رئيس التحرير
عصام كامل

جيهان وأنور السادات.. قصة حب صمدت أمام تقلبات السياسة

الرئيس السادات وحرمه
الرئيس السادات وحرمه جيهان
وفقا للأعراف المجتمعية فأن قصة حب جيهان والرئيس الراحل أنور السادات كان محكوما عليها بالفشل، فالحبيب أب لثلاث بنات ويكبر الحبيبة بأكثر من 15 عاما ، لكن قوانين الحب لا تعرف الحسابات المعقدة ولا تعترف بالتقاليد المتوارثة.




ووقعت جيهان في غرام السادات من أول مرة التقت به في منزل قريب لها بمدينة السويس، ووقتها كان السادات ضابطا صغيرا في الجيش مرتبه لا يسد احتياجات حياته اليومية هو وأسرته، لكن جيهان بعد حوارات مطولة بينهما اقتنعت أن هذا الضابط الصغير سيكون له شأن كبير في المستقبل.

وحكت جيهان عن كواليس اللقاء الأول بأنور قائلة: "بعد خروجه من السجن وتوجهه إلى منزل حسن عزت ليتناول السحور معه، كنت أجلس اتابع هذا البطل"، وكنت فرحانة بيه، بعد كدة عرفته وقعدت واتكلمت معاه وحضر عيد ميلادي".


كان الحب متبادلا بين جيهان وأنور، ويوم ميلادها الأول بعد تعارفهما كان السادات يرغب في تقديم هدية لها بهذه المناسبة لكنه لم يكن يملك المال الكافي، يومها أهداها أغنية "يا ريتني طير" لفريد الأطرش بصوته وقال لها: "بمنتهى الصراحة هذه هي هديتي لأني لا أملك شيء خالص".

تغاضت جيهان عن فارق السن والمستوى الاجتماعي بينها وبين أنور السادات، وكانت لدى السادات مخاوف من الزواج من جديد وبفتاة تصغره بـ 15 عاما لكنها شجعته على التقدم لخطبتها وهو ما حدث بالفعل، ويومها قالت له جيهان وفقا لما روته في أحاديث صحفية: " لو سألك أبويا هل أنت غني؟ ابقى قول لأ لكن إذا لم يسألك فلا تقول أنت".

وواجهت جيهان اعتراضات من أسرتها وخصوصا والدتها التي كانت تخشى على مستقبل ابنتها من الارتباط برجل لا يملك الكثير ليقدمه لها، إضافة إلى زواجه السابق بل وإنجابه 3 بنات، حسمت جيهان أمرها وقررت الزواج من أنور وليحدث ما يحدث.




مضى عام واحد فقط على اللقاء الأول بين جيهان وأنور، بعدها تم الزواج السعيد، وعاشت جيهان مع السادات أياما صعبة في بدايات الزواج، لكنها صمدت وكانت خير معين لزوجها الذي صعد نجمه بقوة في عالم السياسة مع الأيام الأولى لثورة يوليو.

انخرط السادات في تنظيم الضباط الأحرار وكان من المقربين من جمال عبدالناصر، لذلك لم يكن غريبا أن يتلو السادات بصوته البيان الأول لثورة يوليو التي أطاحت بالنظام الملكي، ومن بعدها تغيرت حياة أنور وجيهان تماما وانخرط السادات في العمل السياسي وتدرج في المناصب الى أن توفي عبدالناصر وتسلم السادات مهام حكم البلاد.

وبحكم منصب زوجها أصبحت جيهان السادات السيدة الأولى وعكس زوجة الرئيس عبدالناصر التي فضلت الابتعاد عن الأضواء كانت جيهان حاضرة وبقوة في المجال العام وأولت اهتماما خاصا بقضايا المرأة والأسرة.

لم يبد السادات اعتراضا على الدور المتعاظم لجيهان وتدخلها المباشر في العديد من الملفات، وكان وزراء الحكومة يقدمون فروض الولاء والطاعة للسيدة الأولى.

واستمرت علاقة حب جيهان وأنور حتى يوم وفاته في حادث المنصة الشهير ويومها كانت جيهان قلقة على حياة زوجها، بعد عدة تقارير أمنية ترصدت تحركات لتيارات إسلامية متطرفة ترغب في التخلص منه.

وصدقت توقعات جيهان واغتيل السادات في حادث المنصة خلال حضوره أحد العروض العسكرية احتفالا بانتصارات أكتوبر، ومن يومها انقلبت حياة جيهان رأسا على عقب ، واتجهت إلى العمل الأكاديمي محاضرة في كبرى الجامعات الدولية وظلت تمارس ذلك النشاط حتى غيبها الموت صباح اليوم الجمعة لتلحق برفيق دربها الرئيس الراحل أنور السادات. 
الجريدة الرسمية