رئيس التحرير
عصام كامل

تزامنا مع الذكرى الأولى لرحيل قابوس.. علاقات قوية وتاريخية بين مصر وسلطنة عمان

الرئيس السيسي والسلطان
الرئيس السيسي والسلطان قابوس
تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل السلطان قابوس بن سعيد حيث توفّي السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد فى العاشر من يناير 2020 ومهدت وفاته الطريق لإحدى أكثر عمليات الانتقال السياسي شفافية وتنظيماً في المنطقة حيث نظّمت جنازته وأدى السلطان الجديد هيثم بن طارق قسم اليمين موجها رسالته حول استمرارية عمان المستقر، وعزمه السير على خطى قابوس.


وجاءت أبرز المعلومات عن العلاقات المصرية العمانية كالتالي:

استقبل السلطان الراحل قابوس بن سعيد سلطان عمان الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى وصوله إلى مدخل قصر العلم خلال الزيارة التاريخية في فبراير 2018  حيث تعانق الزعيمان ثم اصطحب السلطان قابوس ضيفه الكبير في سيارة خاصة إلى داخل القصر وسط مراسم استقبال احتفالية وبروتوكولية مميزة شملت عرضا بالخيول وعزفا للموسيقى العسكرية

وعقب ذلك وصل موكب الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان قابوس بن سعيد إلى ساحة قصر العلم العامر لإجراء مراسم الاستقبال الرسمية، وقد عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين وأطلقت المدفعية 21 طلقة للترحيب بالرئيس السيسي في زيارة الدولة التي يقوم بها إلى السلطنة.

وصافح الرئيس السيسي كبار المسئولين ورجال الدولة بسلطنة عمان فيما صافح السلطان قابوس الوفد المصري المرافق للرئيس والمكون من عدة وزراء.

واصطحب السلطان قابوس الرئيس السيسي إلى داخل قصر العلم والوفد المرافق له حيث جرى التقاط صورة تذكارية بهذه المناسبة ؛ لتبدأ على الفور فعاليات القمة المصرية العمانية.

وعقدت جلسة المباحثات المصرية العمانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان قابوس بن سعيد ووفدي البلدين لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وتناولت المباحثات التشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجاءت الزيارة في ظل حرص الرئيس السيسي على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين المصري والعماني، وتعزيز التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين، بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها.



العلاقات العمانية ـ المصرية

والعلاقات العمانية المصرية ليست بالعلاقات الحديثة لكنها ضاربة في التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة الأمر الذي أدى إلى إنتاج تشابكات تجارية واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وبعد قيام سلطنة عمان الحديثة إنتاج أهداف سياسية وإستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين.

محور ارتكاز
وتمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية حيث يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا لكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.


المصرية - العمانية
فالعلاقات المصرية - العمانية تعكس قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسي المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد.

المستوى السياسي
على المستوى السياسي ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية بين مصر والسلطان قابوس فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ويقدر المسئولون العمانيون على كافة المستويات الدور الذي تلعبه مصر في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة من أجل شعوب المنطقة.

كما يتم التنسيق بين البلدين في كافة القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية وقد قامت مصر بالمبادرة في هذا الشأن في موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو، كما تدعم سلطنة عمان الترشح المصري لعضوية أي مناصب في المنظمات الدولية.

كما أن عمق العلاقات في كافة المجالات بين البلدين، كانت دافعا إلى التنسيق بينهما في المجالات السياسية والإستراتيجية والأمنية، وأن التشاور والتفاهم قائم بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية.

وبعث الرئيس السيسي برقية شكر للسلطان الراحل قابوس بن سعيد سلطان عمان ردا على برقية التهنئة التي كان قد بعث بها إليه بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية.


السيسي يعزي السلطان الراحل
أكد الرئيس السيسي، أنه لن ينسى قيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور، الحكيمة ومواقفه الثابتة القوية وعلاقته الأخوية الوطيدة والتاريخية بمصر وشعبها الذى يدعو له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدم لشعبه وأمتيه العربية والإسلامية، جاء ذلك خلال برقية تعزية ومواساة بعثها الرئيس السيسي إلى سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور.

وأعرب السيسي عن تلقيه بكل الحزن والأسى نبأ وفاة السلطان الراحل بعد رحلة عطاء طويلة وعامرة بالنجاح والإنجازات، حقق خلالها المغفور له للسلطنة وشعبها النهضة والعزة والازدهار.

كما أصدرت مصر بيانا رسميا عزت فيه سلطنة عمان برحيل سلطانها قابوس بن سعيد عن عمر ناهز 79 عاما. 

"فقدت الأمة العربية زعيما من أعز الرجال، المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان، قائدا حكيما منح عمره لوطنه ولأمته، زعيما عربيا سيسجل له التاريخ أنه رمزا لقوة ووحدة سلطنة عمان على مدار نصف قرن حقق لها المكانة والنهضة والعزة.

ولا تنسى مصر وشعبها للسلطان قابوس رحمه الله مواقفه الأخوية والقوية والتي سطرها التاريخ بحروف من نور.

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي إذ ينعى لمصر والأمة العربية أخا وصديقا، ليعرب باسمه وباسم مصر شعبا وحكومة، عن عميق حزنه وخالص عزائه للشعب العماني الشقيق ولأسرته الكريمة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكريم بواسع رحمته جزاء لما قدم لشعبه ولأمته، وأن يسدد سبحانه وتعالى خطى سلطنة عمان لمواصلة مسيرة النهضة والتقدم والازدهار".

- كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام لرحيل المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، الذي وافته المنية فى 10 يناير 2020.





زيارات متبادلة
وفي ديسمبر 2014 قام سامح شكري بزيارة لسلطنة عمان التقى خلالها بوزير خارجية عمان يوسف بن علوي حيث يجري معه مباحثات تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعميقها في مختلف المجالات والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة في منطقة الخليج والمنطقة العربية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وفي 13 مارس 2015 قام يحيى بن محفوظ المنذري رئيس وزراء عمان بزيارة لمصر، لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري.

وفي مارس 2015 قام أسعد بن طارق آل سعيد المبعوث الشخصي للسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ26، التقى به الرئيس السيسي. 

في يوليو 2015 قام وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي بزيارة لمصر، التقى به سامح شكري وزير الخارجية، بحثا الجانبان تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل المزيد من تفعيلها وتعميقها في مختلف المجالات بما يتناسب مع مكانة البلدين وقوة العلاقات بينهما ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين.

في 10 يناير 2017 قام سامح شكري بزيارة لعمان، استقبله الشيخ أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد الممثل الشخصي للسلطان قابوس سلطان عمان، حيث نقل له رسالة شفهية من الرئيس السيسي إلى السلطان قابوس.

وفي فبراير 2017 قام الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة العماني بزيارة لمصر، استقبله الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب.

التعاون المشترك
في أبريل 2017 قام الشيخ سعد بن محمد سعيد المرضوف السعدي (وزير الشئون الرياضية بعمان) رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والوفد المرافق له بزيارة لمصر لحضور اجتماع الصندوق العربي للأنشطة الشبابية والرياضية بمقر جامعة الدول العربية، استقبله خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وبحث الجانبان سبل التعاون المشترك بين البلدين.

في نوفمبر 2017 قام وزير الخارجية، بزيارة إلى سلطنة عمان استقبله نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، وعقدت مباحثات بين الطرفين، حيث ناقش الطرفان سبل التعاون بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونقل شكري رسالة من الرئيس السيسي إلى السلطان قابوس.

في نوفمبر  2018  قام مسلم المعشني نائب رئيس البرلمان العربي وعضو مجلس الدولة بعُمان بزيارة لمصر، استقبله سامح شكري وزير الخارجية. بحثا الجانبان آخر المستجدات في العالم العربي، خاصة الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى أمن منطقتي البحر الأحمر والخليج العربي.

كما بحثا جهود مكافحة الإرهاب على الساحتين الإقليمية والدولية، والحرب الشرسة التي تقودها مصر ضد قوى التطرف والإجرام.



في مارس 2019 قام  سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لسلطنة عُمان، تلبية لدعوة من يوسف بن علوى بن عبدالله، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية، وقد عقدت اللجنة العُمانية – المصرية المشتركة دورتها الرابعة عشر في مسقط برئاسة وزيري الخارجية وبمشاركة عدد من كبار المسئولين في البلدين الشقيقين، استعرض الجانبان علاقات التعاون الثنائي القائمة، وعبرا عن ارتياحهما للمستوى الذى وصلت إليه، وأكدا على المضي قدماً للعمل نحو تعزيز التعاون الثنائي في كافة المحالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والصناعية، والقضائية، والتنموية، وفى المجالات التربوية والتعليمية، والقوى العاملة، والخدمة المدنية، وغيرها من المجالات الأخرى .. وتأكيداً على أهمية مواصلة وتعزيز التعاون وتفعيله بين البلدين الشقيقين.

في يناير 2020  قام مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على رأس وفد رفيع المستوى يضم كلا من وزراء: الأوقاف، والعدل، والسياحة والآثار، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، بزيارة لعمان لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، استقبل الوفد السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، سلطان عمان.

 أعرب مدبولي عن خالص عزاء مصر شعباً ورئيساً وحكومة، إلى شعب وقيادة وحكومة سلطنة عمان فى فقيد السلطنة والعالم العربى. أعرب رئيس الوزراء عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية مع الأشقاء فى عُمان، فى عهد السلطان هيثم بن طارق بن سعيد، متمنياً له التوفيق فى قيادة عمان لاستكمال مسيرة التنمية والتحديث التى بدأها السلطان قابوس.

وطلب السلطان هيثم بن طارق نقل شكره وشكر الشعب العماني للشعب المصرى الشقيق، وللرئيس عبد الفتاح السيسى، معرباً عن تقديره للعلاقات المصرية العمانية، وأواصر الأخوة التى تربط شعبى مصر وعمان، ومتمنياً لمصر مواصلة التقدم والازدهار.

وفي مارس 2020 قام يوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عُمان بزيارة لمصر للمشاركة فى اجتماع الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. استقبله  سامح شكري وزير الخارجية، استعرضا الوزيران مُجمل العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين وسُبل الدفع قُدمًا بمجالات التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب خلال الفترة المُقبلة، وبما يعكس عمق وتاريخية العلاقات القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وتناول اللقاء آليات دعم العمل العربي المُشترك في ظل تولي سلطنة عُمان رئاسة الدورة 153 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، كما تطرق النقاش إلى استعراض مواقف البلدين إزاء عدد من القضايا الإقليمية ومن أهمها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وسوريا.

وفي مارس 2020 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لعمان، استقبله السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سُلطان عُمان. سلمه شكرى رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن آخر المستجدات المتعلقة بمسار مفاوضات سد النهضة ودعوته لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة.

واعرب عن تقدير مصر لموقف سلطنة عُمان خلال رئاستها للاجتماع الوزاري الأخير لمجلس جامعة الدول العربية والذي دعمت خلاله القرار العربي الخاص بالتضامن مع الموقف المصري من قضية سد النهضة.

وطلب سُلطان عُمان نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، مُعربًا عن دعم بلاده المُستمر للشقيقة مصر في إطار العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد على موقف بلاده الثابت المُساند لمصر في ضوء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وكون مصر هي العمق الاستراتيجي للمنطقة، مشيرًا كذلك إلى مساندة السلطنة لمصر في موقفها من ملف سد النهضة.

وبعث الرئيس عبد الفتاح السيسي فى 12 يناير 2020 برقية تهنئة إلىالسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وذلك بمناسبة توليه مقاليد الحكم سلطاناً ل سلطنة عمان الشقيقة .


وأعرب الرئيس السيسي، باسمه واسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية عن أطيب التمنيات بالتوفيق في استكمال جهود البناء ومسيرة التنمية التي حققها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد .

وأكد الرئيس على متانة أواصر العلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين فإنه يتطلع لمزيد من التعاون المُثمر القائم بينهما لصالح الشعبين الشقيقين ولخدمة قضايا الأمة العربية، متمنيًا ل سلطنة عمان وشعبها كل تقدم وسلام وازدهار.

فى مارس 2020  التقى وزير الخارجية سامح شكري، يوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عُمان، وذلك على هامش اجتماع الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

واستعرض الوزيران مُجمل العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين وسُبل الدفع قُدمًا بمجالات التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب خلال الفترة المُقبلة، وبما يعكس عمق وتاريخية العلاقات القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وتناول اللقاء آليات دعم العمل العربي المُشترك في ظل تولي سلطنة عُمان رئاسة الدورة 153 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، كما تطرق النقاش إلى استعراض مواقف البلدين إزاء عدد من القضايا الإقليمية ومن أهمها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وسوريا.

وأكد يوسف بن علوى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عُمان، أن مصر أمة ثابتة، واستطاعت أن تثبت للعالم كله أنها ثابتة. وشدد على أن العلاقات بين السلطنة ومصر أخوية وحميمية، وقال إن موقف السلطنة ومصر واحد ولا يوجد شيء تختلفا عليه.

واضاف أن مصر دولة مهمة ومركزية ليس فقط في العالم العربى وإنما مع كل دول العالم. جاء ذلك خلال لقاء «بن علوى» مع مجموعة من قيادات الصحف المصرية وعدد من الإعلاميين في القاهرة، بعد اختتام اجتماعات الدورة العادية الـ 153 لمجلس وزراء الخارجية العرب أمس التي ترأستها سلطنة عُمان، بحضور الشيخ خليفة بن على الحارثى وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشئون الدبلوماسية، والمستشار نصر بن حمود العبرى الملحق الإعلامى لسفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، وأعضاء البعثة الدبلوماسية العُمانية بالقاهرة.

وحول قرار وزراء الخارجية العرب بدعم مصر والسودان في أزمة سد النهضة، أكد "بن علوى" أن القرار تحدث عن الثوابت والحقوق التاريخية، مشيراً إلى أن الجميع يساند موقف مصر بل العالم كله يسانده، وقال: "نتفهم جيداً موقف مصر لأنها في مرحلة حساسة".

واكد أن مصر لن تتخلى عن مبادئ الحياة وحقها في مياه نهر النيل.. وأضاف: "مصر لها ظروفها والسودان لها ظروفها وإثيوبيا أيضاً لها ظروفها.. والأهم ألا نشمت في بعض".. وقال: "لا تنافس ولا قطيعة بين مصر وإثيوبيا في مفاوضات سد النهضة".

وفي مارس 2020 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لعمان، استقبله السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سُلطان عُمان. سلمه شكرى رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن آخر المستجدات المتعلقة بمسار مفاوضات سد النهضة ودعوته لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، مُعرباً عن تقدير مصر لموقف سلطنة عُمان خلال رئاستها للاجتماع الوزاري الأخير لمجلس جامعة الدول العربية والذي دعمت خلاله القرار العربي الخاص بالتضامن مع الموقف المصري من قضية سد النهضة.


وطلب سُلطان عُمان نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، مُعربًا عن دعم بلاده المُستمر للشقيقة مصر في إطار العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد على موقف بلاده الثابت المُساند لمصر في ضوء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وكون مصر هي العمق الاستراتيجي للمنطقة، مشيرًا كذلك إلى مساندة السلطنة لمصر في موقفها من ملف سد النهضة.

في يوليو 2020 بعث السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان ببرقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي بذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو.أعرب فيها عن خالص تهانيه وصادق تمنياته لفخامته بوافر الصحة والهناء والعمر المديد، مقرونة بالدعاء إلى الله تعالى أن يوفق فخامته، ويحقق المزيد مما يصبو إليه الشعب المصري الشقيق من التقدم والرقي والنماء.

كما ان العلاقات الاقتصادية المصرية العمانية علاقات وثيقة واستراتيجية تقوم على تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري المشترك بين البلدين وتستهدف تعزيز معدلات النمو الاقتصادي لمصر وعمان. كما يوجد توافق كامل بين مسئولي البلدين على أهمية إحداث نقلة ‏نوعية فى مستوى العلاقات الاقتصادية المشتركة، بما ينعكس إيجاياً على حركة التجارة البينية ‏والاستثمارات المشتركة بين البلدين.

وترتكز الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين على قيام رجال الأعمال والصناعة بدور كبير ومحوري في تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية من خلال الاستثمار في مشروعات مشتركة تعود بالنفع على البلدين وتحفز النمو الحقيقي لاقتصادهما.

وتجسد اللقاءات بين المسئولين فى مصر وعمان رغبة الحكومتين في استثمار علاقاتهما المتميزة في تنشيط الجانب الاقتصادي منها باعتبار أن السوق المصري يعد من الأسواق الواعدة وأن عُمان تنظر إلى مصر بأنها إحدى المحطّات الهامة التي يمكن من خلالها إعادة التصدير للبلدان الأفريقية المجاورة.

كما تأتى هذه اللقاءات تفعيلًا للعلاقات التجارية بين البلدين وضمن اتفاقية التجارة العربية الكبرى.

كما تشهد العلاقات ‏الاقتصادية المصرية العمانية تشهد زخماً كبيراً خاصة في ظل الإرادة السياسية ‏من قيادة البلدين بأهمية تنمية وتوسيع حجم العلاقات المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

كما تعمل مصر على تشجيع السلطنة لإقامة مشروعات مصرية عمانية في منطقة خليج السويس وبورسعيد ومناطق أخرى وذلك للتصدير للدول العربية ودول مجموعة الكوميسا، وذلك للاستفادة من الاتفاقات الموقعة مع تلك الدول.

حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عمان حقق عام 2018 نسبة زيادة بلغت 13% بقيمة 412 مليون دولار مقارنة بنحو 364 مليون دولار خلال عام 2017 منها 195 مليون دولار صادرات مصرية.

الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان: تقدر الاستثمارات المصرية في عُمان بحوالي 680 مليون دولار بعدد 142 شركة، فى عام 2019 وهناك عدد من الشركات المصرية الكبيرة التي تقوم باستثمارات في السلطنة في مجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والصرف الصحي والاستثمار العقاري السياحي.

الاستثمارات العمانية بالسوق المصرية بلغت حتى شهر سبتمبر 2019 نحو 77.5 مليون دولار موزعة على نحو 92 مشروعا في مختلف المجالات التي تتضمن السياحة، والصناعة والخدمات والإنشاءات والاتصالات وغيرها في حين بلغت الاستثمارات المصرية بسلطنة عمان حوالي 680 مليون دولار في عدد 142 مشروعا.

والصادرات المصرية لعمان تتمثل في منتجات الالبان والمنتجات الزراعية وآلات ومعدات الكهربائية والراتنجات واللدائن الاصطناعية ومحضرات الخضر، ومنتجات الخزف والمستحضرات الدوائية والمراجل، والزيوت العطرية والمنتجات الكيماوية والنحاس ومصنوعاته.

الواردات المصرية من عمان هى  الحديد وصلب الفولاذ ومنتجاته والأسماك والقشريات، وآلات وأجهزة ومعدات ومنتجات كيماوية عضوية وبترول ومنتجات بترولية ووقود معدني، زيوت معدنية.

الاستثمار
كما جسدت اللقاءات بين المسئولين في مصر وعمان رغبة الحكومتين في استثمار علاقاتهما المتميزة في تنشيط الجانب الاقتصادي منها باعتبار أن السوق المصري يعد من الأسواق الواعدة وأن عمان تنظر إلى مصر أنها إحدى المحطّات المهمة التي يمكن من خلالها إعادة التصدير للبلدان الأفريقية المجاورة.

كما تأتي هذه اللقاءات تفعيلًا للعلاقات التجارية بين البلدين وضمن اتفاقية التجارة العربية الكبرى.

العلاقات الثقافية 
كما أن العلاقات العمانية المصرية، ليست بالعلاقات الحديثة لكنها ضاربة في التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذي أدى إلى إنتاج أهداف سياسية وإستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين.

المشاركة المصرية في مهرجان مسقط السينمائي 21-27 مارس 2016 حيث رحب بيان صادر عن سلطنة عمان بالمشاركة المصرية الرفيعة بمهرجان مسقط السينمائي الدولي - 2016، وقال إنه كعادته يشهد حفاوة بالغة بالفن والإبداع المصري، حيث تم خلاله تكريم نخبة من نجوم وكواكب مصر في السلطنة  وهم سمير صبري وبوسي وكريم عبد العزيز بالإضافة إلى تكريم اسم الفنان الراحل نور الشريف من مصر.

ووقعت كل من مصر وسلطنة عمان في 15 مايو 2014 مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين حكومة السلطنة وتمثلها وزارة الإعلام العمانية، والحكومة المصرية، وتمثلها الهيئة العامة للاستعلامات.

وتعد مذكرة التفاهم تفعيلا للاتفاق الثقافي المبرم في عام 1974 وبروتوكول التعاون الإعلامي الموقع في سنة 1983، تتضمن المذكرة توثيق أواصر التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات للارتقاء بمهارات الكوادر البشرية والاتفاق على تطوير التعاون عبر عدة قنوات اتصال في مقدمتها: القيام بتبادل منتظم للأنباء والأخبار المصورة عن الأحداث الجارية في البلدين وإعطائها الأفضلية في وسائل النشر والإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك المواقع الإلكترونية إضافة إلى تبادل الدراسات والمعلومات.

وتنص المذكرة على دعم الإنتاج المشترك للإصدارات المطبوعة والإلكترونية التي تلقي الضوء على العلاقات العمانية - المصرية في مختلف جوانبها سواء التاريخية أو المعاصرة.

كما اتفق الجانبان على تقديم التسهيلات اللازمة للباحثين والمتخصصين للحصول على الخبرات والمهارات الإعلامية ويجوز للطرفين إضافة مجالات أخرى من خلال القنوات الدبلوماسية.

الأزهر
وتمتلك مصر ثقلا ثقافيا وإعلاميا ملموسا في سلطنة عمان، ويلعب الأزهر دورا رياديا في القطاع الديني بسلطنة عُمان فهناك بروتوكول موقع بين الأزهر ووزارة الأوقاف والشئون الدينية العُمانية ويلتقي ممثلوها في إطار اللجنة المشتركة.
الجريدة الرسمية