إذا كانت الكعبة من أحجار وجبل عرفات من الحجر ورمي الجمرات من أحجار فما الحكمة من ذلك ؟

الحج مؤتمر إسلامى عظيم ينعقد كل عام يحضره المسلمون من كل فج عميق إلى أشرف مكان فى هذه الارض وهو لفظ له معناه المقدس ، وله أهداف نبيلة عظيمة وله ايضا ذكريات طيبة مباركة تصل الحجيج بأبيهم النبى ابراهيم عليه السلام ورب البيت الحرام وهو الله عز وجل .

والحج يمنح الحاج شحنة ايمانية كبرى تملأ النفس ايمانا ، وتغمر القلب طمأنينة ونورا ، وكأنما الحاج يسعى نوره بين يديه ،واذا دخل نور الايمان فى القلب فلا يكون فيه مكان لاى حزن او خوف او اضطراب نفسى .
أسرة إنسانية كاملة 
وفى الحج يدرك الانسان تماما انه فرد فى مجتمع اسلامى كبير وعضو فى اسرة اكبر هى اسرة الانسانية كلها ..، والجميع وهو معهم يتجهون الى هدف واحد ، وقبلة واحدة وعقيدة صحيحة واحدة ورب قوى عزيز واحد هنالك يشعر الحاج بالانتماء الاجتماعى ..وهو شعور جميل يزيل مايكون فى النفس من شعور الوحدة والعزلة ،
أثر من آثار الله 
يشرح فضيلة الشيخ عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر الحكمة من تضمن الحج الكعبة والجمرات وجبل عرفات فيقول : ان الكعبة التى امر الله ببنائها وأمرنا بحجها والطواف بها ماهى الا أثر من آثار الله يتعلق المسلم بالله من خلالها ، فالام لو كان لها ولد وانقطعت اخباره فجأة وشاهدت صوره او ملابسه تقبلها بين الحين والحين ، فهى لا تقبل الصورة لذاتها وانما حبا لصاحب الصورة .
دروس وعبر
ان مناسك الحج لها دروس ومعان يجب ان يفهمها المسلم فمثلا السعى بين الصفا والمروة فيه معنى لكل انسان ضاق به الرزق ان يعلم ان الله قبل ان يخلقه ضمن له رزقه وانما عليه ان يسعى حتى يجده ،

كما سعت هاجر بين الصفا والمروة ولم تكف عن السعى حتى وجدت الماء يتفجر تحت قدم اسماعيل وهذا دليل لكل شاب اذا ضن عليه الرزق ان يخرج الى مكان آخر ولا ييأس حتى يجد رزقه .
قوة المسلمين 
ولو نظرنا الى عرفات ومنى فلقد كان للعرب فى جاهليتهم اسواق كسوق عكاظ وذى المجنة ولكنهم كانوا يفتخرون فيها بالانساب والاحساب وعندما جاء الاسلام اقر هذه الاسواق الا انه حولها من الافتخار بالاحساب والانساب الى التعارف والتآلف وبيان لقوة المسلمين وقدرتهم حتى لا يتخاذلون امام اعدائهم .