رئيس التحرير
عصام كامل

جيلبار نقاش.. يهودي عربى يكره إسرائيل

جيلبار نقاش
جيلبار نقاش
جيلبار نقاش يهودي تونسي يكره إسرائيل، عاش حياته يدعو للفصل بين دينه والمخططات الصهيونية، يعشق عروبته وانتمائه الوحيد لوطنه تونس الذي ولد به حتى وراه ثراها.


عذبه الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وسجنه الرئيس الراحل زين العابدين بن على، كعقاب على إيمانه بالمبادئ الاشتراكية وتبنى الثورة ضد المستبدين لتحقيق أحلام الشعوب.



اليوم ودعت تونس حكومة وشعبا، المناضل اليساري والحقوقي والكاتب، جوزيف جلبار نقاش، وأقيمت مراسم رسمية فى جنازته حضره رئيس الحكومة، هشام المشيشي والعديد من الوزراء بالدولة.

كما توجه رئيس البلاد قيس سعيد، إلى منزل عائلة الراحل جيلبار نقاش، في منطقة حلق الوادي لتقديم واجب العزاء لأسرته.



ونعاه رئيس الجمهورية، في بيان معتبرا أن تونس فقدت أحد المناضلين التونسيين الصادقين ممن آمنوا بمبادئ التحرر والعدل وناضلوا من أجلها إلى آخر رمق. 

وأكد في البيان "أن جيلبار نقاش عاش ثابتا مؤمنا بالثورة ومات ثابتا وهو مؤمن بها أيضا حتى وهو على فراش المرض، وسيحفظه التاريخ في تونس وفي العالم كله كرمز من رموز التحرر الوطني بل كأحد رموز تحرر الإنسانية جمعاء".

وأصدر قيس سعيد، تعليماته لسفير تونس فى العاصمة التونسية "باريس" لتيسير كل الإجراءات لنقل جثمان الفقيد إلى بلاده حيث أوصى قبل وفاته بأن يوارى ثراها.




وتوفي نقاش يوم السبت الماضى ، عن عمر ناهر 81 عاما، وفق ما أكد نجله سليم نقاش، الذي قال إن والده عانى بسبب مواقفه المعارضة للأنظمة المستبدة ولإسرائيل.

ولد جيلبار نقاش عام 1939 في العاصمة التونسية، لأبوين يهوديين، قبل أن يكمل دراسته لاحقا في فرنسا، وبعد عودته إلى تونس انضم إلى حركة "برسبكتيف" التي أسسها في باريس طلبة تونسيون ينتمون إلى تيارات ماركسية وقومية متنوعة.

وبسبب نشاطه السياسي، حكم عليه بالسجن لمدة 14 سنة، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب من قبل نظام الحبيب بورقيبة، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد عشر سنوات، لكنه بقي تحت المراقبة والإقامة الجبرية.

كما تعرض للتعذيب والتنكيل حلال حكم زين العابدين بن علي، قبل أن يتم نفيه إلى فرنسا، التي بقي فيها حتى قيام الثورة التي أطاحت بحكم بن علي عام 2011، واستغل فترة وجوده الطويل في السجن لكتابة أول مؤلفاته "الكريستال"، والذي كتبه على أغلفة علب سجائر لعلامة "كريستال" التونسية.



وعام 2016 نظمت هيئة الحقيقة والكرامة جلسة علنية لضحايا التعذيب، أدلى خلالها نقاش بشهادة حول التعذيب والمضايقات التي تعرض لها خلال حكم بورقيبة وبن علي.

كان نقاش ماركسياً وعرف بمواقفه المعادية لإسرائيل وللصهيونية كحركة استعمارية عنصرية، كما ندد خلال عقود بالانتهاكات المتكررة لدولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، ودعا للفصل بين الدين اليهودي والحركة الصهيونية، وهو ما دفع إسرائيل لاتهامه بمعاداة السامية.


الجريدة الرسمية