف كانت مصر شعبا وحكومة تجد فى الاهتمام ببيوتهم ومساجدهم هدفا ساميا فى حد ذاته.

 

وسيبقى على السيد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة دور كبير، وهو وضع لائحة خاصة بالعاملين فى مساجد آل البيت، لائحة تضمن توفر شرط أن يكون العامل فيها من المحبين، وهو شرط صعب التحديد، ولكن الرقابة تضمن ذلك جيدا.

 

ومن المعروف أن وزير الأوقاف خاض معركة حامية لضبط الإيقاع وإعادة الانضباط ومواجهة الفساد الذى كان مستشريا فى الكثير من مفاصل وزارة الأوقاف، ونظن أن لديه ولدى فريقه المعاون تصورات خاصة بمساجد آل البيت من واقع التجربة يمكنها أن تضيف إلى التطوير الذى أمر به السيد الرئيس لتصبح مساجدهم كما كانت مساحة أمان وطمأنينة.

الجريدة الرسمية