رئيس التحرير
عصام كامل

ما المراد بالأشهر الحرم؟ وهل لها فضل على غيرها من الشهور؟

الاشهر الحرم
الاشهر الحرم
أيام قليلة ويهل شهر ذو الحجة وهو الشهر الثالث من الأشهر الحرم وفيه صوم العشر الأوائل، فما المراد بالأشهر الحرم وهل لها فضل على غيرها من شهور السنة وهل شهر دون الآخر منهم له الأفضلية ؟


واجاب الدكتور على جمعة المفتى السابق للديار المصرية فقال:

جاء الشرع الشريف بتعظيم بعض الأزمنة كما هو الحال في تعظيمه لبعض الامكنة على غيرها ، وجعل الله تعظيم ذلك من تعظيمه سبحانه وتعالى حيث قال فى الاية 32 من سورة الحج ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

الاشهر التى عظمها الله 

ومن الازمنة التى عظمها الله تعالى الاشهر الحرم التى ورد ذكرها فى القران الكريم فى قوله تعالى فى سورة التوبة 36 ( ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ) .

تواردت عنها الاخبار
 
وهذه الاشهر هى رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، وهذا التحديد تواردت به الاخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن ابى بكر رضى الله تعالى عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان) متفق عليه .

وسمى رجب "مضر" بهذا الاسم نسبة الى قبيلة مضر، لأنهم كانوا أشد تعظيما له من غيرهم من العرب.

كثرة الثواب 
والاشهر الحرم فضلها الله تعالى وشرفها على سائر شهور السنة القمرية ، ولذلك يستحب الاكثار فيها من الاعمال الصالحة لان الثواب فيها اعظم من الثواب فى غيرها ، فهى افضل الشهور بعد رمضان ، قال ابن عباس رضى الله عنهما (خص الله من شهور العام اربعة اشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن ، وجعل الذنب فيهن ، والعمل الصالح والاجر أعظم 

العمل الصالح 

وأرجى ايام هذه الاشهر ثوابا العشرة ايام الاولى من ذى الحجة والتى قال فيها النبى صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيها احب الى الله من هذه الايام ــ يعنى ايام العشر ، قالوا :يارسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله ، قال : ولا الجهاد فى سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخارى .

استحباب الصيام

ومن فضائل الاشهر الحرم استحباب الصيام فيها خصوصا شهر الله المحرم لما رواه مسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) كما تتأكد سنية صيام يوم عرفة من شهر ذى الحجة لقول النبى (صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده) رواه مسلم .

 يوم عاشوراء

وكذلك صيام يوم عاشوراء من شهر المحرم لما روى فى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال : قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله ما هذا اليوم الذى تصومونه ؟ فقالوا : هذا يوم عظيم انجى الله فيه موسى وقومه واغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا ، ونحن نصومه ، فقال رسول الله " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه رسول الله وأمر بصيامه .. والله تعالى اعلم.
الجريدة الرسمية