رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يبيح الإخوان استخدام "الكذب" في تمكين مشروعهم الديني والسياسي ؟ ‏

حسن البنا و سيد قطب
حسن البنا و سيد قطب

تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية الشريعة لصالحها، تطوعها بشكل انتهازي وتختلق ما ليس فيها حتى تضفي شرعية أخلاقية لممارساتها، بما في ذلك "الكذب"



تعطي الإخوان لأعضاء التنظيم حق الكذب تحت مسميات عدة، نص على ذلك عدد من الكتب المرجعية في الجماعة طالما أن هناك مصلحة لتحقيق أهدافهم ضد أعدائها، لكن خطورة هذه الأفكار جعلتهم يضعون بشكل تقليدي كل من ‏ليس معهم في خانة الأعداء. 

حدث ذلك حتى مع الإخوان المنشقين عنهم، الذين يعتبرونهم إما عملاء للامن مدسوسيين ‏عليهم أو انحرفوا عن الفكر الصحيح للإسلام وليس الجماعة. 

يقول بابكر فيصل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان تتبنى الكذب بشكل دائم ‏حتى تصل إلى أهدافها وأغراضها، ولهذا تجيزه على من تعتبره عدوا لها.‏

أوضح أنهم يستخدمون عبارات ملتوية يلتفون بها على الكلمة، فعلى سبيل المثال، فإن أحد قادتهم الكبار، محمود الصباغ، ‏في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص"، أسمى الكذب إيهام القول للمصلحة، وبالتالي هو عندهم جائز من أجل تحقيق أهداف ‏الجماعة ونصرتها على الأعداء خارج صفها.‏

تابع: تتمثل خطورة تبني الكذب عند الإخوان المسلمين في أن تعريف من هم خارج صفهم أو الأعداء عندهم لا يقتصر على ‏المخالفين في الدين، فهم يعتبرون أنفسهم في حالة حرب مع الجميع حتى المسلمين، فالمُنِّظر الأول للجماعة، سيد قطب، ‏يقول في كتابه "في ظلال القرآن": "ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم  قاعدة التعامل فيه هي ‏شريعة الله و الفقه الإسلامي".‏

أضاف: الكذب يناقض القيم الدينية وكذلك الوجدان السليم، فلا يجوز تبرير الكذب بأي سبب دعك من تبريره بمنطق الدين، ‏فهذه الخصلة المذمومة يجب أن تكون محرمة في كل الأحوال وتحت كل الظروف، فالتجمع البشري يَفسد فسادا عظيما إذا ‏استشرت فيه هذه الآفة، ولذلك فإن القرآن نزع عن المسلم صفة الإيمان إذا كذب: "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون ‏بآيات الله وأولئك هم الكاذبون".‏

استطرد: والقرآن كذلك يصف الكذب بالإثم المبين: "أنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا"، ويقول إن الذين ‏يمارسون هذه العادة الرذيلة لن يفلحوا أبدا: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون"، ولم تتحدث آية قرآنية واحدة ‏عن إباحة الكذب لأية سبب من الأسباب.‏

استكمل: لم يضع الرسول أي إستثناء للكذب سواء في حالة الحرب أو الكذب على غير المسلمين، حين قال: "عليكم ‏بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله ‏صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى ‏يكتب عند الله كذابا".‏

تابع: وعندما سُئل: "أيكون المؤمنُ جباناً؟ قال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمنُ بخيلاً؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن ‏كذاباً؟ فقال: لا"، ولم يقُل نعم يكون المؤمن كذاباً في زمن الحرب أو في حال دفاعه عن الأمة الإسلامية ضد العدو كما ‏يقول إسحق فضل الله.‏

اختتم: الإدعاء بأن الكذب يجوز على أعداء الإسلام – فوق أنه يسيء للدين – فإنه يفتح الباب عريضا لاستشراء الفساد ‏بين الناس وفي المجتمع، فالكل سيكذب، وسيقول إنه إنما يكذب على أعداء الإسلام، خصوصا بعد أن أصبحت هذه العبارة ‏فضفاضة تسع كل من يخالف هذا أو ذاك في الرأي.‏‎ ‎

الجريدة الرسمية