رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن الذي كان سعيدا.. كيف وصلت الحرب بالشعب اليمني إلى المجاعة ؟

الأزمة الإنسانية
الأزمة الإنسانية في اليمن
أزمة إنسانية طاحنة تواجه اليمن منذ أكثر من 6 سنوات إلى أن وصل الحال بمخاوف من الاتجاه نحو مجاعة في البلد التي يقطنها ما يقرب من 30 مليون نسمة، حيث يدور النزاع بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف دعم الشرعية التي تقوده السعودية، وميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ويسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.


اليمن الذي كان سعيدا

ودولة اليمن التي كانت معروفة طوال التاريخ بـ "أرض السعادة على وجه الأرض"، وكان يطلق عليها لقب "اليمن السعيد" تواجه مجاعة هي الأخطر على الإطلاق، حيث حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، مجلس الأمن الدولي من أن اليمن "يتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث".

وفي جلسة نقاش مفتوح عقدها مجلس الأمن حول "الصراع والأمن الغذائي"، ناقش أعضاء المجلس العلاقة بين الصراعات والأمن الغذائي.





أكبر مجاعة في التاريخ الحديث 


ونقل مركز أخبار الأمم المتحدة عن بيزلي قوله في إفادته: إنه "منذ يومين فقط كنت في اليمن، حيث يواجه الآن أكثر من 16 مليون شخص أزمة جوع أو ما هو أسوأ من ذلك"، مشيرا إلى أن "هذه ليست مجرد أرقام بل هؤلاء أناس حقيقيون.. هذا البلد يتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، إنه الجحيم على الأرض".

400 ألف طفل
وأضاف: "قد يموت نحو 400 ألف طفل يمني هذا العام في حال عدم التدخل العاجل. بينما نحن نجلس هنا كل دقيقة وربع يموت طفل، فهل سندير ظهورنا لهم حقا وننظر في الاتجاه الآخر؟".

ووفق الأمم المتحدة، بات 80 % من السكان في اليمن البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.





الأزمة الأسوأ في العالم

في مارس 2017، وصف المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الأزمة في اليمن بأنها "الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم".

وأوضح أن تقديراته تشير إلى أن 80 % من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، "بحاجة إلى مساعدة غذائية.


انهيار النظام الصحي


لم يقف الأمر عن أزمة الغذاء بل وعلي مدار السنوات الماضية، حذرت منظمات العمل الإنساني، خاصة في الأشهر الأخيرة من انهيار النظام الصحي.

 وفي نهاية مايو الماضي طالب عدة مسؤولين في الأمم المتحدة بدعم عاجل لليمن حيث يتزايد الوضع صعوبة في مواجهة انتشار  فيروس كورونا. 

وقالت المنظمة غير الحكومية "سيف ذي تشيلدرن" في اليمن تعليقا على انتشار "كوفيد- 19" في اليمن: "إنها اللحظة التي كنا نخشاها جميعا لأن اليمن يعاني من نقص في التجهيزات في مواجهة الفيروس ونصف مراكزه الصحية فقط ما زالت تعمل".

مياه الشرب

أما منظمة "أطباء بلا حدود" التي سبق أن عبرت عن أسفها "لانهيار" النظام الصحي، فأشارت إلى أن اليمنيين لا يستطيعون "الحصول على مياه الشرب وبعضهم لا يمكنهم الحصول على الصابون".

الكوليرا

واجتاح وباء الكوليرا البلاد ما أدى إلى وفاة أكثر من 2500 شخص منذ أبريل 2017.. وتم الإبلاغ عن الاشتباه في إصابة نحو 1,2 مليون شخص، حسب منظمة الصحة العالمية.

انهيار التعليم

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل دمرت الحرب الدائرة في اليمن النظام التعليمي، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه من بين سبعة ملايين طفل في سن الدراسة في اليمن، هناك أكثر من مليوني طفل لا يذهبون إلى المدرسة وحوالى نصف مليون منهم تخلوا عن الدراسة منذ بداية النزاع في 2015.

 وتقول اليونيسف بحسب شبكة" يورونيوز" الإخبارية: إن "الأطفال الذين لا يتعلمون معرضون لكل أنواع المخاطر، خصوصا إجبارهم على المشاركة في المعارك أو على العمل قسرا أو على الزواج المبكر".

وتشير إلى أن 2500 مدرسة في اليمن هي خارج إطار الخدمة حاليا، و27 بالمئة منها أغلقت أبوابها كليا، بينما تستخدم سبعة بالمئة ملاجئ للنازحين أو معسكرات لأطراف النزاع.

الجريدة الرسمية