رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لو كنت مهموما

"يا مولانا أنا محسود، بحس إن أحوالي دايما مش ولابد وأن حد باصص لى فى رزقى وبيتى، الأمور مش ماشية معايا بالشكل المظبوط، من فضلكم أنا محتاج معالج بالقرآن يقرأ عليّ علشان يشيل عنى الهم".


مداخلات هاتفية عديدة وردت إلى برنامج "اسأل مع دعاء" المذاع على قناة "النهار" الفضائية، للاعلامية المتميزة دعاء فاروق، والتى استضافت الشيخ أحمد الصباغ وهو من علماء الأزهر الشريف.
ولفتت الاعلامية إلى أن هذا المطلب، "رقم معالج بالقرآن"، ورد إلي البرنامج أكثر من مرة على مدار الأسابيع الماضية، وأجاب الشيخ أحمد الصباغ، برد شاف ووافى، حين قال إنه لا يوجد من يسمي "معالج بالقرآن"، وإن كل إنسان، معالج نفسه بنفسه.

وأوصي الشيخ أحمد الصباغ، من يشعر بعدم الارتياح لأمر ما فى حياته أو منغص ما، يؤلمه نفسيا وحسيا بقراءة الفاتحة، فإذا كان يشعر ببعض التعب العضوى، فعليه أن يضع يده على الجزء المصاب ويقرأ الفاتحة أو يقرأها بين قبضة يده ويمسح بها وجهه، مكررا النفي أن يكون هناك فى الدين وظيفة تسمى "معالج  بالقرآن".

فضل الدعاء
وأشار الشيخ أحمد الصباغ إلى أن كل انسان عليه إصلاح علاقته بربه حتى لو كان لا يحفظ من القرآن إلا الفاتحة فهى تكفى، فلا توجد آيات فى القرآن الكريم تخصص لعلاج الحسد والعين، ولا توجد آيات مخصصة لعلاج التوتر والاكتئاب، ولا توجد ايات لعلاج الهم والغم والفقر، بل كل آيات القرأن شاملة ووافية وجامعة لكل شئ وفيها دواء ناجح للهم والكرب والحسد والاكتئاب. يقول سبحانه وتعالى فى سورة الاسراء: بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)، الاية رقم (82).

لا يوجد وسيط بين الإنسان وربه، مهما علت منزلة هذا الوسيط المفترض، فهو فى نهاية الأمر بشر، يخطئ ويصيب، يذنب ويستغفر، ويعصي ويتوب، وكما قرأنا فى كتابه العزيز أن الأمر الوحيد الذي لا يوجد به واسطة بين العبد وربه هو الدعاء والطلب منه سبحانه وتعالى، فهو طريق ممتد من العبد إلى ربه مباشرة بلا حواجز، أو تصاريح قبول، فقط ما على الانسان الا المناجاة بما يريد أن يكشفه الله عنه سواء حسد أم هم أم فقر، فقط عليه بالصلاة وقراءة القرآن، والدعاء بما شاء وبما يريد.

يقول رب العزة فى سورة البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ، الأية رقم (186)

أجتهد قدر الإمكان فى الدعاء والتماس العفو من ربي، أخطئ وأذنب واستغفر، لا أدعى علما، ولكن من أولويات المسلم البسيط العلم، أن يدرك متيقن تمام الإدراك أنه لا واسطة بينه وبين خالقه، فقط ما عليه إلا أن يتوضأ ويصل علاقته بربه مخلصا ويدعو بما شاء، وحتما سيفتح الله أبواب القبول والجبر، وقد استراح من اطمأن قلبه إلى قدرة ربه ومعيته سبحانه.
Advertisements
الجريدة الرسمية